دعا الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر لإجراء "انتخابات شاملة لمؤسساتها في الداخل والخارج، بأسرع وقت ممكن" للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها. وشدد على ضرورة وقف التراشق الإعلامي بين قيادات الجماعة، ودعاهم "إلى العمل والتعاون فيما بينهم في إطار المؤسسات القائمة للجماعة"، حتى إجراء الانتخابات التي دعا إليها.
جاء هذا في بيان أصدره القرضاوي، الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2016، وعرض فيه موقفه من الأزمة التي تمر بها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ورؤيته للخروج منها. وتواجه جماعة الإخوان المسلمين بمصر (تأسست عام 1928)، حالياً خلافات داخلية متصاعدة، وصلت ذروتها الشهر الماضي عقب إعلان مكتب الإخوان المسلمين في لندن، إقالة الشاب محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر)، من مهمته كمتحدث إعلامي باسم الجماعة وتعيين طلعت فهمي (55 عاماً) متحدثاً جديداً بدلاً منه، وتلا ذلك تدشين موقع إلكتروني جديد للجماعة، واستمرار إصدار بيانات مضادة بين قيادات بالجماعة ومكاتب تنفيذية بها، حول إدارة التنظيم وشكل الثورة التي ينتهجونها ضد السلطات المصرية الحالية.
وأعرب القرضاوي في بيانه عن ألمه "إثر ظهور بعض التباينات والخلافات في الرأي والعمل، بين عدد من إخواننا في الجماعة في مصر".
وكشف أنه قام بمشاركة عدد من "الشخصيات التي لها وزنها الفكري والدعوي والحركي"، من أجل "التوسط والمساعدة في معالجة المشكلة القائمة، وتقريب مواقف أطرافها".
وبيّن أنه تم عقد "سلسلة من اللقاءات المكثفة التي استمرت ساعات طويلة ومتأخرة من الليل، استمعنا فيها إلى كلا الطرفين، وأدلى كل فريق بحجته، ثم تدارسنا الأمر بعمق".
وأشار إلى أنه خلص برؤية للخروج من الأزمة الراهنة، "في ضوء ما اتضح بعد هذه اللقاءات والمداولات، والوقوف على وجهات النظر المختلفة، ورؤية كل فريق للخروج من الأزمة، وتحقيقاً لمصلحة الدعوة ومستقبل الجماعة".
وفي هذا الصدد، دعا القرضاوي إلى "الإعداد لانتخابات شاملة لمؤسسات الجماعة في الداخل والخارج، وإجراؤها بأسرع وقت ممكن، وفق لائحة تنظيمية يجري التوافق عليها في مؤسسات الجماعة؛ لتعزيز ثقة الجماعة والتفافها حول قيادتها، وتطوير رؤيتها، وتفعيل أدائها".
وبيّن قائلاً: "وخلال هذه الفترة، وإلى حين إجراء الانتخابات، فإني أدعو جميع أبنائي وإخواني من قيادات الجماعة إلى العمل والتعاون فيما بينهم في إطار المؤسسات القائمة للجماعة، والصبر على بعضهم البعض". ودعا إلى "التوقف عن التراشق الإعلامي، وعدم إصدار بيانات وقرارات من شأنها تأجيج المشاعر وتعميق الانقسام، وأن يكونوا (قيادات الجماعة) على قدر المسؤولية في نصرة إخوانهم، ومدافعة عدوهم".
وشدد القرضاوي على ضرورة "التمسك بوحدة الصف، واجتماع الكلمة، والعمل من أجل تحقيق أهداف الجماعة وتعزيز أدائها، ورأب الصدع الواقع بين أبنائها، بما يمكنها من مواجهة التحديات الكبيرة التي تشهدها مصر والمنطقة من حولها".
ودعا إلى "المحافظة على مؤسسات الجماعة، في ضوء تطوير لوائحها، واستكمال مكوناتها، وحسن استثمار طاقات أبنائها وإمكاناتهم، مع التأكيد على مزيد من العناية والاهتمام بمشاركة الشباب والمرأة".
كما أكد على "الالتزام بالمسار الثوري السلمي المقرر والمعتمد من قبل مؤسسات الجماعة وقيادتها، وعلى رأسها المرشد ومجلس الشورى العام، متعاونين مع شركائنا من القوى المصرية المخلصة".
وأشار القرضاوي إلى أنه "عرضت هذه الرؤية على عدد من أهل العلم، وقادة الفكر، فاستحسنوها، وأيدوا ما جاء فيها".
ومن بين من أيّد هذه الرؤية، بحسب البيان نفسه، "أحمد الريسوني (المغرب)، الشيخ محمد الحسن الددو (موريتانيا)، عبدالرزاق قسوم (الجزائر)، علي محيي الدين القره داغي، محمد صالح عثمان رئيس هيئة علماء السودان (السودان)".
كما بيّن أن من بين مؤيدي الرؤية "عبدالوهاب الديلمي (اليمن)، عبدالمجيد النجار (تونس)، نور الدين الخادمي (تونس)، الشيخ جلال الدين العمري أمير الجماعة الإسلامية بالهند، الشيخ سلمان الندوي (الهند)، عبدالغفار عزيز (باكستان)، الشيخ عبدالهادي أوانج (ماليزيا)، عمر فاروق (تركيا)، الشيخ سالم الشيخي (ليبيا)، محسن عبدالحميد (العراق)، جمال بدوي (مصر)، مروان أبوراس (فلسطين)".