قصة تصلح ان تكون سيناريو لأحد أفلام الحركة والرعب في آن واحد، تلك التي عاشتها فتاة مغربية لا يتعدى عمرها التسع سنوات كانت تقطن بسلام مع أبويها في بلدة أوسبيتاليت دي يوبريكات بالقرب من برشلونة الإسبانية، لتصبح محتجزة لدى أحد مزارعي الكوكايين بأدغال بوليفيا، قبل أن تتدخل وحدة من الجيش البوليفي لتحريرها من براثن مختطفها. وستصل الطفلة المغربية اليوم الاثنين 10 مارس إلى برشلونة. خيوط هذه القصة الغريبة، كما تابعتها "شبكة أندلس الإخبارية"، بدأت تتشابك في شهر أغسطس الماضي، عندما تقدم والدا الطفلة المغربية إلى أحد مراكز الشرطة الإسبانية لأخذ تصريح للسماح لابنتهم القاصر بالسفر مع "أحد أصدقاء العائلة" يحمل الجنسية البوليفية في رحلة استكشافية في أدغال بوليفيا ثم العودة إلى إسبانيا بعد انقضاء العطلة الصيفية. بالفعل تمكنت الطفلة المغربية من السفر برفقة "صديق العائلة" الذي كان يقطن بجوارها في أحد أحياء بلدة أوسبيتاليت دي يوبريكات التي يقطنها آلاف المهاجرين المغاربة، واستقلت الطائرة من مطار برشلونة ثم مطار مدريد نحو بوليفيا وبالتحديد نحو إقليم تشاباري المشهور بزراعة الكوكا النبتة التي يستخرج منها مخدر الكوكايين. بعد وصول الطفلة مع المواطن البوليفي إلى بوليفيا انقطع الاتصال لعدة أيام مما دفع بوالدي الطفلة إلى التوجه مجددا إلى الشرطة لكن هذه المرة للتبليغ عن اختطاف فلدة كبدهم، التي حولوها بسبب سذاجتهم وثقتهم العمياء في شخص غريب إلى رهينة، و يتحول "صديق العائلة" إلى متهم باختطاف طفلة لا يتجاوز عمرها التسع سنوات. الشرطة الكتلانية [شرطة إقليم كتالونيا، شرق إسبانيا] أخبرت العائلة أن القضية تتجاوز صلاحياتها وحولت الملف إلى الحرس المدني الإسباني الذي ربط مباشرة الاتصال مع الشرطة البوليفية التي فتحت تحقيقا في الموضوع. بعد أزيد من أربعة أشهر من التحريات تمكنت الشرطة البوليفية بمساعدة الحرس المدني الإسباني من اقتفاء أثر مختطف الطفلة المغربية الذي قام بنقلها إلى قرية صغيرة في قلب الأمازون بإقليم تشاباري بولاية كوتشامبابا، وهو اقليم يشتهر بزراعة الكوكا وإنتاج مخدر الكوكايين. تواجد الفتاة المغربية مع مختطفها وسط منطقة وعرة يصعب على الشرطة البوليفية الوصول إليها استدعى تدخل الجيش البوليفي الذي أرسل كوماندو متخصص في مكافحة عصابات مروجي الكوكايين للوصول إلى القرية المتواجدة في قلب أدغال الأمازون. وبالفعل تمكنت وحدة الجيش البوليفي من تحرير الطفلة المغربية وإلقاء القبض على مختطفها الذي تم تسليم إلى الشرطة بغرض التحقيق معه وفك خيوط القصة. الطفلة المغربية توجد في صحة جيدة لكن يجهل إلى حدود الساعة ما إا كانت قد تعرضت للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي من طرف مختطفها ومن المفترض أن تصل اليوم الاثنين 10 مارس إلى برشلونة.