خلفت مصادقة مجلس الحكومة يوم الخميس 21 يونيو الجاري، على مرسوم يحذف "المركز الوطني للرياضات" بالرباط، من لائحة المراكز التابعة للمعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة، غضبا كبيرا لدى أطر المعهد، فيما دافع وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي عن القرار، وبرره بضرورات الاستعداد للألعاب الأولمبية في طوكيو سنة 2020. المرسوم يتعلق بإعادة تنظيم المعهد الملكي وتقدم به العلمي أمام مجلس الحكومة بهدف "حذف" المركز الوطني للرياضات (المنظر الجميل)، الكائن قرب مقر الوزارة بحي أكدال بالرباط، من لائحة المراكز التابعة للمعهد الملكي، وإلحاقه بمديرية الرياضة. وحسب بلاغ لمجلس الحكومة، فإن هذا القرار سيمكنه من أن "يصبح مركزا رياضيا بمواصفات عالية" لإعداد رياضيي النخبة الوطنية، في إطار برامج شراكة مع مختلف الجامعات الملكية المغربية واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، تحضيرا للألعاب الأولمبية التي ستقام بطوكيو 2020. المعهد الملكي لتكوين الأطر، كان يتوفر على أربعة مراكز، هي مركز مولاي رشيد في المعمورة، ومركز في حي يعقوب المنصور، وآخر في اليوسفية، إضافة إلى مركز المنظر الجميل في حي أكدال، والذي يعتبر أقدم مركز أسس منذ 1958، وكان من أهم مراكز تكوين أطر الشبيبة، كما أنه كان قبلة لساكنة الرباط التي كان يستفيد أبناؤها من خدماته، خاصة أنه يتوفر على مسبح. ومنذ 2012، تم إغلاقه وإخضاعه لعدة إصلاحات، وحامت حوله نوايا مختلفة بين الوزير السابق منصف بلخياط، الذي خطط لتحويله لمشروع عقاري، وتوجهات الوزير الحركي محمد أوزين، الذي أطلقت في عهده صفقات كبيرة وغامضة لإصلاحه. وبعد انتهاء الأشغال بعد 6 سنوات من الإغلاق، كان هناك توجه لتفويته لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الشبيبة والرياضة. لكن مؤخرا برزت فكرة وضعه رهن إشارة اللجنة الوطنية الأولمبية التي يرأسها فيصل العرايشي. وزير الشباب والرياضة، العلمي، قال ل"أخبار اليوم"، إنه تدارس مع اللجنة الأولمبية الاستعدادات لتوفير أبطال للمشاركة في منافسات طوكيو في 2020، و"ضمان أكبر قدر من المشاركة في مختلف أنواع الرياضات". وحسب الوزير، فإن اللجنة الأولمبية اشتكت بأنها لا تتوفر على مركز للتداريب، وتم تدارس وضع هذا المركز رهن إشارتها. وفي هذ الصدد يقول الوزير مدافعا عن قراره: "من مسؤولية الوزارة أن توفر للجنة الأولمبية ظروف التحضير لإعداد الأبطال". لكن المعارضين لهذا القرار، من أطر المعهد الملكي، يقولون، إن هذا المركز لا يصلح أصلا كتجمع إعدادي للأبطال الأولمبيين، لأنه "لم يعد يتوفر على المواصفات التقنية المطلوبة في إعداد رياضيي الصفوة"، فحلبة ألعاب القوى فيه تبلغ مسافتها 200 متر بأربعة ممرات فقط، عوض 9 ممرات، أما حوض السباحة فصغير ولا يتعدى طوله 25 مترا ب 4 ممرات، وكذا القاعة المغطاة، إضافة إلى كون موقع المركز يوجد في قلب العاصمة الرباط في شارع ابن سيناء، ولا يوفر التركيز والهدوء أثناء الإعداد والتدريب والتجمعات الإعدادية، متسائلين عن الخلفيات التي حركت الوزير للقيام بهذه الخطوة "غير المفهومة، والتي تتم في سرية تامة"، حسب مصدر من المعهد. نقابة أساتذة المعهد الملكي، التابعة للنقابة الوطنية للتعليم العالي، انتقدت ما وصفته "الإجهاز" على البنيات التحتية التابعة للمعهد، واشتكت من غياب فتح حوار معها، وطالبت رئيس الحكومة بالتدخل لتوقيف المصادقة على المرسوم، ودعت إلى خوض كل "الأشكال النضالية". ووصلت آثار الاستياء "إلى الجامعة الوطنية لموظفي وأعوان الشبيبة والرياضة، التابعة لUGTM، التي أعلنت بدورها عن نيتها خوض احتجاجات في القطاع.