حل وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الخميس ببغداد في إطار جولة شرق أوسطية شملت أيضا السعودية والأردن وإسرائيل. ويبحث المسؤول الأمريكي مع السلطات العراقية السياسية والعسكرية، سبل مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف والوقوف على سير عملية تحرير الأنبار. وصل وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر اليوم الخميس إلى بغداد للبحث مع مسؤولين سياسيين وعسكريين في المواجهة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية'' الذي كثف مؤخرا تفجيراته في العاصمة العراقية ومناطق قريبة منها. وسيبحث كارتر في زيارته، وهي الأولى منذ تسلمه مهامه في شباط/فبراير، سير العمليات العسكرية في محافظة الأنبار (غرب) ذات الغالبية السنية، حيث يسيطر التنظيم المتطرف على مساحات واسعة. ويشن طيران الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، ضربات جوية في المحافظة العراقية الأكبر، لدعم القوات التي تحاول استعادة مدن يسيطر عليها الجهاديون. كما يلتقي كارتر جنودا أمريكيين موجودين في العراق، مئات منهم في الأنبار، ضمن جهود الائتلاف لتقديم المشورة وتدريب القوات العراقية. ويلتقي الوزير الأمريكي الذي وصل صباحا إلى مطار بغداد في زيارة غير معلنة، رئيس الوزراء حيدر العبادي ونظيره خالد العبيدي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري. خطة لعزل الرمادي! ومن المقرر أن يلتقي كارتر الذي يقوم بجولة في المنطقة، وفدا عشائريا من محافظة الأنبار، والتي يسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على مساحات واسعة منها، لا سيما مدينة الفلوجة (منذ مطلع 2014)، والرمادي مركز المحافظة، التي سقطت بيد الجهاديين إثر هجوم كاسح في أيار/مايو الماضي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "ستيف وارن" الذي يرافق كارتر في الزيارة، إن الجهود العسكرية في الأنبار تركز حاليا على عزل الرمادي، مقدرا عدد مقاتلي التنظيم المتواجدين فيها بما بين ألف وألفين. ولم يحدد المتحدث تاريخ بدء الهجوم المباشر على المدينة، متوقعا أن يتم ذلك خلال "أسابيع" بمشاركة "آلاف" المقاتلين العراقيين، مشيرا إلى أن ما تحاول القوات القيام به حاليا هو -عزل الرمادي- عن محيطها. ويتواجد مئات الجنود والمستشارين الأمريكيين في قاعدة (الحبانية) العسكرية الواقعة بين الرمادي والفلوجة، لتقديم المشورة والمساهمة في تدريب أبناء العشائر السنية المناهضة للتنظيم في المحافظة. وأشار "وارن" إلى أن نحو 1800 مقاتل عشائري تلقوا تدريبات وتجهيز كجزء من برنامج التدريب هذا. وسبق للعشائر أن شكت مرارا من ضعف الدعم الحكومي لها وتزويدها بالسلاح. طمأنة الحلفاء حول النووي الإيراني! وتأتي زيارة كارتر إلى بغداد، ضمن جولة إقليمية شملت حتى الآن السعودية والأردن وإسرائيل، الهدف منها طمأنة حلفاء واشنطن في المنطقة من أن الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران، سيحول دون قدرة الجمهورية الإسلامية على إنتاج سلاح نووي. وتعد طهران داعما أساسيا للعراق في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، إذ تربطها علاقة وثيقة بالعديد من الفصائل الشيعية المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية. إلا أن طهران لا تشارك في الائتلاف الدولي. وبحسب وارن، فإن الفصائل الشيعية التي تنظر واشنطن بريبة إلى تنامي نفوذها في العراق، لا سيما أن بعضها نفذ في الأعوام الماضية عمليات ضد القوات الأمريكية التي كانت متواجدة فيه حتى 2011، تعمل في خط مواز على شن عمليات في محيط الفلوجة (60 كلم غرب بغداد).