هيمنت حالة العلاقات المغربية-الفرنسية على المحاضرة التي ألقاها وزير الخارجية الفرنسي السابق، هوبير فيدرين، مساء أول أمس بالرباط حول موضوع: «إلى أين تتجه العلاقات الدولية؟». واعتبر فيدرين، الذي كان ضيفا على «مدرسة الحكامة والاقتصاد» بالرباط، أن الوقت قد حان لكي تقوم الرباط وباريس بما سماه «إعادة تكييف» (réadapter) علاقاتهما كما حدث بعد استقلال المغرب قبل حوالي 6 عقود، وزاد أنه سيكون «من المؤسف التفريط» في هذه العلاقات التي كانت دوما «استثنائية» رغم كل الهزات التي مستها. وأوضح فيدرين، الذي ينظر إليه في فرنسا وأوروبا كأكبر المتخصصين في العلاقات الدولية، أن «إعادة التكييف» هذه يجب أن تقوم على أسس «يأخذ فيها كل طرف إكراهات الطرف الآخر بعين الاعتبار». وتشهد العلاقات المغربية-الفرنسية توترا شديدا منذ أكثر من 10 أشهر، أي منذ أن قام الأمن الفرنسي باستدعاء عبد اللطيف الحموشي، مدير «مديرية مراقبة التراب الوطني» (الديستي)، وما تلاه من تعليق المغرب لكل الاتفاقيات القضائية بين الرباط وباريس. ويعزو عدد من المتتبعين للعلاقات بين البلدين استمرار هذا التوتر إلى رغبة الطرف المغربي في تعديل تلك الاتفاقيات بما يسمح بحصول المسؤولين المغاربة على حصانة تحول دون تعرضهم لأي متابعة على التراب الفرنسي مستقبلا، بينما يعتبر الطرف الفرنسي أن هذا الأمر مستحيل لأنه لا سلطة للجهاز التنفيذي على الجهاز القضائي، ويقترحون البحث عن «مخرج سياسي» للأزمة. التفاصيل في عدد الغد من اخبار اليوم