بعد فيديو سابق تم تداوله لإمام مسجد أحد الدواوير بإقليمأزيلال مكبلا من طرف المواطنين، بعدما ضبطوه متسللا إلى بيت سيدة متزوجة، انتشر قبل يومين فيديو جديد لمواطنين قاموا بتكبيل سارقين حاولا التسلل إلى احد أسطح المنازل وسرقتها بدوار الشطونين بدائرة إقليمشفشاون قبل تسليمهما إلى رجال الدرك الملكي. الواقعة تؤشر إلى عودة ظاهرة «شرع اليد»، أو «قضاء الشارع»، فهل بدأ المواطنون يلجؤون لحماية أنفسهم من المجرمين؟ الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر سارقين تبين فيما بعد أنهما ينحدران من منطقة سيدي قاسم، تم تصويره من طرف شباب دوار الشطوين بعد تلقيهم اتصالا هاتفيا من صاحب البيت الذي كان يتواجد به وحيدا، بعدما تعرض للسرقة الشباب قاما بتكبيل السارقين، وتصويرهما للتشهير والتنكيل بهما حسب ما يظهر في الفيديو. حوادث القصاص الجماعي للمجرمين التي باتت تتكرر بين الفينة والأخرى والتي يتم توثيقها بالفيديو، يظهر ملامح «الفاعلين»، اعتبرها عبد الواحد النقاز الباحث في علم الاجتماع، أنه شكل من القصاص الاجتماعي عرفه المجتمع المغربي قبل تشكل الدولة الحديثة وقبل ظهور مؤسسة الأمن والدرك خصوصا في المناطق القروية والنائية، غير أن «الخطير في هذه الحوادث يتعلق بتصوير الحالة وبثها في شبكات التواصل الاجتماعي بطريقة أقرب إلى الاحتفال الجماعي». وفسر الباحث في علم الاجتماع في حديثه ل»أخبار اليوم» ما يسمى ب»شرع اليد»، أو «قضاء الشارع»، بأنه راجع إلى ضعف تجدر ثقافة الدولة (المؤسسات و إعمال القانون واحتكار القوة) في الذهنية الجماعية للمغاربة ؛ مردفا أنه «في ظل عدم فعالية تدخل الدولة خصوصا في الأداء الأمني، يعود المجتمع إلى أشكاله الأولية والتقليدية في الدفاع عن نفسه من أي عدوان خارجي كحالات السرقة وقطع الطريق والاعتداء على المحاصيل والماشية، وتكرار الحالات يؤكد أن «المؤسسة الأمنية تظل عاجزة عن التفاعل السريع». وبخصوص انتشار هذا النوع من القصاص، يرى الباحث ذاته أن المواطنين في المناطق الشعبية حيث تكثر الجريمة اليومية، فقدوا الثقة في فعالية المقاربة الأمنية، خصوصا وأنه في المناطق النائية حيث تضعف آليات التدخل الأمني، كما أنه –يردف النقاز- الناس فقدت الثقة في المؤسسات العقابية حيث إن المجرمين يقترفون أفعال إجرامية ثم يدخلون إلى السجن و يخرجون أكثر إجرامية وهذا هو الذي يدفع بعض الفئات إلى الانتقام المباشر من الجاني دون انتظار.