13سنة على أحداث 11سبتمبر الإرهابية، لن نخوض في جدال من الفاعل الحقيقي، أوحتى المستفيد من هذه العملية، ففي نظري الأمر واضح لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد. لكن لماذا الخوض في الموضوع من جديد؟ السبب هو دعوة الرئيس الأمريكي" باراك أوباما" للعالم كي يحتشدوا ورائه لمحاربة قبيلة "الدواعشة"، وبذلك ينقض تعهده الذي قطعه على نفسه إبان فوزه في الإنتخابات الرئاسية، حيث أكد على عزمه عدم رغبته في خوض الحروب. لقد صدق العرب كلام الرئيس الأسود، لأنه من أصول إفريقية ويحمل إسم عربي "باراك حسين أوباما"، زدعلى ذلك إنه من الحزب الديموقراطي "صديق" الشعوب..كل هذا تبخر بمجرد دعوته لبني عربان الإصطفاف في حلف عسكري لمحاربة "التطرف والإرهاب"، إدن فما الفرق بينه وبين سلفه من الحزب اللبيرالي"بوش" لقد سبقه لهذه الدعوة "الكريمة" والفرق الوحيد بين الدعوتين هو أن" بوش" قال في خطابه المشهور بعد سقوط البرجين موجها كلامه إلى العالم:"..إما معنا أومع الإرهاب.." وبذلك لم يترك خيارا للمترددين، أما الرئيس الحالي "أوباما" فلم يلح في طلبه بنفس الطريقة المتعجرفة لسلفه ، وكان معتدلا نسبيا لكن السوأل المطروح هل العرب سيرفضون الطلب بدعوى أن الحرب ستقوم على أرضهم؟ الجواب للأسف لا. إن الحرب على الإرهاب أصبحت من أهم استراتيجيات الرؤساء الأمريكان لإخضاع الشعوب لرغبات البيت الأبيض، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي، ولن ينفع الرهان على لون زعمائهم، فرئيس أسود من أصول إفريقة أوحتى أصفر من أصول صينية، فلا فرق بين أبيضهم وأسودهم أو أصفرهم إلا بقدر جرعة التطرف و العجرفة في الدعوة للمشاركة إلى جانبهم في الحرب سواء بالقتال الفعلي أو تموين العدوان أو التخابر معهم"توفير معلومات" يعني أن تصبح عميلا وإلا صنفت الدولة الممتنعة في خانة دعم الإرهاب، إنها تهمة ثقيلة وذنب لايغتفر إلا بتدخل عسكري أوبدعم انقلاب يعيد تلك الدولة إلى خانة الدول "الديموقراطية" المعتدلة، وبالمقابل كل من "تطوع" ابتغاء تصنيفه مع الذين صدقوا بدعمهم للمجهود الأمريكي في محاربة الإرهاب "الإسلامي"، والمكافئة الكبرى هي عندما تعلن أمريكا أقوى دولة في الأرض، عن أسماء الدول المعتدلة والمتعاونة ضد الإرهاب، إنه شرف يسعى لنيله الكثير من الحكام، "..إيوا قولوا باز". لقد تداعى العالم إلى "قصعة الدواعشة"، المهم الحرب بدأت بقصف جوي ثم يتبعه البري، والخاسر الأكبر هم شعوب المنطقة وخاصة المسلمين، ببساطة فالحرب ستدور فوق أراضيهم وليست في نويوك أو شيكاغو مثلا، ونحن نعلم مصيبة "أخطاء" القصف الجوي الأمريكي اللهم جنبنا أخطائه، لقد قصفت طائرة بدون طيار عرس في أفغانستان ومات العريس والعروس والمدعوين و"السربايا" وقالت أمريكا:" إنه خطاء..اعتقدنا أنه تجمع لطالبان..". تقول إحدى النكت عن الأخطاء الناتجة عن القصف العشوائي :".. قرر أحد الشبان الإنجليز الإلتحاق بصف الجندية للقتال في العراق إلى جانب الحلفاء، وكان معاقا "أحول العينين" وقال له الضابط المكلف بالتجنيد، أنت "أحول" لكننا نحترم إعاقتك ولن نردك خائبا، لأن ذلك يعد تميزا فسنلحقك بسلاح المدفعية الثقيلة"فرقة القصف العشوائي" حظ سعيد. نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله، لكن الإشكالية في تعريفه، فهو اليوم يوظف ضد المخالفين والمعارضين للهيمنة الأمريكية، وأنا أتسائل لماذا لانهاجم إيطالياوهي تحتضن أكبر منظمة إرهابية عالمية"المافيا"؟ لماذا يقع التدخل فقط في الدول الإسلامية؟ إن الصهاينة ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في غزة، فهل ستجتمع الدول العربية لمعاقبتها وشن حرب لتأديبها؟ الجواب تعرفونه، ولم يتبقى لي إلا طرح السوأل على الخبير الإستراتيجي أبالمعطي. أبالمعطي أش ظهرليك فالحرب على "داعش"؟ شوف أولدي راه باقي جاية حرب اخرى على احداعش11أو الثناعش12 أو تلطاعش13...الله يحد البأس..