أعلن رئيس الحكومة التونسية المؤقتة مهدي جمعة، مساء اليوم الأربعاء، أنه قرر عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة يوم 29 نونبر المقبل، التزاما منه بالتعهدات التي كان قطعها لدى توليه رئاسة الحكومة المنبثقة عن الحوار الوطني. وأوضح جمعة، في ندوة صحفية، أن قراره عدم الترشح "غير خاضع لأي ضغوط"، مضيفا أنه "تلقى الكثير من الدعوات ومظاهر الدعم وإشارات الثقة من عدد من الأطراف والفئات في الداخل والخارج" للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه حرص على "الوفاء بتعهداته والتزاماته". وأبرز، في المقابل، أن الرهان الأكبر بالنسبة لحكومته يتمثل في إنجاح المرحلة الأخيرة من المسار الانتقالي، بتنظيم انتخابات نزيهة وشفافة تفضي إلى إرساء المؤسسات الدائمة للدولة، مؤكدا التزامه القوي وحكومته بمواصلة العمل مع جميع الأطراف وهياكل وأجهزة الدولة من أجل حفظ أمن البلاد واستقرارها، وإنجاح مسارها الديمقراطي. ودعا رئيس الحكومة كل التونسيين إلى المساهمة في إنجاح هذه المرحلة الهامة، عبر المشاركة المكثفة في الانتخابات، كما دعا المسؤولين السياسيين، وخاصة المترشحين للانتخابات، والأحزاب إلى أن يخوضوا الاستحقاق الانتخابي في مناخ من التنافس الشريف. وأكد أن الشعب التونسي والبلاد في حاجة إلى "خطاب صريح وواع وراق، وإلى العمل على ألا تكون الحملة الانتخابية سوقا للأحلام، بل مجالا لعرض البرامج والمشاريع بما يمهد لدخول تونس مرحلة جديدة من البناء".