اقترح المؤرخ المغربي والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، حسن أوريد حل أزمة ملكية "مسجد-كاتدرائية" قرطبة الموجودة حاليا بإسبانيا، بنفس الطريقة التي تم التعامل بها في تركيا مع الأثر المعروف بإسم (آيا صوفيا) في اسطنبول، والذي تحول إلى متحف. وقال أوريد اليوم ل(إفي) "(آيا صوفيا) في البداية كان كنيسة وحينما فتح محمد الفاتح القسطنطينية حوله إلى مسجد ثم جعله مصطفى كمال أتاتورك إلى متحف.. مكان تاريخي يمكن فيه تأمل العناصر الاسلامية والمسيحية". ويعتبر المعلم الأثري التاريخي رمزا ثقافيا ووطنيا لمدينة قرطبة، التي أنشأها أعظم ملوك الأندلس آنذاك عبد الرحمن الثالث الملقب بالناصر، خلال فترة التواجد العربي في إسبانيا (711 م-1492 م). وأصبحت قرطبة في القرن العاشر حاضرة الخلافة الإسلامية في الأندلس، إلا أنه عقب سقوط الأندلس وحروب الاسترداد تحول مسجدها العريق لكاتدرائية، ولكن البناء ظل محتفظا بأقواسه وعقوده الحمراء المميزة، وقبابه الرائعة ومحاريبه بالإضافة إلى زخارف جدرانه والنقوش القرآنية. وكانت الكنيسة الإسبانية سجلت المنشأة باسمها في 2006 بالسجل المدني واستغلت قانونا يسمح بذلك حيث ستعود ملكية الأثر بالكامل لها في 2016 ما لم يتم وقف الأمر عن طريق اتخاذ اجراءات قانونية أخرى، إلا أن عددا من النشطاء دشن حركة تسعى لنقل ملكية الأثر العريق من يد الكنيسة إلى حكومة إقليم الأندلس. وأشار أوريد إلى أنه خلال حقبة الجمهورية الإسبانية كان يوجد مقترح بتحويل الأثر مجددا إلى مسجد، ولكنه أشار إلى أنه لا يتشارك هذه الفكرة. واعتبر المؤرخ أن هذا الأثر يجب أن يكون "مكانا لتصالح إسبانيا مع تاريخها دون أن يعني هذا محو البعد المسيحي للمكان". وتابع أوريد "اذا ما كانت توجد رغبة في الحفاظ على الطابع المقدس للمكان كدار عبادة، فيجب أن يكون مفتوحا للجميع، إنه كنيسة، ولكن في نفس الوقت لا يجب منع المسلمين من أداء صلاتهم هناك". يشار إلى انه يمنع اقامة الصلاة للمسلمين داخل المسجد في الوقت الحالي ومن حين إلى أخر يلقى القبض على أشخاص يحاولون القيام بذلك من قبل قوات الحراسة. وأضاف أوريد "من مفهوم حديث، يجب أن يظل هذا الأثر مفتوحا لكل الديانات السماوية بما فيها اليهودية".