لم تسلم بينازير بوتو من القدر الذي رافق معظم أفراد عائلتها، وانتهى بهم مقتولين، في معترك سياسي تتحكم فيه النزعات العشائرية والمؤامرات والطغمة العسكرية والدين، وفي بلد يجد لذته في التهام زعمائه والتخلص منهم. ففي سنة 1979، تم إعدام الوالد ذو الفقار علي بوتو، من طرف الجنرال ضياء الحق، الذي قاد انقلابا ضد الحكومة المدنية، كما قتل شقيقها في ظروف غامضة بالعاصمة الفرنسية باريس، وكان الموت الغامض مرة أخرى من نصيب أخ آخر لها. إعداد - حميد زايد شجرة عائلة تلاحقها لعنة الموت كان شاه نواز بوتو، جد بينازير، زعيما في إقليم السند، يمتلك قوته من الأراضي الكثيرة التي كانت في حوزته، والتي جعلت صوته مسموعا ومؤثرا في «العصبة الإسلامية الباكستانية»، وهو تنظيم سياسي كان يطالب بخلق أمة إسلامية مستقلة عن الهند الخاضعة حينها للسيطرة البريطانية، وقد تسنى لهم ذلك بزعامة مؤسس دولة باكستان محمد علي جناح عام 1947. ورث ذو الفقار سر أبيه، موظفا نفس المنطق العشائري والنفوذ الذي كان يتمتع به في إقليم السند، فأسس حزب الشعب الباكستاني، وهو حركة شعبوية بالأساس، رفعت في بداياتها الأولى شعار «قوت وسكن وملابس للجميع». في عام 1971 سينتخب ذو الفقار علي بوتو رئيسا للوزراء، وسرعان ما سيتم الانقلاب عليه وإعدامه سنة 1979. ترك ذو الفقراء أربعة أبناء، كانت بينازير هي كبراهم، والأقرب إلى قلبه، ووريثته السياسية في زعامة العشيرة والحزب، لذلك لم تطل المدة التي قضتها والدتها وأرملة ذو الفقار على رأس حزب الشعب، لتستسلم في نهاية المطاف لطموح ابنتها الكبير، مضطرة إلى التراجع إلى الخلف، مختفية عن الأنظار بسبب المرض، وفي حلقها غصة من هذه الابنة التي انقلبت على أمها. لم تجد نصرت بوتو العناية إلا من ابنة أخرى لها تسمى سنام، هي الوحيدة من بين كل أفراد العائلة التي ظلت بعيدة عن الأضواء وتقلبات آل بوتو السياسية، وهناك من يقول إن الوالدة لمحت أكثر من مرة إلى أن ابنتها بوتو متورطة في مقتل أحد أشقائها، الذي أخذ مسافة عن أخته وشكل جناحا معارضا داخل حزب الشعب بموافقة من الأم، وقضى أثناء مواجهة مع الشرطة، بعد أن تعرض لطلقات نارية عام 1996 أمام إقامة العائلة في كاراتشي، في الوقت الذي كانت تشغل فيه أخته بينازير بوتو منصب رئاسة الوزراء، والتي اتهمت حينها رئيس باكستان بالضلوع في هذا الاغتيال. أما شاه نواز بوتو، الأخ الآخر والذي لم يسلم بدوره من المصير الذي لاحق معظم أفراد العائلة، والذي كان يقود المعارضة ضد النظام الباكستاني من فرنسا، في الوقت الذي كانت فيه شقيقته تقبع في السجن، فقد قتل بدوره في شقته بمدينة كان عام 1985. تهمة المساهمة في الاغتيال التي لم تفتأ الألسن تلوك قصة تورط بينازير في تدبيرها، ستصرح بها هذه المرة غنوة بوتو، زوجة مرتضى، متهمة رئيسة الوزراء السابقة وزوجها بتدبير عملية قتله، حيث أثر هذا الحادث على العلاقة بين المرأتين اللتين قطعتا كل اتصال بينهما، حتى اللحظة التي لقيت فيها بينازير بوتو نفس مصير والدها وشقيقيها. لغنوة، ذات الأصول اللبنانية، ابنة اسمها فاطمة بوتو، التي ورثت عن أمها وأبيها المغتال ذلك الشك في نوايا قريبتهم، ويقول المهتمون بالشأن الباكستاني إنها الأجدر بخلافة الراحلة، نظرا إلى تكوينها وثقافتها السياسية، فهي في الوقت الحالي تشتغل بالصحافة وتكتب في بعض المنابر الإنجليزية وتتمتع بشخصية قوية، مما يجعلها نسخة طبق الأصل من عمتها، لكن حسابات آل بوتو والعداوات التي تكونت في بيتهم الداخلي جعلت الجميع داخل حزب الشعب يتردد