إلى جانب الديانات الكبرى عرفت الدول الأوربية وأمريكا الشمالية وآسيا بروز طوائف وأخويات تمارس طقوسا غريبة وتستقطب أتباعا كثرا، يمتزج فيها الدين بالمال وممارسات غير شرعية للطب، حيث صارت تشكل خطرا على المجتمع يدعو السلطات إلى أخذ الحذر منها، كما أن الظاهرة فتحت نقاشا حول الحريات وهل يجب التضييق عليها أم تركها تمارس معتقداتها دون تدخل من الدولة لماذا تحارب الدول الديمقراطية الطوائف الدينية الجديدة وتخاف منها؟ ولماذا هذا التردد في الاعتراف بها والسماح لها بممارسة طقوسها كما هو الحال بالنسبة إلى الديانات الكبرى، وما الحاجة إلى ظهور هذه الجماعات والأخويات في الدول المتقدمة بأنبيائها وأتباعها. يقول البعض إن الظاهرة بدأت تنتشر منذ منتصف القرن الماضي نتيجة الأزمة الروحية التي أخذ يعاني منها الناس في الغرب، ولانسداد الأفق بعد انجلاء الأوهام الدنيوية وأفول إيديولوجيات كانت تسعى إلى إلغاء تعويض الإيمان بجنة في الأرض. أما الرفض الذي تواجهه هذه الطوائف فيعود بالأساس إلى التهم التي توجه لها والمتمثلة في الاحتيال على الأتباع ومراكمة الأرباح بالخداع، إضافة إلى دورها في وقوع ضحايا عن طريق إشعال النار أو انتحار جماعي أو عمليات اغتصاب تعرضت لها مجموعة من النساء والمعتدي هم «الأنبياء»الجدد. لقد خرجت هذه الطوائف في أمريكا الشمالية وأوربا من رحم الكنيسة وخلقت «دياناتها» الجديدة، بطقوس غريبة تدعو إلى الريبة وتتلقى سهام الاتهامات من كل حدب وصوب، حيث يتهم المسؤولون عن هذه الأخويات الدينية بالتضييق على الحريات الفردية للأتباع والاستيلاء على ممتلكاتهم بمبررات غامضة، مع إخضاعهم لمراقبة صارمة تحد من استقلاليتهم وتجعلهم خاضعين لأهواء الزعماء الدينيين، كما يتهمون بكونهم يشكلون تهديدا للنظام الاجتماعي ودعاة هرطقة. هناك من يفترض أن بعض الأديان تكون في مراحلها الأولى بمثابة أخوية دينية أو طائفة صغيرة لكنها سرعان ما تتوسع ويكثر أتباعها، كما هو الحال بالنسبة إلى البروتستانتية التي اعتبرتها الكنيسة الكاثوليكية ولفترة طويلة بمثابة بدعة يجب محاربتها، فتعرض أنصارها لمضايقات كثيرة، بل تطور الأمر إلى حروب أهلية في ألمانيا وفرنسا... يضع فولتير الطائفة أو الجماعة الدينية في خانة المعتقد غير المعترف به لدى العموم وغير المقبول، في حين عرف عالم الاجتماع ماكس فيبر نهاية القرن 19 الطائفة باعتبارها تجمعا دينيا متشددا وفي قطيعة مع المجتمع، أما من وجهة نظر سوسيولوجيا الدين فهي مرض ينخر جسد المجتمع، أما دور الدولة فيتجسد في القضاء عليه وتقديم العلاج لضحاياه. لقد تميز النصف الثاني من القرن العشرين بظهور نوع جديد من هذه الظاهرة يختلف بشكل جذري عن التعريف الكلاسيكي، ومن أبرز تجلياته تقلص الإقبال على الديانات التقليدية وانهيار الإيديولوجيات مثل الشيوعية التي ترتب عنها فقدان للقيم والتوجهات، وهناك من ربط ذلك بالعولمة التي سمحت بظهور «سوق دينية كبيرة» ساهمت في توسيع إمكانيات الاختيار بين السلع الروحية. في الثمانينات من القرن الماضي صدم الرأي العام في عدد من الدول بمجموعة فضائح اعتبرت كجرس إنذار بدأ يحذرهم من هذا الخطر الداهم، من خلال انتحارات جماعية وقضايا تختلط فيها السياسة بالمال وممارسات غير شرعية للطب، فأصبحت الطوائف الدينية مقترنة بسمعتها السيئة وخطورتها على المجتمع. يقول أستاذ اللاهوت هارفي كوكس إن هناك مجموعة أساطير تشكل مجتمعة ما يعتبر من خصائص هذه الجماعات أولاها أسطورة التخريب باعتبار الطائفة تمثل تهديدا للمجتمع، وثانيها الأسطورة الجنسية بدعوى أن هذه الأخويات تمارس سلوكات جنسية منحرفة بطقوس عربدة غريبة وشاذة، أما ثالثة الأساطير فهي الطريقة التي يتم بها استقطاب الأتباع بواسطة الخداع النفسي. لم يكن تسليط الأضواء على ظاهرة الطوائف الدينية مجانيا، فقد اهتم الإعلام بها لأنها أصبحت تشكل حدثا في عدد من الدول، كما أنها تحولت إلى موضوع يدعو إلى القلق والخوف ويقض مضجع السلطات. ففي 18 نونبر 1978 مات 914 شخصا من أتباع «معبد الشمس»، من بينهم 260 طفلا عن طريق شرب سم السيانير خلال انتحار جماعي، في حين تم العثور على مرشد الطائفة ميتا بطلقة في الرأس. وفي 19 شتنبر 1985 انتحر 60 شخصا من طائفة «داتو مانغيانون» بالفلبين. سنة بعد ذلك انتحر 7 أشخاص من كنيسة أصدقاء الحقيقة في اليابان، وفي عام 1993 قتل 72 شخصا من الأتباع الداووديين في حريق شب في مزرعة لهم بتكساس، بعد محاصرة طويلة من رجال الأمن استمرت عدة أسابيع. كما انتحر، بتاريخ 26 مارس 1997، 39 من أتباع «باب الجنة»عن طريق ابتلاع حامض الفينوباربيتال في فيلا بكالفورنيا، وفي 18 مارس 2000 أشعل حوالي 500 من أنصار الطائفة القيامية بأوغندا النار في أجسامهم، حيث تم اكتشاف هذه المحرقة بعد مدة في مكان مجاور لإحدى الكنائس، وانتشر الخبر في كل أنحاء العالم، وتأكد أن الأمر يتعلق هذه المرة أيضا بانتحار جماعي لعناصر «الحركة من أجل إحياء وصايا الرب العشر». لهذه الأسباب مجتمعة برز منذ مدة نقاش في أوربا بين من يعتبر هذه الطوائف تشكل خطرا على المواطنين وبين من يقول إن الدولة لا تملك حق الحد من الحريات الدينية، وتزداد حدة هذا الجدل كلما برزت إلى السطح فضيحة جديدة أو جريمة ارتكبتها هذه الأديان الصغيرة. الطائفة الرائيلية والكائنات الفضائية أسس الطائفة الرائيلية صحفي متخصص في سباقات السيارات يدعى فرانسوا كلود فوريلون قبل أن يطلق على نفسه لقب رائيل. يقول رائيل إنه التقى عام 1973 مع كائنات فضائية تلقب ب«الإلوهيم»، وكلفوه بمهمة أن يكون رسولا لهم وأن يعمل على نشر رسالتهم في العالم. إن كل أشكال الحياة على الأرض، حسب رائيل، تعود أصولها إلى كائنات من كواكب أخرى بفضل الحامض النووي وتحكمهم في علم الهندسة الوراثية، مدعيا أن رسل وأنبياء الديانات التوحيدية وحتى بوذا كانوا على اتصال بالإلوهيم إلا أن رسالتهم أسيء فهمها. مرت قرون لتقرر تلك الكائنات العودة إلى الأرض وتأخذ على عاتقها مهمة تعليم رائيل حكمتها المبنية على مبدأ اللذة والحب والمعرفة، مع دعوته إلى إنشاء سفارة لاستقبلاهم في انتظار سنة 2035 حين ستهبط إلى الأرض في اليوم الموعود. في عام 2002 أعلن الرائيليون أنهم استنسخوا طفلة تسمى حواء بالاستعانة بشركتهم «كلونيد»، حيث تشكل هذه