اعتذر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عما يكون قد صدر عنه من تصريحات لإحدى الصحف والتي قالت إن بنكيران أكد لها أنه لا تواصل بينه وبين محيط الملك، وقال بنكيران في بيان له "إنني لا أملك إلا أن أعتذر لجلالة الملك عن أي إساءة غير مقصودة أكون قد تسببت فيها٬ ومن خلاله لمستشاريه المحترمين٬ وأجدد بهذه المناسبة عبارات الولاء والتقدير التي أكنها لجلالة الملك حفظه الله وأعز أمره". وتعتبر هذه المرة الثانية التي يعتذر فيها بنكيران عن تصريحات تصدر عنه بخصوص محيط الملك، حيث سبق أن قال في لقاء حزبي "إن المحيطين بالملك لا يكونون دائما أوفياء"، وبعد أن نقلته عنه وسائل الإعلام قال إنه تم تحريف كلامه وإن كان تم فهمه بطريقة غير صائبة فإنه يعتذر لجلالة الملك، مع العلم أن من تناقل هذا القول ليس واحدا بل أشخاص كثيرون وبالتالي فإن اعتذار بنكيران هو بمثابة سم في عسل. فلماذا يدلي بنكيران بتصريحات ثم يعود ليتراجع عنها أو يحرفها أو يدعي أنه تم تحريفها عن حقيقتها؟ فما يهم عبد الإله بنكيران هو أن يبعث الرسالة أو الرسائل إلى من يهمه الأمر، ويتلقف الرسالة حتى من لا يهمه الأمر من المواطنين الذين يرى فيهم بنكيران أصواتا انتخابية مثلما يرى سائق الطاكسي في المواطن "بلاصة"، وبعد أن تكون الرسالة قد نفذت إلى مواقعها وأحدثت تأثيرها يعود ليعتذر ويتراجع عن كلامه، ناسيا أن الكلمة لما تخرج من الفم تصبح ملكا للجميع وليس ملكا لصاحبها. وقد أكثر بنكيران من الاعتذارات بمناسبة ومن غير مناسبة وذلك نتيجة كثرة كلامه وكثرة التصريحات التي يدلي بها حتى أصبح نجم الإعلام، وكأني به وهو الذي يزعم أنه قادم من الدعوة الإسلامية لم يقرأ الحديث النبوي الشريف "من كثر كلامه كثر سقطه".