وضع الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأحد أبرز المرشحين لخلافة محمد اليازغي في قيادة الاتحاد، شروطا خاصة في المرشح لمنصب الكاتب الأول لحزبه، اعتبرها متتبعون «إقصائية» لأبرز منافسيه على هذا الموقع، في إشارة إلى فتح الله ولعلو وعبد الواحد الراضي. وقال محمد اليازغي، الكاتب الأول لحزب الاتحادي الاشتراكي المستقيل، «إن كل المرشحين الثلاثة الذين أعلنوا عن نيتهم في التنافس على منصب قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي، هم في رأي أنفسهم، مؤهلون لتحمل هاته المسؤولية إلى أن يثبت المؤتمر الثامن للحزب العكس». وأكد اليازغي، في تصريح ل «المساء»، أن «المهم بالنسبة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، خلال محطة المؤتمر المقبل، هو أن يجري انتخاب الكاتب الأول للاتحاد من قبل المؤتمرين بعدما يكون المرشح من داخل المكتب السياسي». واعتبر اليازعي أن «قبول قواعد حزب الاتحاد الاشتراكي بطرح كل مرشح على بساط النقاش شروطا يراها، من وجهة نظره، ضرورية في المرشح لقيادة الاتحاد، ينزه الاتحاديين عن مناقشة مبدأ انتخاب القواعد للكاتب الأول من داخل المكتب السياسي». وعلق اليازغي على الشروط التي جاء بها الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بقوله: «إنها شروط تخص الأخ المالكي، بيد أنها قد تتعارض مع وجهات نظر مرشحين آخرين»، في إشارة إلى المرشحين فتح الله ولعلو وعبد الواحد الراضي. وأكد الحبيب المالكي «إن من يمارس السياسية لا يخشى الآثار المترتبة عن مواقفه وتصوراته السياسية بقدرما يهاب (سلطة) مؤتمر حزبه». وأبرز المالكي أنه بطرحه لبروفايل معين لشخصية قائد الاتحاد الاشتراكي، قبل انعقاد المؤتمر الثامن للحزب، يكون قد «مارس حق التفكير بشكل جريء في مستقبل الحزب بصوت عال». وأوضح المالكي، في تصريح ل «المساء»، أن المرشح لخلافة اليازغي يجب أن «يكون منتخبا شعبيا، أي حاصلا على ثقة الشعب، وأن يكون رجل ميدان، أي محتكا بالتدبير اليومي للشأن العام، وأن يكون ذا ثقافة تواصلية، أي قريبا من خطاب الناس». وفي الوقت الذي يرى فيه عدد من الاتحاديين أن «المالكي وضع شروطا تتوفر فيه دون غيره من المرشحين، خاصة ولعلو الذي لا يتوفر على مقعد بالبرلمان»، قلل حسن طارق، مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثامن للاتحاد الاشتراكي، من «تأثير تلك الشروط على إرادة المؤتمرين طالما لا ينص عليها القانون». وشدد طارق على أنه بالرغم من وجود الاتحاديين في «قلب التباري»، فإن المهم بالنسبة إلينا داخل الاتحاد الاشتراكي هو» أن المؤتمرين سيتوجهون إلى المؤتمر الثامن للحزب دون معرفة مسبقة بالكاتب الأول المرتقب». وحدد طارق ملامح الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في «الشخصية القادرة عن الإجابة على الأسئلة الكبيرة للمرحلة، والمجسدة للقيم الاشتراكية الديمقراطية، والتي بإمكانها الإجابة بشجاعة عن أسئلة من قبيل علاقة الحزب بالدولة واليسار، وغيرها». جدير بالذكر أن «المساء» تعذر عليها أخذ وجهتي نظر عبد الواحد الراضي وفتح الله ولعلو، المرشحين لخلافة اليازغي خلال المؤتمر الثامن للحزب المزمع عقده منتصف يونيو المقبل، إذ اتصلت بكل منهما غير أن هاتف كليهما ظل يرن دون أن يجد مجيبا.