الممارسة ركنا أساسيا في معتقدات الطائفة وهو وسيلة ضرورية لبلوغ الخلود ولتحسين قيمة الجنس البشري حتى يستقبلوا الإلوهيم كما يجب. يقول رائيل إن مجموعة من هذه الكائنات زارته مرة ثانية بتاريخ 7 أكتوبر 1975 وأخذوه معهم إلى أحد الكواكب، فرأى أشياء غريبة وخارقة، والتقى ببوذا وبموسى والمسيح عليهما السلام وبالنبي محمد(ص) الذين يحتفظ بهم أحياء بطريقة علمية في انتظار عودتهم يوما إلى الأرض. تدعي تعاليم الطائفة الرائيلية أن الإلوهيم يتقدمون على حضارتنا تكنولوجيا ب25000 سنة، ويعتبرون الحياة مثل مختبر كبير يجرون فيه تجارب دائمة، كما أنهم خلقوا بطريقة متشابهة بالاستنساخ مشكلين سلسلة غير محدودة في الزمان والمكان، ويقول رائيل إنهم أنبؤوه بأن الجنس البشري سيزول نتيجة حرب نووية عالمية، وسيستثنى منهم المسالمون غير الميالين للعنف والذين يساهمون في تقدم البشرية، والذين سيعمل الإلوهيم على إنقاذهم وسيمنحونهم المعرفة التي ستسمح لهم ببلوغ العصر الذهبي الذي سيكون فيه العلم في خدمة الإنسان. الغريب في هذه الطائفة أنها تقدم نفسها كديانة ملحدة، إذ يدعي الإلوهيم أن الرب والروح غير موجودين، ويعتبرون العلم يخدم في أيامنا هذه رجالات السياسة والعسكر أساسا، في حين أنه يجب أن يخدم البشرية جمعاء، ومن هذه النقطة بالضبط يدعون أن الخطر كل الخطر يأتي من السياسيين والعسكر، أما البديل الأوحد لتجنب الخراب فيتمثل في رفع مستوى الوعي، ولهذا الغرض يعلم رائيل أتباعه قيم الحب والاحترام وضبط الانفعالات والحرية والاختلاف والاستقلالية وفائدة العلوم الحديثة والأجسام المعدلة جينيا والتأمل واللاعنف والمقاومة الهادئة واللذة وممارسة الجنس بين بالغين برضاهم. يتوفر رائيل على «ملائكة» تحيط به، وهي مجموعة دولية من النساء تشتغل لخدمة الإلوهيم والرسول رائيل، ويتم اختيارهن بعناية بالتركيز على هيأتهن وقوامهن، ويتجلى دورهن في تقديم خدمات ل«خالقيهن ورسولهن» بعرض جمالهن الباطني والخارجي، ساهرات على كل جوانب راحة رائيل وسعادته، وحسب الصحفية «بريجيت ماكان» التي استطاعت التسرب إلى داخل الحركة في كندا، فقد أكدت في مقال لها أن تلك الملائكة من النساء لا يمكنهن ممارسة الجنس إلا مع بعضهن البعض ومع رسولهن. شهود يهوه والجنة على الأرض تعتبر «شهود يهوه» حركة دينية مسيحية نشأت في القرن19، ضمت في آخر إحصاء أجري عام 2005 حوالي سبعة ملايين شخص في العالم، ويتزعمها مجلس يتكون من عشرة مرشدين يوجد مقره بالولاياتالمتحدة. يعرف أعضاء هذه الطائفة الدينية بمحاولاتهم نشر معتقداتهم بطرق الأبواب وبالتجول في الشوارع، معلنين الإقامة القريبة للجنة على الأرض في مملكة الرب والقضاء على الناس والديانات التي لا تخضع لهذا التأويل. ومحافظة من شهود يهوه على حياديتهم يرفضون تقلد مناصب سياسية أو التصويت على مرشح ما أو أداء الخدمة العسكرية، كما لا يقبلون بنقل الدم والاحتفال بعدد من الأعياد والمناسبات باعتبارها ذات أصول وثنية أو وطنية مثل نويل وهالوين وأعياد الميلاد والأعياد الوطنية، ومن جهة أخرى فهم معروفون بانتقادهم للديانات الأخرى، فهي حسبهم تشكل جزءا من