يبدو أن مدينة مراكش، بعد أن اجتذبت في السنوات الأخيرة المستثمرين في قطاع الموضة من باريس وبروكسيل ولندن، قد بدأت اليوم تلفت أنظار المستثمرين في الموضة وصناعة الجمال والديكور من الخليج العربي، فقد وقعت شركة بيت أبو ظبي الشهر الماضي مذكرة تفاهم في مدينة أبو ظبي الإماراتية وأقامت ندوة صحفية كشف فيها مسؤولو الشركة عن مفهوم «ستايل سيتي» أو مشروع مدن الموضة التي سيتم إنشاؤها بحجم استثمار يصل إلى 7 مليارات دولار في كل من تونس، قطر، الهند، الإمارات والمغرب. وحسب ما نقلته مصادر متطابقة حضرت هذه الندوة، فإنه سيطلق على هذه المدن المتخصصة في الموضة اسم «بورتا موضا»، وهو ما يقصد به بوابة الدخول إلى عالم الموضة. ولهذا تم اختيار المدن الخمس في البلدان التي يلاحظ فيها أكبر اهتمام بمستجدات الموضة، وتعرف بطاقة استهلاكية كبرى في هذا المجال وتعطش كبير للتمتع بعالم يمزج ما بين الرفاهية العالمية والرقي المحلي في كل منها، وهو الشيء الذي يتوفر في مدينة مراكش التي تم اختيارها في المغرب لكي تقام فيها مدينة الموضة، حيث ذكرت نفس المصادر السابقة أن بورتا موضا المغرب ستقام في منطقة المزارع الملكية بمراكش. «بورتا موضا» أو الاسم التجاري لل«ستايل سيتي» ستكون عبارة عن منطقة أو ضاحية مستقلة تضم دور ومحلات صناعة الموضة والمجوهرات والتصميم الداخلي، كما ستضم مدارس تكوين مصممي الأزياء والديكور وعدد من المهن الإبداعية في مجال الموضة والجمال، لا تستثني تصميم الأثاث والمجوهرات. وحسب ما ذكره رشاد جناحي، عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة «بيت أبوظبي»، فإن الشركة صاحبة المشروع «لا تزال في المراحل النهائية لتحديد المواقع الرئيسية لل«ستايل سيتي»، فقد وقعت مذكرة تفاهم مع بيت التمويل الخليجي لأخذ مواقع معينة من مشروع المزارع الملكية في مراكش لإنشاء مدينة «بورتا موضا» في المغرب بمساحة 5 آلاف متر مربع، أما في ما يخص المواقع الأخرى، فإن حجم الاستثمار لهذه المشاريع يتراوح ما بين 5 و7 مليارات دولار كمرحلة أولى وثانية، وأضاف: «نحن بصدد إشراك مستثمرين معنا وتخصيص صناديق استثمارية لإنجاز هذه المشاريع وإنشاء شركة خاصة في كل مدينة من المدن التي ستستقبل ال«بورتا موضا». الشيء نفسه ينطبق على المغرب، حيث لايزال المجال مفتوحا لإشراك مستثمرين مغاربة في إنجاز هذا المشروع الذي لن يكون جاهزا قبل ثلاث سنوات. وعن الأسس والمعايير التي اعتمدها بيت أبو ظبي للاستثمار لتنفيذ «ستايل سيتي»، كشف جناحي أن الشركة قامت بدراسات مستفيضة على مدى عامين مع بيوت خبرة عالمية في هذا المجال. وقد ارتأت الشركة أن الوقت مناسب اليوم للبدء في إنشاء «ستايل سيتي». كما أنها ستعقد عدة اجتماعات مع متخصصين عالميين لتعيين المجلس الاستشاري المناسب. وأضاف جناحي أن «بيت أبوظبي» لم يتوصل بعد إلى تحديد المواقع الرئيسية لهذه المدن خصوصاً في أبوظبي، وبعد تحديد هذه الأماكن ستتوصل الشركة إلى معرفة حجم الاستثمار اللازم لكل طرف شريك في هذه المدن. ومعلوم أن «بيت أبوظبي» مؤسسة مالية إماراتية تقوم بدراسات حول مشاريع معينة، ثم تقوم بطرحها على مستثمرين للدخول في تنفيذها كشركاء استراتيجيين، ومن ثم يتم تحديد التكلفة والمبلغ الذي يمكن أن يساهم به كل شريك، نفس المبدأ تقوم حاليا بتطبيقه على مشروع مدن البورتا موضا.