مباشرة بعد انتشار خبر الحكم بثلاث سنوات حبسا نافذا على المهندس فؤاد مرتضى، منتحل شخصية الأمير على موقع ال«فيس بوك» العالمي، يوم الجمعة الماضي، وتصريحات بنيديكت غوديريو، من «بعثة منظمة العفو الدولية»، انطلقت حملة واسعة للتضامن مع المهندس الشاب على صفحات ال«فيس بوك». انطلقت الحملة ببيان غير موقع، مكتوب بالفرنسية ومترجم إلى الإنجليزية، يعيد سرد الوقائع بالتفصيل لكل زوار ال«فيس بوك»، ويدعو مستعملي الموقع إلى تعميمه بين الأصدقاء. وفي غضون أقل من 6 ساعات، نشرت على الموقع صورة فؤاد وهو يحمل طفلا رضيعا، وأضحت الأكثر مشاهدة بين زوار ومستعملي الموقع الذي يزوره أزيد من 60 مليون شخص يوميا. ساعات قليلة بعد ذلك، صدر بيان عن منظمة «صحفيين بلا حدود»، يندد بدوره بالحكم الصادر في حق فؤاد مرتضى، وبيان عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأيضا بيان عن مدونة إلكترونية مخصصة ل«الأمير المزور» يحتضنها موقع الجريدة العالمية «لوكوريي أنترناسيونال». سيتطور الأمر في أقل من يومين، حيث سيتم خلق «مجموعة قضية» على «الفيس بوك» تحت اسم «مجموعة التضامن من أجل حرية فؤاد»، التي تجاوز عدد المنضمين إليها، إلى حدود أمس الثلاثاء، 4500 شخص من أرجاء المعمور أغلبهم طلبة وصحفيون وناشطون حقوقيون. وسرعان ما اتخذت الحملة مسارا آخر حين قام مستعملو ال«فيس بوك» بتغيير صورهم الشخصية، التي يتبادلونها في ما بينهم للتعارف، وثبتوا مكانها صورة فؤاد مرتضى كتب عليها «المساعدة من أجل حرية فؤاد». وسيصل مستوى الاحتجاج أقصاه على الموقع العالمي حين سيقوم أربعة مساندين للحملة بوضع صورة الأمير مولاي رشيد. وهي الصورة نفسها التي كان يضعها «الأمير المزور» مكان صورهم الحقيقية. بعضهم قد كتب فوق صورة الأمير مولاي رشيد عبارة إنجليزية «ديدلاين» ومعناها (آخر أجل)، دون أن يوضح المعنى. سيتخذ الأمر منحى أكثر تضامنا مع فؤاد مرتضى حين سيضع طلبة فرنسيون، المحتمل أنهم من أطلقوا الحملة منذ البداية، 100 إمضاء على بيان التنديد بالحكم، من أجل اتخاذ قرار تنظيم وقفة أمام السفارة المغربية بباريس. لكن المفاجأة ستكون أكبر حين ستنطلق ديناميات مشابهة بكل من موريال، لندن، بروكسيل، واشنطن، أمستردام ومدريد. وسيصل عدد الموقعين، في غضون 4 أيام بعد المحاكمة، إلى 3600 إمضاء، والجميع اتفق على أن يكون فاتح مارس هو تاريخ انطلاق التظاهرة أمام السفارات المغربية في العالم على الساعة الثانية بعد الزوال بالتوقيت المحلي لكل دولة على حدة. في نفس الوقت، أطلق منظمو حملة ال«الفيس بوك» موقعا على الأنترنيت تحت اسم «المساعدة من أجل حرية فؤاد» (www.helpfouad.com)، يحمل شعار «ميزان العدالة»، والذي وصل عدد زواره يوميا إلى حدود الساعات الأولى من صباح الأمس إلى 56500 زائر، كما أن 5000 منهم وقعوا عريضة الموقع المطالبة بالإفراج عن فؤاد مرتضى. وتشمل لائحة الموقعين أشخاصا من مختلف أنحاء المعمور، بالإضافة إلى عشرات الموقعين المغاربة، من بينهم صحافيون معروفون في الساحة الإعلامية الوطنية. موقع الدفاع عن فؤاد مرتضى يحمل 8 روابط داخلية: الصفحة الرئيسية والتي تعتليها