تنظيم الشيطان. أنشئت حركة شهود يهوه على أساس أعمال رجل الدين الأمريكي شارل راسل، وكان اسمها في البداية طلبة الإنجيل، ومباشرة بعد وفاة شارل راسل عام 1917 عرفت الطائفة انشقاقا وتم تأسيس ما أصبح يسمى بشهود يهوه الذين ظلوا مخلصين لتعاليم المؤسس. بدأت أصابع الاتهام تتجه إلى الطائفة بظهور كتاب يتضمن شتما للكاثوليكية باعتبارها تجسد روح عدو المسيح وأنها تستحق عقاب القضاء عليها هي وكل البلدان المسيحية، وقد صدمت هذه المزاعم عددا من الكاثوليكيين في كندا التي منعت ترويج الكتاب، كما أثارت أفكارها انتباه الولاياتالمتحدة التي دخلت على الخط في مواجهة هذه الحركة، وخاصة ضد معتقداتها التي تحارب النزعات الوطنية والحرب والتجنيد الإجباري. تتمثل معتقدات شهود يهوه في اعتبارهم الإنجيل كلام الله الذي لا يخالطه الشك، ويتبنونه بشكل أصولي، ورغم ذلك فهم يتوفرون على ترجمتهم الخاصة لهذا الكتاب المقدس عند المسيحيين ويسمونه «الكتابات المقدسة»، من جهة أخرى يعتبرون يهوه اسم الرب بالعبرية وأن المسيح هو ابنه ويزعمون أن المسيح علق بالمسامير على عمود تعذيب وليس على صليب، كما يزعمون أن حضور المسيح غير مرئي وقد بدأ من عام 1914، ويؤمنون بوجود إله واحد وليس بالثالوث المقدس، ويعتبرون الشيطان أنه كان في الأصل ملاكا وتمرد على الرب وصار يحكم العالم حاليا. ومن أغرب معتقدات شهود يهوه إيمانهم بوجود مملكة الرب التي تتكون من المسيح الذي أصبح ملكا سنة 1914 هو و144 ألفا من البشر اختارهم الروح القدس، ويقولون إن هذه المملكة ستلغي كل الحكومات الموجودة على الأرض وستحكم بدلها إلى الأبد. يؤمن شهود يهوه أيضا بأن الموت جاء نتيجة الخطيئة التي ارتكبها آدم عليه السلام وأن الروح بدورها تموت بموت الجسد، لكن هذا الموت الآدمي سيزول بفضل الفدية التي قدمها المسيح، أما الجحيم فهو غير موجود حسب شهود يهوه الذين لا يتوفرون على رجال الكهنوت رغم تواجد تراتبية في الزعامة الدينية لديهم، ومن جهة أخرى يرفضون الصور والأيقونات. هناك طريقة واحدة سالكة إلى الحياة الأبدية وتتجلى في معرفة الله وابنه، ووحدهم ال144 ألف شخص سيصعدون إلى السماوات رفقة يسوع المسيح ليبعثوا من جديد كأبناء روحيين للرب، أما بقية المسيحيين فسيعيشون إلى الأبد في الأرض. يؤمن شهود يهوه بأننا في «زمن النهاية» وفي «اليوم الأخير» منذ عام 1914، وهي أيام توصف بأنها عصيبة تتوالى فيها الكوارث التي ستدمر الأرض كما لم يحدث ذلك من قبل من خلال الحروب والزلازل والمجاعات والأوبئة القاتلة... إلى أن يأتي يهوه ومملكته ليقضي في معركة موعودة على كل الذين يرفضون الخضوع لإرادته وليشيد بعد ذلك الجنة على الأرض، حيث ستحكم هذه المملكة العالم بعدل وسلام إلى الأبد وسيعيش الناس في الجنة التي توجد في كوكب الأرض. السيونتولوجيا ديانة النجوم أسست كنيسة السيونتولوجيا في الولاياتالمتحدة عام 1954 على يد رون هوبارد الذي عرف عنه أنه كان كاتبا للخيال العلمي، وعرفت هذه الكنيسة بنهجها لنوع من الممارسة العلاجية النفسية التي يمكن لأي شخص كيفما كان اللجوء إليها وتطبيقها. وقد أثار وضع السيونتولوجيا