العلاقة بين المغاربة والجزائريين ليست علاقة جوار فحسب، بل علاقة ثقافتين تأثر بعضها ببعض خصوصا على مستوى المنطقة الشرقية. ومن مظاهر ذلك الطبخ الجزائري الذي من المستحيل أن تخلو أطباقه من التوابل المغربية، خصوصا خلال شهر رمضان الأبرك. وقالت جريدة "العرب" اللندنية إن أطباق الجزائريين لا تخلوا من التوابل المغربية، وربات البيوت الجزائرية يتزاحمن قبيل رمضان على المحلاّت لاقتنائها. ونقلت الصحيفة عن كمال عقيل، المقيم بمدينة مغنية الواقعة على الحدود مع المغرب، إنّ "أسواق مغنية تعجّ بالمحلات التي تبيع التوابل المغربية من فلفل أسود وأحمر، الزعفران، الكمون ورأس الحانوت (خليط من التوابل)". وأضاف عقيل، في حديثه للمصدر ذاته، أن الكثيرين من الجزائريين "يقصدون محلات التوابل المغربية خلال شهر رمضان، نظرا لجودتها وأثمانها المعقولة، فضلا عن النكهة التي تمنحها للأطباق". وأوضح المتحدث أن التوابل المغربية كانت تدخل في وقت سابق إلى سوق مغنية عن طريق التهريب عبر الحدود البرية، "لكن الآن بعد تشديد الرقابة على الحدود، أصبح هنالك تجار كبار يستوردون التوابل بطريقة شرعية من المملكة المغربية". وقال المصدر ذات أن الحال بمدينة وهران لا يختلف عن مغنية في علاقة الجزائريين بالتوابل المغربية، حيث أشار إلى أن المحلات المتخصصة في بيع هذه التوابل تشهد إقبالا غير مسبوق خلال رمضان، من طرف الأمهات اللائي يحرصن على شرائها لإعطاء أطباقهن مذاقا لذيذا. وقالت فاطمة غانو، في تصريح ل"العرب"، "لا يمكنني الاستغناء عن التوابل المغربية، في رمضان وفي غيره، لأنها تجعل الأطباق التي أحضرها شهية، خاصة طبق الحريرة"، مضيفة "هناك محلات في سوق المدينةالجديدةبوهران، مختصة في بيع التوابل المغربية، كل ربات البيوت يقصدنها لاقتناء ما يلزمهن". وأكدت المتحدثة على أنه من شبه المستحيل أن يتخلى الجزائريون عن التوابل المغربية، وقالت: "لا يمكن أن أتخيل الطعام الذي أطهوه دون توابل مغربية، من رأس حانوت، وكمون وغيرهما".