لم يكن أحد يتوقع سيناريو نزال البطل المغربي بدر هاري وريكو، والذي انتهى خلال الدقائق الأولى بإصابة "الفتى المشاكس" على مستوى اليد. وبالدموع سقط هاري أمام خصمه مُجبراً، لكنه وعد محبيه في جميع بقاع العالم بالثأر وإعادة النزال العام المقبل، متراجعاً عن قرار الاعتزال الذي اتخده في وقت سابق. وما لا يعرفه الجميع أن بدايات "الفتى المشاكس" في عالم الرياضة كانت محض الصدفة، حيث أصر والده على تسجيله بإحدى الأندية الهولندية لتلقن أبجديات الفنون القتالية في سن السبع سنوات، بعد أن تعرض للضرب من طرف أحد أصدقائه بالحي الذي تقطنه العائلة. لم يكن والد هاري يظن أن القرار الذي اتخذه في ساعة غضب سيغير مسار الطفل، ليصبح من بين نجوم رياضة "الكيك بوكسينغ" و"المواي طاي" الأكثر نجومية بالعالم. المصارع المغربي افتتح مشواره بنزال "تاريخي" سنة 2005 أمام ستيفان ليكو، حيث فاز عليه بالضربة القاضية، بالرغم من أن بدرهاري لم يكن آنذاك من الأسماء المعروفة في الساحة، لكن المدرب توم هارينك سانده وتنبأ بميلاد موهبة من العيار الثقيل. ومن بين المحطات التي ميزت مسيرة ابن منطقة هوارة، إصراره على الدفاع عن ألوان المغرب بالحلبات العالمية، رغم ترعره خارج بلده الأم، وهو الأمر الذي رفضه مدربه توم، لتنشب الصراعات بين الطرفين أدت إلى انهاء التعاون بين الطرفين. هذا وتمكن "الفتى الذهبي" من تحقيق الفوز خلال 106مباراة دولية، من أصل 118، جعلت منه "ملكاً للحلبات" في الفترة الممتدة مابين 2007 و2012. الحياة الشخصية لهاري جدبت اهتمام الصحافة، فكانت خطواته "مراقبة" من طرف كاميرات الباباراتزي بشكل متكرر، رغم محاولاته العديدة لتجنب الأضواء. ويحظى بدر بمكانة خاصة لدى المغاربة، نظرا للحملات الخيرية التي قادها بمدينة القنيطرية محل إقامته خلال السنتين الاخيرتين، وعدد من المناطق المجاورة، فاعطى انطلاقة مشاريع صغيرة لمساعدة الساكنة في وضعية اقتصادية صعبة.