القانوني جدلا واسعا، ففي الوقت الذي لاقت فيه اعترافا في أمريكا، واجهت هذه الطائفة معارضة شديدة في أوربا واعتبرت مجرد طائفة مشكوك في أعمالها أو مجرد منظمة تجارية تسعى إلى الربح بطرق ملتوية، وهي أسباب جعلتها عرضة لمجموعة من المتابعات. تتجسد المبادىء العقدية لكنيسة السيونتولوجيا في الدعوة إلى «حضارة خالية من الجنون ودون مجرمين وحروب، حضارة يستطيع فيها الأشخاص القادرون مواصلة تفوقهم، كما يستطيع فيها الأنقياء الحصول على حقوقهم، ويكون فيها الإنسان حرا في الوصول إلى أعلى القمم». تعرف السيونتولوجيا نفسها كديانة تقليدية تبنى على الإيمان بأن الإنسان خلق للعمل من أجل خلاصه الروحي، وأنه من هذا المنظور فحسب يمكنه فهم علاقته بالرب. وتؤكد هذه الكنيسة أيضا أن الإنسان يغلب عليه الخير بالأساس، لكن نفسيته المنافية للعقل تقوده إلى التصرف بطريقة سيئة، لهذا فإن «خلاصه الروحي» مرتبط بعلاقته بنفسه وبأشباهه بغرض الوصول إلى تآخ مع الكون، فالسيونتولوجيا تؤكد أنها تمنح الفرد الوسيلة ليحل مشاكله بنفسه وليفرض النظام في حياته الخاصة، كما أنها تسمح له بمساعدة الآخرين بطريقة فعالة. تعتبر الكنيسة السيونتولوجية أن المحفز الأساس للحياة هو الديمومة الذي يخضع لسلم متدرج يبدأ من الموت إلى إمكانية الخلود، ويسمى هذا المحفز الرئيسي الدينامية أو الدافع وينقسم إلى ثمانية يرمز إليها الصليب ذو الثمانية فروع. تتمثل الدينامية الأولى في دافع الفرد في البقاء، والثانية في البقاء عن طريق الجنس والإنجاب، والثالثة في دافع البقاء كمجموعة، والرابعة في دافع البقاء كنوع، والخامسة في دافع الحفاظ على جميع أشكال الحياة من نباتات وحيوانات وحشرات... والسادسة في دافع البقاء كعالم مادي يتمثل في الطاقات والمواد والصخور والكواكب، والسابعة هي دينامية البقاء كروح، أما الثامنة فهي دينامية الوجود الأسمى. ومن بين خصائص الكنيسة السيونتولوجية تعدد نشاطاتها الكبير، من خلال مدارسها الخاصة والتي تعلم الموسيقى والرسم والتسيير، إضافة إلى إنشاء جماعات ضغط ذات أهداف إنسانية، ومن جهة أخرى فهي تكن عداء للأطباء النفسيين وتعتبر مهنتهم بمثابة صناعة للموت، فقد اتهمت في معرض لها نظم عام 2007 الأطباء النفسيين لكونهم يستغلون مرضاهم جنسيا ولأنهم مسؤولون عن حدوث تفجيرات 11 شتنبر. غالبا ما يذكر اسم الكنيسة السيونتولوجية في وسائل الإعلام ارتباطا مع انتماء عدد من النجوم بها، إذ يوجد من بين أعضائها الممثل جون ترافولتا وتوم كروز والممثلتان جولييت لويس وكاترين بيل ولاعب كرة المضرب أرنو بوش، ويذكر أن هذه الأسماء المعروفة تحظى بمعاملة خاصة داخل هذا التنظيم الذي خلق لهم مركزا خاصا. من جهة أخرى يقول السيونتولوجيون أن ملايين الأشخاص شاركوا عبر العالم في دورات تدريبية للكنيسة التي تحاول البحث عن أتباع جدد في إفريقيا وخاصة إفريقيا الجنوبية، كما أن الأنظار تتوجه إليها لنشاطها الكبير في الأحداث الكبرى والكوارث كإعصار تسونامي وتفجيرات 11 شتنبر، إلا أن دولا عدة في أوربا تمنع هذه الكنيسة من التواجد مشككة في نواياها والاحتيالات المالية التي تمارسها.