تحول اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الاتصال أول أمس السبت بالرباط حول الصحافة الإلكترونية إلى سوق أسبوعي كثر فيه الهرج والمرج، وتم تسجيل حضور أكثر من 600 شخص كثير منهم مجرد مراسلين لمواقع إلكترونية، وبلغ عدد المواقع الإلكترونية التي شاركت في اليوم الدراسي ما يقارب 300 موقع، ارتفعت أصوات ممثلي هذه المواقع للمطالبة بالدعم وبالبطاقة المهنية التي تخول لهم، حسب تأكيداتهم، الولوج إلى المعلومة. وبدا المعهد العالي للإعلام والاتصال أشبه بموسم، نظرا للازدحام الشديد الذي ميز اليوم الدراسي، خصوصا، أن وزير الاتصال قرر عدم إغلاق الباب أمام أي موقع كيفما كان، وهو ما حول اليوم الدراسي إلى مجرد لقاء جمع كثيرا من الناس للحديث عن صحافة افتراضية تفتقر إلى أبسط مقومات التقنين. وخلق تدخل رئيس جمعية المدونين المغاربة سعيد بنجبلي، مباشرة بعد نهاية الوزير من إلقاء كلمته، حالة من الفوضى، حيث انتفض بن جبلي صارخا في وجه الخلفي، متهما إياه بتعمد إقصاء جمعية المدونين التي اعتبرها بن جبلي النواة الأولى للصحافة الإلكترونية، إلى جانب عدم تخصيص ورشة مستقلة للمدونين وكذلك عدم دعوة الجمعية خلال النقاشات التي سبقت اليوم الدراسي، وهو الأمر الذي بادر الخلفي إلى تداركه حين اعتذر لبنجبلي، مؤكدا، تخصيص ورشة للمدونين رغم أنها لم تكن مدرجة في البرنامج العام. وفي كلمته أكد الخلفي٬ على أن تقنين قطاع الصحافة الإلكترونية سيفتح آفاقا جد واعدة٬ مبرزا، أن نجاح ونمو هذا القطاع تحققا بفضل الحرية السائدة٬ وتقنينه لن يكون إلا تعزيزا لهذه الحرية، وأوضح الخلفي٬ أن من بين التحديات المطروحة في هذا المجال٬ وضع إطار قانوني ملائم للناشر والصحافي الإلكتروني يكرس ضمانات الحرية في إطار من المسؤولية٬ ويمكن من اعتماد سياسة طموحة لإطلاق برامج للتحديث والتطوير والتأهيل٬ بما يعزز تنافسية المغرب في المجال الرقمي سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. أما رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية يونس مجاهد فقد هاجم رؤوس الأموال وطالبها بالابتعاد عن مجال الصحافة الإلكترونية، متهما إياهم بالسعي إلى استغلال هذا المجال لقضاء مصالحهم، وأضاف مجاهد٬ أن تطور الصحافة الإلكترونية هو نتاج لمناخ الحرية السائد بالمغرب٬ مشددا، على ضرورة ممارسة حرية الصحافة وفق قواعد وأخلاقيات المهنة. من جانبه دعا رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف٬ نور الدين مفتاح٬ إلى تكثيف الجهود المبذولة لتأهيل قطاع الصحافة الإلكترونية بما يضمن أداء مهنيا جيدا واحترام أخلاقيات المهنة٬ حتى يستطيع هذا القطاع الاضطلاع بالدور المنوط به في المجتمع والتغلب على الإشكاليات المطروحة، وشدد مفتاح على ضرورة احترام الصحافة الإلكترونية على الخصوص للقاصرين ولخصوصيات المواطنين، وتم خلال هذا اليوم الدراسي تنظيم ورشات ناقشت مواضيع تهم واقع الصحافة الإلكترونية بالمغرب٬ والقضايا القانونية والتنظيمية٬ والنموذج الاقتصادي لمقاولات الصحافة الإلكترونية٬ وأخلاقيات المهنة والملكية الفكرية، والكفاءة والتقنيات التكنولوجية، إضافة إلى ورشة خاصة بالمدونين. وناقشت الورشات كثيرا من النقط التي اعتبرت أساسية لتطوير القطاع، خاصة على المستوى القانوني والتقني والمهني، وكذلك الجانب الاقتصادي الذي عرف حضورا مهما في هذا اليوم الدراسي، حيث شدد أصحاب المواقع على ضرورة دعم المقاولات الصحافية العاملة في المجال الرقمي، من منطلق أنها تدعم سوق الشغل، حيث تم الخروج بمجموعة من التوصيات، سيتم تفعيلها في أفق خلق إطار قانوني ومؤسساتي لعمل الصحافة الإلكترونية. وقد طغى على اليوم الدراسي كثير من الشنآن، مثل ما حصل بين ممثلي عدد من المواقع، بعد تبادل الاتهامات عن وجود سرقات أدبية، كما كان هناك توجها لافتا من قبل مؤطري الورشات على اعتبار بعض المواقع نموذجية في المغرب. وقد أثار كثير من الحاضرين مسألة ميزانية اليوم الدراسي والجهة التي تحملت تمويله، خصوصا، أن وزير الاتصال سبق أن أكد على هامش المصادقة على قانون المالية الجديد، أن نفقات الحفلات الخاصة والملتقيات ستتقلص بنسبة 50 في المائة، وذهبت بعض المصادر إلى القول، إن الميزانية العامة لليوم الدراسي فاقت 100 مليون سنتيم.