إذا أردنا اليوم تصنيفك، في أية خانة سنضعك؟ يمكن القول إنني فنان شامل ومخضرم. بدأت واشتهرت من خلال الموسيقى الأندلسية واليوم نراك تؤدي ألوانا مختلفة، العصري والخليجي والشرقي، هل هذا التغيير جاء تماشيا مع متطلبات السوق؟ صحيح، متطلبات السوق هي التي فرضت اتخاذي هذا المنحى، وخاصة الأعراس لأنني أشتغل كثيرا في الأعراس، فأنا أحرص على إرضاء العروسين وأصحاب العرس. يجب أن أبهجهم لأنهم أدوا ثمنا لذلك وما علي سوى إرضاءهم، هم يطلبون وأنا أؤدي ما يطلبونه. هناك الكثير من الفنانين المغاربة والعرب يزعجهم وصفهم بفناني الأعراس، ألا يزعجك هذا اللقب؟ جميع الفنانين المشاهير يغنون في الأعراس، حتى العرب، أحلام، ومحمد عبده، وكاظم الساهر، وغيرهم الكثير، أي فنان أو فنانة يغني في الأعراس، وأنا غنيت في أعراس خليجية بفضل ماجد المهندس وحسين الجسمي الذين أخذاني معهما وشاهدت كيف تتم الأمور، يكون ضيوف العرس متفرقين في جهتين، واحدة مخصصة للرجال والأخرى للنساء، ويشارك في إحياء الحفل في الجهتين فنانات وفنانين كبار. هذا يعني أن السوق ما يحدد مسار الفنان؟ فعلا السوق هو ما يحدد مسار الفنان واختياراته وتوجهه. والفنانين المغاربة مع كامل احترامي لهم جميعا، أغلبهم وأشهرهم لا يستطيعون إحياء حفلات أعراس. حفلات الزفاف لها خصوصيتها وليس أي كان يستطيع الغناء فيها وتنشيطها، أستطيع القول إنني والحمد لله استطعت أن أستمر وسط كل هذه الأجواق التي تحيي حفلات الزفاف، ونجحت في هذا الأمر ويسعدني أن أسمع مثلا "ما كاينش بحال الدورة ديال عبد الرحيم الصويري"، لا يوجد ما يضير في بحثي عن مسايرة العصر وعن إرضاء أذواق جميع الأجيال. ألم تفكر في تصوير فيديو كليبات ما دمت تحب مسايرة العصر وإرضاء أذواق جمهورك من مختلف الأجيال؟ مستقبلا ربما قد أعمل على تصوير واحد. كنت من بين الحضور في جنازة وزير الدولة الراحل عبد الله بها، هل كنت تعرفه عن قرب؟ أكن كل الاحترام للراحل بها، وسبق لي الجلوس معه ومع السي عبد الإله ابن كيران ومع مصطفى الرميد وغيرهم في ليلة دينية للأمداح، وجودت خلالها القرآن الكريم وحين انتهيت أتى عندي السي بها رحمه الله وقال لي "السي الصويري تبارك الله عليك"، وشعرت به وكأنه يريد أن يقول لي "تمسك بهذا الطريق" أي طريق تجويد القرآن الكريم.