طلبت تركيا من القنصل الإسرائيلي العام في إسطنبول مغادرة البلاد مؤقتا، بحسب ما أورد الإعلام الرسمي، اليوم الأربعاء، غداة إجراء مشابه اتخذته إسرائيل حيال القنصل التركي العام في القدس. وأوردت وكالة أنباء الأناضول أن وزارة الخارجية التركية طلبت من القنصل الإسرائيلي العام، "يوسي ليفي سافري" مغادرة تركيا "لبعض الوقت". وكانت تركيا قد طلبت، أمس الثلاثاء، من السفير الإسرائيلي في أنقرة القيام بالمثل، وذلك على خلفية التوتر بين البلدين، بعد مقتل نحو 60 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي على الحدود بين قطاع غزة، وإسرائيل. واستدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم، القائم بالأعمال التركي في إسرائيل إلى مقرها في القدس، بهدف توبيخه بعد ما وصفته في بيان بأنه "معاملة غير لائقة" لسفيرها "إيتان نائيه" لدى مغادرته مطار إسطنبول. وقال البيان إن "نائيه" تعرض "لتفتيش أمني صارم أمام الإعلام التركي، الذي حضر بشكل مقرر". وردت إسرائيل على قرار تركيا بشأن سفيرها في أنقرة بأنها طلبت، أمس، من القنصل التركي العام في القدس مغادرة البلاد بشكل مؤقت. وشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوما لاذعا على إسرائيل، متهما إياها بممارسة "إرهاب الدولة"، و"الإبادة" واستدعى سفير بلاده في تل أبيب للتشاور. ورد نتانياهو بأنه ليس بحاجة إلى "دروس في الأخلاق" من الرئيس التركي، مضيفا أن "أردوغان من بين أكبر مؤيدي حركة حماس، ولا شك في أنه على معرفة جيدة بالإرهاب، والمجازر. أقترح الا يعطينا دروسا في الاخلاق". وأثار رد نتانياهو هجوما عنيفا غير معهود من قبل أردوغان، الذي اتهمه بأنه يقود "دولة عنصرية" ويداه ملطختان بالدم الفلسطيني. وعلى الرغم من أن تركيا لم تقطع علاقاتها كليا مع إسرائيل في عهد أردوغان، إلا أن الرئيس التركي لم يتردد مطلقا في توجيه أقسى الانتقادات إلى إسرائيل. وتظاهر مئات الأشخاص بدعوة من منظمات عدة أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، أمس، رافعين أعلاما تركية، وفلسطينية وهاتفين "اللعنة على الإمبريالية الأمريكية"، و"إسرائيل إرحلي".