في منحها امتياز خلافتها، مفضلين عليها ابن بوتو الغر، الذي لم يتجاوز ربيعه التاسع عشر والذي لا يعرف الباكستانيون أشياء كثيرة عنه، باستثناء الشبه الكبير بينه وبين والدته ومقاسمته الوالد في عشقه الكبير للخيول وممارسة رياضة الفروسية والرماية والتيكواندو، الحاصل فيها على الحزام الأسود. فبينما كان والده يتوجه إلى الصحافة غداة اغتيال بينزير بوتو باللغة الأوردية، عجز الابن عن مجاراته في الحديث باللغة المحلية والتي يفهمها الجميع، مضطرا إلى الحديث بالإنجليزية التي يتقنها دون غيرها، وهو عائق عانت منه والدته أيضا، التي كبرت في الخارج، في بدايات مسارها السياسي. ابنة الشرق، حياة من أجل الديمقراطية صدرت هذه الأيام في فرنسا سيرة بينازير بوتو، رئيسة وزراء باكستان المغتالة، بعنوان «ابنة الشرق، حياة من أجل الديمقراطية»، وتتضمن مسار هذه السيدة وتاريخ أسرتها وأهم المحطات والأحداث التي شكلت تاريخ باكستان الحديث. في هذه السيرة المعدلة والمزيدة، والتي أضيفت إليها معطيات أخرى، نتعرف على طريقة تفكير بينازير بوتو، وموقفها من خصومها السياسيين، وقد كتبتها قبل عودتها إلى باكستان في شهر أكتوبر الماضي واغتيالها يوم 27 دجنبر، هنا مقتطفات من هذه السيرة التي نشرت مجلة «الإكسبرس» بعضا من فصولها: لم أختر هذه الحياة، بل هي التي اختارتني... ليس باكستان بلدا مثل البلدان الأخرى، ولم تكن حياتي عادية، فقد اغتيل والدي وشقيقاي، وتعرض زوجي وأمي وأنا أيضا للسجن، ناهيك عن كوني قضيت سنوات طويلة في المنفى. ورغم ما لا يحصى من التقلبات وأشكال المعاناة، أشعر مع ذلك بأني امرأة سعيدة، سعيدة لكوني استطعت أن أفتح كوة في حصن التقاليد المنيع بتمكني من الوصول إلى منصب رئيسة الوزراء، حيث شكل هذا الحدث منعطفا حاسما في الجدل الصاخب حول دور النساء في مجتمع إسلامي. أنجبت ثلاثة أبناء جميلين، هم بلاوال وبختوار وأصيفا، منحوني مجتمعين فرحا عارما وكل ما أملك من اعتزاز بالنفس. في سنة 1988 وحين كنت أنتظر مولودي الأول، قام الدكتاتور العسكري بحل البرلمان ودعا إلى انتخابات عامة، مقتنعا بنفسه وبإيعاز من مستشاريه بأن امرأة حبلى ليس بإمكانها خوض حملة انتخابية، لكنهم كانوا على خطأ، فقد كنت قادرة على القيام بذلك على أحسن وجه، ونجحت بالفعل. ولد ابني بلاوال في الواحد والعشرين من شتنبر عام 1988، وكان ذلك التاريخ من أسعد أيام حياتي، وأسابيع بعد ذلك تمكنت من الفوز بالانتخابات، لينضاف هذا اليوم إلى أيامي السعيدة، متمكنة من دحض تلك الادعاءات التي لا تصدق أنه بإمكان امرأة مسلمة الظفر بقلب وروح شعبها. حوالي سنة بعد ذلك، ومنذ أن علمت المعارضة بأني حامل، قامت بإشعال فتيل معركة حقيقية، محرضة الرئيس والجيش على عزلي من منصبي، تحت مبرر استحالة منح رئيسة الوزراء عطلة الإنجاب، بدعوى أنني لن أستطيع تسيير أمور المؤسسات الباكستانية في فترة الوضع، وأن كل أجهزة الدولة ستصبح معرضة للانهيار بالضرورة، هكذا استغلوا هذا الوضع واعتبروا أنه من الواجب على الرئيس، وبموافقة الجيش، خلع رئيسة الوزراء وتنصيب حكومة انتقالية للتهييء لانتخابات جديدة، وقد رفضت رفضا مطلقا هذه المطالب الغريبة. رغم وضعي كامرأة حبلى، اشتغلت باذلة جهدا كبيرا قد يفوق ما يمكن أن يقدم عليه رئيس وزراء رجل. وعشية إقبالي على الوضع، قمت بترؤس مجلس الوزراء في العاصمة، ثم ذهبت بعد ذلك إلى كراتشي، وفي صباح الغد، استيقظت في الفجر، حيث حملتني صديقة إلى المستشفى. بعد الإنجاب بيوم واحد فقط عدت إلى مكتبي، متفحصة وموقعة على