كثير من العنف، قليل من الرياضة، و ديمقراطية مجهضة . بهذا الوصف يمكن أن نلخص ما أسفر عنه الجمع العام للاتحاد المغربي لكرة القدم الذي شهدته مدينة الصخيرات المغربية نهاية الأسبوع الماضي وأسفر عن فوز فوزي لقجع بمنصب رئيس للجامعة المغربية لكرة القدم (اتحاد كرة القدم) خلفا لعلي الفاسي الفهري الذي تولى قيادة الاتحاد المغربي منذ سنة 2009. وسيتولى لقجع رئيس فريق النهضة البركانية رئاسة الاتحاد المغربي لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. بينما كان الجمهور الرياضي المغربي يتابع باهتمام كبير ما ستسفر عنه أول انتخابات كروية ستفضي إلى رئيس جامعة منتخب عن طريق صناديق الاقتراع، جاءت تفاصيل الحدث مخيبة للآمال، حيث بدا أن كرة القدم المغربية لا تزال بعيدة جدا عن التغيير، حين تفرغ المتنافسون وداعموهم للشجار والعراك والسب والشتم واستخدام الألفاظ النابية، كما يظهره شريط فيديو، وذلك أمام مرأى من وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي نقلت للعالم صورة قاتمة عن الكرة المغربية، فيما خرج علي الفاسي الفهري، المحسوب على القصر، والذي سير الجامعة لأربع سنوات من دون حساب. حصل فوزي لقجع المدعوم رسميا من طرف رئيس الجامعة السابق علي الفاسي الفهري ووزير الشباب والرياضة محمد أوزين على رئاسة الاتحاد المغربي في مقابل ترضية منافسه عبد الإله أكرم بمنصب نائب الرئيس. ديمقراطية غائبة ظلت كرة القدم في المغرب دائما شأنا سياديا، حيث انتقلت من قيادة الجنرالات إلى رجال يحظون بثقة مؤسسة القصر، وصولا الآن إلى رجال صقلتهم بيروقراطية الإدارة المغربية. علق أسامة الشهبي، وهو متخصص تواصل بصري وناشط مغربي على تويتر، على أحداث انتخابات الكرة المغربية ل "هنا صوتك" أن ما حصل كان أمرا متوقعا بالنسبة إليه، وأكمل الشهبي "لا يجب أن نتناسى أن الكتلة الناخبة، لم تعرف في يوم من الأيام حتى في فرقها الديمقراطية، فأمور الكرة إما تسير بالتوافق أو بمؤامرات الكواليس أو كما وقع ليلة الاثنين بالفوضى، وفي أحسن الأحوال يتم التوصل إلى مخرج عبر أوامر من فوق، كل الأمور واضحة: كيف تسير شؤوننا الكروية و كيف ستسير في المدة القادمة. فكل المؤشرات تعلن على أن لا شيء بخير داخل جامعة الكرة، فالمسؤولون لا يهمهم إلا المنصب والامتيازات الملحقة به، دون أي اعتبار لا لمصلحة الكرة الوطنية ولا لصورة المغرب دوليا". هنا يطرح الشهبي تساؤلا يراه منطقيا ويلخص به رؤيته للأشياء: "هل يمكن ادعاء الديمقراطية في غياب وسائلها؟ إن داء الرياضة المغربية ليس في الجامعات، بل يبدأ من أمكنة أخرى، و ينتهي عند جامعة الكرة في هذه الحالة، هاته الأخيرة التي ليس إلا المصب التي تتجمع فيه المصائب". شغب المسيرين أما المعلق الرياضي الشاب المهدي أوبزيك فاعتبر في لقاء مع "هنا صوتك" الجمع العام لجامعة الكرة في المغرب بأنه "فضيحة بجميع المقاييس، وأكبر مهزلة عرفها تاريخ كرة القدم المغربية". وتابع أوبزيك: "بالإضافة إلى ذلك فجميعنا تتبع الجدل الذي رافق أحقية بعض الأعضاء المشاركين في الجمع بالمشاركة عوض آخرين كحالة دومو- الكرتيلي - ممثل تادلة، وتعويض الأخير بالكاتب العام للعصبة للتصويت على التقريرين اللذين لم يتوصل بهما المعنيون 15 يوما قبل ذلك كما تنص عليه القوانين، وطعن لائحة أكرم في شرعية تواجد الأخير ضمن لائحة لقجع وعدم احترام رئيس الجلسة الذي قرر رفعها و عدم اللجوء لصناديق الاقتراع بعد الشنآن والملاسنات والسب والضرب الذي شوهد بمقر الجمع وانسحاب أكرم مقابل ضمان مكانته في المكتب الجامعي المقبل وفق توافق غير شرعي. هذه كلها أشياء تلخص مدى الاستهتار بالقانون وعدم احترام الديمقراطية ". ويرى أوبزيك أن المستوى السيء الذي آلت إليه الأوضاع في جامعة الكرة في المغرب لا يبعث على التفاؤل على الإطلاق مستغربا: هل بهذا المستوى ستزدهر كرة القدم المغربية؟ رئيس صوري؟ موسى أبو نوح وهو مشجع ينتمي إلى "الألتراس" ويشجع فريق حسنية أكادير، له وجهة نظر أكثر سوداوية حول ما حصل ليلة الأحد الاثنين، فهو ينظر بشك كبير إلى نوايا المسيرين الرياضيين لكرة القدم في المغرب، ويعتبر سلوكهم "انتهازيا" ما دامت الصلة بينهم وبين اللعبة معدومة. "ما حصل في انتخابات جامعة الكرة في رأيي هو مسرحية هزلية، لقد اتفقوا كالعادة بأن يلعبوا علينا هاته اللعبة، إنهم يسخرون من ذكائنا، فمن الصعب أن نقتنع أن رئيس الجامعة هو فعلا من يسير جامعة الكرة، لذلك تبقى هاته الانتخابات دون أية أهمية. رئيس اتحاد الكرة في المغرب صوري فقط لأن الجامعة تسير من أعلى والرئيس يأخذ نصيبه من الكعكة فقط، الجامعة يسيرها القصر وأعضاؤها لا يملكون قرارهم".