على الرغم من إعترافه بأن الشقق الممنوحة لساكنة دور الصفيح، ليس بالجودة المطلوبة شدد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة ، أول أمس الخميس، بالدارالبيضاء، على أن هناك تحسن في نمط عيش هذه الفئة مقارنة مع ما كانت عليه قبل نقلها إلى الأحياء الجديدة. وأوضح بنعبد الله الذي كان يتحدث إلى الصحافيين، بمؤتمر صحافي عقده بمقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى، عقب حفل توقيع خمس اتفاقيات في إطار برنامج القضاء على السكن غير اللائق بالجهة، أوضح المتحدث أنه لا يوجد أدنى مجال للمقارنة بين الأوضاع التي كان يعيش فيها الناس بمدن الصفيح، وأوضاعهم اليوم في هذه الشقق، مضيفا أنه "يمكننا أن ننتقد الكثافة السكانية وبعض الجوانب المتعلقة بجودة بناء الشقق، لكن لا أعتقد أنه يوجد مجال للمقارنة بين حي باشكو وحي الرحمة، أو كاريان سنطرال وهذا الحي الأخير". وكشف بنعبد الله أن وزارته تعمل على عدم الإكتفاء فقط ببناء السكن، بل تحاول أيضا توفير مجموعة من المرافق والتجهيزات العمومية، كالمدارس والصيدليات والمستشفيات والحمامات، وغيرها من الأمور التي تعتبر من أساسيات الحياة اليومية. إلى ذلك، قال المتحدث إن هناك مجموعة من الأسر ترفض الانتقال إلى الشقق، وتطالب بتعويضها عن السكن الصفيحي ببقع أرضية، معلقا بالقول إنه "لا يمكن تعويض جميع الأسر بالبقع الأرضية لأن ذلك سيكلف الدولة آلاف الهكتارات"، قبل أن يضيف "وهنا لا نتحدف فقط عن أراضي للبناء، بل نتحدث أيضا عن شوارع وتجهيزات وغير ذلك، مما يعني أننا سنحتاج مدنا جديدة بالكامل". وأوضح بنعبد الله أن هناك نوعان من السكن غير اللائق، ويتعلق الأمر ب"مدن الصفيح"، و"الدور الآيلة للسقوط"مشيرا الى ان هذه الاخيرة تعرف تزايدا يوما عن آخر، إذ أن الدور غير الآيلة للسقوط اليوم هي مهددة أن تصبح كذلك يوم غد، يضيف الوزير، مشددا على انه كلما تم توسيع المدينة وجب ادخال احياء اخرى في استراتيجية محاربة السكن غير اللائق. وشدد الوزير على أن الإرادة السياسية لمحاربة هذه الظاهرة موجودة، في حين أشار الى أنه تم رصد الامكانيات في إطار المتاح والممكن، خصوصا في ظل وجود عدد من الصعوبات والعقبات. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم أول أمس الخميس توقيع خمس اتفاقيات في إطار برنامج القضاء على السكن غير اللائق بالجهة، بكلفة إجمالية بلغت مليار و938 مليون درهم، منها 662 مليون درهم ممولة من طرف وزارة السكنى وسياسة المدينة. وهمت الاتفاقية الأولى إنجاز برنامج تكميلي لإعادة إيواء 12 ألف أسرة من قاطني دور الصفيح بجهة الدارالبيضاء، فيما تهم الاتفاقية الثانية تمويل عملية "الرياض إدماج سكن" لإعادة إيواء قاطني دور الصفيح بجماعة سيدي حجاج وادي حصار، والثالثة تخص تمويل عملية "الرشاد" الخاصة بإعادة إيواء قاطني المباني الآيلة للسقوط بجماعة المجاطية أولاد الطالب. وتتعلق الاتفاقيتان الرابعة والخامسة، على التوالي، بتمويل اقتناء 2600 شقة من المنعشين الخواص من طرف شركة (صوناداك) من أجل إعادة إسكان قاطني المباني الآيلة للسقوط بمنطقة مشروع المحج الملكي، وإعادة تأهيل العمليات القديمة لإيواء قاطني دور الصفيح بعمالتي المحمدية ومولاي رشيد.