الملفات، ولم أعلم إلا بعد ذلك بأنني كنت أول رئيسة للوزراء في التاريخ تضع مولودا وهي تؤدي مهامها، متمكنة من تحقيق سبق آخر بالنسبة إلى النساء اللواتي شغلن وظيفة رئاسة الوزارة. أعرف أني أجازف بحياتي... وبأدائي القسم في الثاني من دجنبر عام 1988، أصبحت أول امرأة منتخبة على رأس حكومة في بلد إسلامي، مرتدية لباس الساري المحلي الأخضر والأبيض، لوني العلم الباكستاني، مشيت على البساط الأحمر للقصر الرئاسي تحت الأضواء الساطعة. سنة تقريبا قبل ذلك، أسر الدكتاتور ضياء الدين لأحد أصدقائي بأن «ترك بينازير بوتو على قيد الحياة كان أكبر خطأ في حياته»، وكلما كنت أستعيد هذه الكلمات، أفهم أن وظيفتي ومساري كانا لا ينفصلان عن قدري. لقد ساهم انتخابي في إعادة استثمار إمكانيات النساء، والدفاع عن تفسير معتدل للإسلام، مع منح الشعب الباكستاني الأمل في حياة أفضل. لقد تصادف نجاحي مع الانسحاب السوفياتي من أفغانستان وحركات شعبية أخرى، تمكنت من الانقلاب على عدد من الأنظمة الدكتاتورية في كل أنحاء العالم. سألتقي، بعد ذلك، عدة شخصيات ذات آفاق مختلفة، من التايلاند وكوريا الجنوبية أو المغرب، صرحت لي بأن مساري السياسي، وصل صداه إلى داخل أسوار سجونهم وأثناء الانتفاضات، مؤكدين أنهم استلهموا منه. إن أولئك الذين عارضوا انتخابي، بمن فيهم الرئيس، كانوا مستعدين للقيام بكل شيء بهدف زعزعتي. وهناك حادث دل بالملموس على ذلك، فأثناء حفل أداء القسم، شرع الرئيس في قراءة قسم التنصيب بطريقة غريبة، متجاوزا بعض الفقرات بسرعة فائقة، ومتمهلا في أخرى، دون أدنى احترام لعلامات الترقيم، كما لو كان يحاول توريطي وجعلي أتعثر، وأن يضعني في موضع محرج أمام أنظار كل العالم، فانتبهت إلى نيته وحرصت على قراءة قسمي بعزة وعزيمة، حتى يتمكن الشعب من سماعي وأنا ألتزم بأداء مهمتي التي خولها لي. في سنة 1989، لم يكن أسامة بن لادن قد خلق تنظيم القاعدة بعد، ولقد سمعت اسمه يذكر أول مرة حين مول حملة سياسية كبيرة لقلب حكومتي الأولى. فبمجرد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان، دخل أسامة بن لادن إلى العربية السعودية، وبعدها تم استدعاؤه إلى باكستان، حيث كان يربط ومنذ فترة بعيدة علاقات وثيقة مع الاستخبارات الباكستانية التي طلبت منه مساعدتها في خلع الحكومة الديمقراطية وتعويضها بنظام ديني في باكستان، ليمنحها ابن لادن مبلغا ماليا كبيرا قدر بعشرة ملايين دولار لشراء البرلمانيين الذين كانوا يساندونني، بغاية تصويتهم على ملتمس رقابة ضد حكومتي. وفي الوقت الذي كان فيه الوضع بأفغانستان يتجه نحو العودة إلى شكله الطبيعي، توصلنا من خلال التدخل المفاجىء لابن لادن في السياسة الداخلية الباكستانية إلى أن هدفه وهدف أولئك الذين ينادون بالحرب المقدسة لم يكن يتعلق بطرد المحتل السوفياتي من بلد إسلامي بقدرما كان يتعلق بفرض نموذج محرف للخلافة الإسلامية ينطلق من أوربا ويمتد إلى آسيا وإفريقيا، ويخضع لسيطرة المتطرفين الدينيين. أثناء الحملة الانتخابية الثانية عام 1993، واجهت مجددا عداء الضباط الأكثر صلابة في الجهاز الأمني، وكانوا على استعداد لاستعمال الوسائل الأكثر جذرية لمنعي من العودة إلى مهامي، حيث كانت نيتهم إزالة اسمي وإقصائي بشكل نهائي من المشهد السياسي، مع رغبتهم، في نفس الوقت، في تحييد العائق الأساس الذي يقف أمام حلم الخلافة. هكذا وفي خريف 1993 قامت استخبارات بلدي بترتيب عملية اغتيالي، وكلفوا بذلك باكستانيا ارتبط بحرب أفغانستان اسمه رمزي يوسف. وكما صار يعرف الجميع، فقد شارك