على مشارف انطلاق الموسم الدراسي الجديد في ظل غزو جائحة فيروس كورونا المستجد للمغرب، يبدو أن اختيار طريقة تحصيل التلاميذ للدراسة مختلف تماما عما هو رسمي، وظهرت سياسة المصالح والأنانية، بعيدا عن الحس الاجتماعي والإنساني، مراعاة للظروف الدقيقة التي تمر منها البلاد، خاصة مدينة الدارالبيضاء التي تعيش تخبطا كبيرا وإحباطات بالجملة في صفوف الآباء وأولياء التلاميذ. وكشفت مصادر جيدة الاطلاع أن عملية تسجيل التلاميذ، عرفت موجات مختلفة، بعد قرارات وزارة التعليم، ولعبة شد الحبل بينها وبين جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، بخصوص تأجيل الدخول المدرسي وخيارات أخرى، إضافة إلى ظهور بوادر فشل التعليم الحضوري في دول أوربية وأمريكية، لتنقلب الأوضاع في الأيام الأخيرة، وتقبل الأسر المغربية على تسجيل أبنائها بالمدارس العمومية والخاصة على السواء، معبرة عن رغبتها في الاستفادة من التعليم الحضوري، وهو ما أنتج اختلالات في التوازن بين خياري التعليم الحضور والتعليم عن بعد. وأفادت المصادر ذاتها أن عشرات آباء وأولياء التلاميذ، خاصة من الأسر التي تعاني أمراضا مزمنة، سارعت بتسجيل أبنائها في برنامج التعليم عن بعد، مقدمة جميع الرسوم والواجبات المطلوبة من المؤسسة التعليمية، وفي غمرة تجهيز الأبناء بالوسائل الإلكترونية والتكنولوجية المطلوبة، يتلقون مفاجأة صاعقة من المؤسسة بإخبارهم أنها ستعتمد التعليم الحضوري، واعتذارها عن انتهاج التعليم عن بعد، وبكل بساطة تسحب تسجيل التلاميذ، وتترك آباءهم وأولياءهم في حيرة وغضب. وأوضحت المصادر ذاتها أن عددا مهما من العائلات، اختارت التعليم عن بعد، خوفا على أبنائها من الإصابة بفيروس كوفيد 19، رغم التطمينات والإجراءات الاحترازية والوقائية التي تشدد عليها وزارة التعليم وتحرص المؤسسات التعليمية على تطبيقها، غير أن هناك أسرا تعاني أمراضا مزمنة، كضعف المناعة، والربو، وأمراض القلب والسكري، وغيرها من الأمراض التي قد تشكل الإصابة بالفيروس التاجي مشاكل كبيرة لهم، وقد تؤدي إلى الموت بالجائحة العالمية، مما جعلهم يرجحون الحلول الأفضل لأبنائهم بتسجيلهم لتلقي الدراسة عن بعد، إلى أن تستقر الحالة الوبائية وتتم السيطرة على الفيروس، ويحس المغاربة بالأمان الذي تلاشى شيئا فشيئا أمام ارتفاع حالات الإصابة الوباء، وسقوط قتلى بالعشرات يوميا. وأضافت المصادر ذاتها أن عددا من الأسر، تستعد للجوء إلى القضاء، بعدما جرى التخلي عنها من طرف بعض المؤسسات التعليمية الخصوصية، والتي وصفوها بأنها تبحث عن مصالحها المادية فقط، مستعينين بالوثائق التي حصلوا عليها، وبشهادات تثبت اضطرارهم لاختيار التعليم عن بعد، وهو ما يجعل المشهد التعليمي بالمغرب ينطلق على إيقاع الاضطراب، سواء في طريقة تدبير التعليم عن بعد، رغم استعداد المؤسسات التعليمية على طرق وتقنيات تكنولوجية متطورة لتطوير الأداء في التعليم عن بعد، أو في طريقة التعليم الحضوري التي أضحت الخيار الأول للأسر المغربية في تحد كبير للأخطار المتربصة بأبنائهم، مع ارتفاع موجة هجمات فيروس كورونا على قطاعات مختلفة. وهناك أسر مغربية أخرى فضلت منح أطفالها سنة بيضاء، ولم تثق لا في التعليم الحضوري، ولا في التعليم عن بعد، معتبرة أن الحق في الحياة أهم بكثير من الحق في الدراسة والتعلم، في انتظار أن تستقر الأوضاع في الموسم الدراسي المقبل، خاصة وأنها تعاني أمراضا قد تعصف بها نزلة برد، أو فيروس لازال الغموض يلف طرق انتقاله، وأيضا البروتوكول العلاجي المناسب للقضاء عليه، رغم ظهور بوادر لقاحات ضده، لم يجر التأكد من صلاحيتها، وفي حال ثبت ذلك لا يعلم متى تصل