بدت سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحت العلمي وتكوين الأطر، متفائلة بمستقبل البحت العلمي في البلد، خلال كلمة لها بالجلسة الافتتاحية للندوة الوطنية حول البحت العلمي والابتكار، التي نظمتها وزارتها صباح اليوم الثلاثاء 29 أبريل، تحت شعار"المنظومة الوطنية للبحت العلمي والابتكار رافعة للتنمية الاقتصادية" بمقر أكاديمية المملكة بالعاصمة الرباط. وترى المسؤولة الحكومية أنه رغم الصعوبات التي يواجهها التعليم العالي في بلادنا إلا أن هناك مجموعة من المكتسبات التي يمكن أن تشكل مرتكزات داعمة لوضع البحت العلمي على سكته الصحيحة. ومن أهم المكتسبات التي يتوفر عليها المغرب في المجال، تفيد بنخلدون، أولا الاختيارات الإستراتيجية الواردة في "الخطابات الملكية السامية التوجيهية وخاصة ما يوليه جلالته لموضوع البحث العلمي والابتكار وتأهيل الموارد البشرية"، ثانيا دسترة الدعم العمومي للبحث العلمي والتقني وفقا للفصل 26 من الدستور، ثالثا الإرادة السياسية المجسدة في البرنامج الحكومي "الذي وعد بتطوير منظومة البحث العلمي والابتكار لجعلها قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا". وإلى جانب المكتسبات تردف الوزيرة أمام المغرب فرص كثيرة يجب استغلالها لتطوير منظومة البحت العلمي منها حسبها الرغبة الدولية في التعاون مع المغرب كبلد مستقر،ووجود كفاءات مغربية مؤهلة للقيام بالبحت العلمي، وانخراط بلادنا في أوراش تنموية كبرى، بالإضافة إلى الارتفاع المتزايد لعدد الطلبة بفعل ارتفاع نسب التمدرس. واستدركت بنخلدون أنه رغم الجهود المذكورة، "ظل وضع البحت العلمي على ما هو عليه أو بتحسن طفيف على المستوى الوطني مقارنة بالسباق الزمني الذي ينبغي أن يلحق به المغرب ليكون قريبا من الدول المتقدمة على أحسن تقدير إن لم تكن بمصافها". واعتبرت المسؤولة الحكومية أن مقترحات تطوير إستراتيجية البحث العلمي والتقني والابتكار وخطة عملها من المرتكزات التي باتت تحكم التوجه نحو الاقتصاد القائم على المعرفة ومجتمع المعرفة، منها حسبها تعاظم دور المعرفة في الاقتصاد، وتعاظم دور الشراكات بين البحث والتطوير والابتكار في الجامعات، ومراكز البحوث من جهة وبين مؤسسات الإنتاج والخدمات من جهة أخرى، وأيضا تأثير الابتكار في التنمية والنمو، والاهتمام بتعزيز الطلب على البحث والتطوير والابتكار وليس الاهتمام بالعرض فقط، بالإضافة إلى تحويل المعرفة إلى ثروة عبر البحث والتطوير والابتكار، وتطوير المناهج العلمية وتحويل مهام بعض الجامعات والمعاهد التقنية، على الأقل، من تخريج طالبي فرص عمل إلى تخريج مولدي فرص عمل، وذلك بتأهيلهم، حتى في المراحل ما قبل التخرج والتعليم الجامعي، على مهارات البحث والتطوير والابتكار وروح المبادرة وريادة الأعمال. وأضافت بنخلدون أن الدول المتقدمة ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لولا اهتمامها بالبحت العلمي، مذكرة أن مؤشر البحت العلمي من المؤشرات المهمة التي تصنف على أساسها الدول في سلم التنمية، داعية كل الفاعلين في المجال إلى الاشتغال بشكل تشاركي في إطار سياسة وطنية واضحة.