صورة «الأمير المزور»، صفحة للتعريف بفؤاد مرتضى، صفحة للجنة متابعة المقالات الصحفية الوطنية والدولية التي تناولت الموضوع، وصفحة التوقيعات، بالإضافة إلى صفحة للاتصال بالبريد الإلكتروني ب«الويب ماستر» ومسؤولي الموقع. وقد قامت «المساء» بتوجيه بريدين إلكترونيين، أول أمس، إلى أصحاب الموقع للاستفسار حول مبادرتهم وحول الأسباب التي دفعتهم إلى إنشاء الموقع، ولمعرفة ما إن كانت جهات مدنية أو سياسية معينة هي المسؤولة عن إطلاق الحملة من فرنسا، غير أن «المساء» لم تتوصل بأي رد إلى حدود صباح الأمس. أما التوقيع الذي تحمله البلاغات المنشورة بالموقع فهو: «لجنة مساندة فؤاد مرتضى»، دون الإشارة إلى أسماء أو عناوين أو هواتف أشخاص بعينهم، وهو ما فسره أحد الناشطين بال»الفيس بوك» «بخوف هؤلاء من متابعة السلطات المغربية، مما يعني أن الحملة يمكن أن يكون من بين منظميها طلبة مغاربة بفرنسا». آخر المواد المنشورة على موقع «الحرية لفؤاد» هي عبارة عن بلاغ صحفي بتاريخ 22 فبراير 2008، موقع من طرف «لجنة مساندة فؤاد مرتضى»، والذي يصرح فيه كاتبوه بما أسموه ب«عدم فهمنا واستغرابنا الكبير قرار الحكم بثلاث سنوات حبسا نافذا على فؤاد»، ويخبرون فيه الرأي العام الدولي بأنهم وجهوا «رسالة رحمة إلى الأمير مولاي رشيد نفسر فيها الوضع، وننتظر مساندة كل المغاربة لفؤاد لأنه كان ضحية ظلم». في نفس الصدد، قال علي عمار، محامي فؤاد مرتضى، مهندس الدولة الذي قضت في حقه الغرفة الجنحية للمحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء، مساء الجمعة الماضي، بثلاث سنوات حبسا نافذا بتهمة «انتحال صفة الأمير مولاي رشيد على موقع ال«الفيس بوك» الإلكتروني، إنه سيزور موكله اليوم الأربعاء بالسجن المحلي «عكاشة» في الدارالبيضاء لبحث إمكانية استئناف الحكم في غضون عشرة أيام بعد صدور الحكم الابتدائي. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة بأن مونيكا ستاين أولسن، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ستقوم غدا الخميس بزيارة لمقر إعدادية «مولاي رشيد» التي سبق لفؤاد مرتضى أن درس بأقسامها قبل أن يلحتق بثانوية «محمد الخامس» بنفس المدينة. واعتبرت المصادر ذاتها أن الزيارة التي ستقوم بها المسؤولة الأمريكية للإعدادية الأميرية «مجرد صدفة»، بالنظر إلى كون المهندس مرتضى سبق له أن درس بأقسامها في مرحلة التعليم الإعدادي، مشيرة إلى أن مونيكا ستاين أولسن تقوم بزيارة لجهة مكناس تافيلالت وللجهة الشرقية ما بين 26 و28 فبراير الجاري، يتخللها توقيع اتفاق لإنجاز نظام «التنظيمات الإلكترونية» وافتتاح تعاونيتين لإنتاج الحبوب والزيتون وتفقد مرافق «إعدادية مولاي رشيد» غدا الخميس. وأضافت نفس المصادر أن «إعدادية مولاي رشيد» التي درس بها مرتضى، المتابع بتهم إدخال معطيات في نظام المعالجة الآلية وتغييرها وتزييف وثائق المعلوميات وإعداد معطيات معلوماتية غير صحيحة وتملكها، وعرضها وانتحال صفة، هي مؤسسة تعليمية تحظى بدعم «برنامج ألف لتحسين التعليم والتكوين من أجل تعزيز فرص الشغل» التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.