يوسف في التفجيرات الأولى لبرجي التجارة العالميين بنيويورك. كان رمزي يوسف يشتغل مع خليته تحت إمرة عمه خالد الشيخ محمد، الذي وجهوا إليه أمر اغتيالي. خالد الشيخ هذا هو من سيتحول بعد ذلك إلى الرأس المدبر لتنظيم القاعدة، وستوجه إليه تهمة قتل الصحفي دانييل بيرل، رئيس مكتب «وول ستريت جورنال». في سنة 2007 ولحظة استعدادي للدخول إلى باكستان، حيث ينتظرني مستقبل مجهول المعالم، عرفت بشكل واضح أن الرهانات لا ترتبط فحسب بشخصيتي وببلدي، وإنما بالعالم أجمع. عرفت أنني معرضة للاعتقال، عرفت أنني مثل بنينيو أكينو في مانيلا عام 1983 معرضة لأتلقى طلقة في مدرج المطار أثناء نزولي من الطائرة. وفي مجمل القول، لقد حاول متطرفو القاعدة اغتيالي أكثر من مرة، ولا يوجد ما يمنعهم من أن يجربوا، مرة أخرى، عندما سأدخل إلى بلدي قادمة من المنفى، ليقضوا علي خوفا من انتخابات ديمقراطية تشكل لهم رعبا، إلا أنني قمت بما كان يجب القيام به، وحسمت أمري في الدخول إلى بلدي لألتزم بالوعد الذي قطعته للشعب الباكستاني ولدعم تطلعاته الديمقراطية، وإني أخوض هذه المغامرة من أجل كل أطفال باكستان. فساد آل بوتو وعشقهم للخيول استطاعت بينازير بوتو الجمع بين كثير من المتناقضات، ورغم الصورة الوردية التي منحها إياها الإعلام الغربي، باعتبارها أمل الديمقراطية في باكستان وأول رئيسة وزراء في عالم إسلامي يحتقر المرأة والوحيدة التي كان بإمكانها وضع حد لتقدم سرطان اسمه الحركات الإسلامية المتشددة، فإن هذا البورتريه الجميل الذي رسمته أقلام كثيرة تغافل، عن قصد أو تحت تأثير حدث الاغتيال وانسجاما مع واجب توقير الموتى، عن الجانب المظلم من تاريخ عائلة بوتو، الذي مزج بين التعطش للسلطة والفساد، وآخر مثال على ذلك زوج بينازير بوتو الذي تسلم مباشرة بعد اغتيالها مقاليد زعامة حزب الشعب، في انتظار أن يكمل ابنه تعليمه في الخارج ويتهيأ للمنصب الذي ينتظره. إن عددا من الباكستانيين، وخاصة المناوئين لحزب الشعب، لا يتركون الفرصة تمر دون ذكر السمعة السيئة التي يتمتع بها السيد آصف علي زرداري، زوج بينازير بوتو، الذي كان وزيرا في حكومة زوجته وقضى ثماني سنوات قابعا في السجن بعد تورطه في قضايا فساد، ولذلك تعتبره أكثر من جهة أصل كل الشرور والمشاكل التي اعترضت مسار بينازير بوتو السياسي وٍأرغمتها على الانسحاب مرتين مكرهة من رئاسة الوزراء بتهم مختلفة أهمها الفساد والتدبير السيء. ففي سنة 1999، سجن آصف علي زرداري للمرة الأولى، بعد أن توبع بجرائم كثيرة من بينها الاغتيال وتزوير مستندات بنكية، ليطلق سراحه أربع سنوات بعد ذلك، لكن مناصريه يؤكدون أن كل هذه الاتهامات لا نصيب لها من الصحة، بل صُنعت صنعا لدوافع سياسية محضة. في حكومة بننازير بوتو الثانية، تم منحه منصب وزير للاستثمار، لتزداد المشاكل التي خلقها لزوجته، حيث صار يلقب ب«السيد 10 في المائة»، وبدأت تهم جديدة تلاحقه أينما حل وارتحل، كحصوله على عمولة ونسبة من الأرباح بعد كل عقد توقعه الحكومة، إضافة إلى اتهامه بتبديد المال العام لحاجياته الشخصية واقتنائه لخيول جديدة، تلك الهواية العزيزة على قلبه. سيتم اعتقاله للمرة الثانية عام 1996، بتهمة الفساد والتورط في الهجوم الذي تسبب في مقتل رضى بوتو أمام إقامة العائلة. وبعد ثماني سنوات من السجن وعدد من المحاكمات، أطلق سراحه عام 2004، ليلتحق بزوجته وأبنائه في منفاهم الاختياري بالإمارات العربية المتحدة. لقد أثرت سنوات السجن الطويلة على صحته، إذ أصبح يعاني من مشاكل في القلب وآلام مبرحة في الظهر.