أعلن محامي عائلة إيطالية تدعى "رادجي" أنه رفع دعوى قضائية، نيابة عنها، ضد كل من "ماتيو رينسي"، رئيس الحكومة الإيطالية و"أنجيلينو ألفانو"، وزير الداخلية، ثم "أندريا أورلاندو"، وزير العدل، وذلك بعد مقتل إبنها "أندريا" على يد مهاجر مغربي، لا يتوفر على وثائق الإقامة القانونية. وتعود تفاصيل هذه الجريمة المأساوية إلى أحد ليالي مارس الماضي حين كان الشاب المغربي يقارع الخمرة في أحد الحانات وسط مدينة "تيرني"، وعلى إثر شجار بسيط جدا مع زبونين كانا في المكان نفسه. وخرج "الحرّاك" المغربي، وهو في حالة غضب، ثم اتجه نحو شاب إيطالي كل ذنبه أنه كان يقف في الشارع، فغرس فيه زجاجة الخمر المكسورة، محدثا ثقبا غائرا في عنقه من دون أدنى سبب، كل هذا أمام اندهاش الضحية، الذي لم يكن ينتظر أبدا أن يُهاجَم بتلك الطريقة الوحشية، إذ مات وهو يقول "قولوا لأمي إنني أحبها"، وفي الليلة نفسها تم القبض على الجاني، وقُدّم إلى العدالة، وحكم عليه خلال الشهر الماضي ب30 سنة سجنا نافذا. وتتهم العائلة الإيطالية، التي رفعت الدعوى القضائية ضد الدولة الإيطالية في شخص الوزراء الثلاثة، بالتقصير في توفير الأمن لابنها لأن الجاني سبق أن طرد من إيطاليا في اتجاه المغرب عام 2007 بسبب سوابقه الإجرامية وسجله المليء بالسرقات والإعتداءات، لكنه عاد عام 2014 عن طريق قوارب الهجرة السرية، مرورا بليبيا. واستطاع "الحراك" المغربي الإلتحاق بوالدته مجددا ووضع ملفا لطلب اللجوء، إلا أنه على الرغم من رفضه واصل عيشه في المدينة نفسها، التي طُرد منها قبل سنوات. ولهذا تُحمِّل العائلة مسؤولية مقتل الإبن للدولة لأن القاتل كان مفروضا أن يُطرد بمجرد أن تطأ قدماه التراب الإيطالي لأن بإمكان الأمن التعرف عليه بواسطة البصمات مادام أنه تم ترحيله في فترة سابقة. ويقول محامي العائلة: "وجود ذلك المجرم في ذلك المكان، الذي كان مفروضا ألا يوجد فيه، هو السبب الرئيسي لجريمة القتل. ومن سمح بوجوده هناك يتحمل جزءا مهما من المسؤولية..". وألحّ والد الضحية وأخاه على أن الغرض من رفع الدعوى والمطالبة بالتعويض ليس ربح المال، بل فقط تحسيس الدولة الإيطالية بضرورة حماية المواطنين، ثم التعامل بجدية وصرامة مع المهاجرين السريين، الذين يرتكبون أعمال إجرامية بإعادتهم إلى أوطانهم في الحين. وطالب أفراد عائلة الضحية بتعويض قدره 2 مليون أورو في مقتل ابنهم، على أنهم أكدوا أنه في حالة ربحهم الدعوى، وحصولهم على مبلغ ما سيخصصونه للأعمال الخيرية ليخلدوا بها روح ابنهم، الذي توفي غدرا.