حميد المهدوي الطريقة التي تعامل بها بعض مسؤولي الجرائد الوطنية مع حدث تكريم عميد وقيدوم الصحافة المغربية مصطفى العلوي، المدير المسؤول عن أسبوعية "الأسبوع الصحافي" يوم الخميس الماضي، وقبله مع الصحفي رشيد نيني سواء لدى إعتقاله أو الإفراج عنه، عرت عن حقيقة مرة لطالما حاولت إفتتاحيات وأعمدة تلك الصحف حجبها عن القارئ؛ وهي أن أزمة البلاد تتجاوز المؤسسات الحكومية والأمنية والحزبية لتصل إلى المؤسسات الإعلامية التي يسيرها وُعَّاظ، لا ينتهون من تقديم الدروس للفاعلين السياسيين والأمنين والمدنيين، في وقت هم أولى فيه بتلك الدروس، مصداقا لقول الشاعر: وغيرُ تقيٍّ يأمر الناس بالتُّقى/ طبيب يداوي الناس وهو مريض أي نوع من الحقد هذا، يا آلله !!، الذي يمنع جريدة من تخصيص ولو خبر صغير جدا عن إعتقال أوالإفراج أو تكريم زميل صحافي، في وقت تُخصِّص فيه تلك الجرائد صفحات كاملة لنساء عاريات أو لأخبار مقرصنة، دون أن يجد أصحابها في أنفسهم الجرأة للإشارة إلى "الأسبوع الصحفي" عندما ينقلون عن الأخيرة سبقها الفريد مثلا في نشر خبر رجوع خالد الودغيري إلى المغرب، أوسبقها في نشر خبر سرقة مجوهرات زوجة سفير المغرب في روسيا. "السْبَايْبَيَّة دْيال لَغْنَمْ" (مع إحترامي الشديد لهم) يتفقون على رفع الأثمان أو تخفيضها في السوق، كما يكفي أن يضع لص ما يده في جيب أحدهم حتى تُطوِّقه ضربات زملائه "السبايبية" من جميع الجهات، في وقت نجد فيه بعض مسؤولي الجرائد يقودون لصوص المال العام بمساعدة بعض القضاة إلى جرائد زملائهم للإجهاز عليها وإغلاقها. مصيبة هذه البلاد السعيدة أن كل المؤسسات بها تُسيَّر بمنطق الإقطاعية الخاصة، فلا أحد يضع نفسه في خدمة الآخر قبل نفسه، كما أن العديد من المسؤولين لا يميزون بين الحق العام والحق الخاص، فهل لأن السيد المدير أو المسؤول عن الجريدة يختلف مع الزميلين العلوي أونيني أو يغار من مشوارهما المهني، يحرم المواطن من الإطلاع على أخبارهما!؟ ثم عن أي استقلالية يتحدث الزملاء إذا لم تستقل جرائدهم عن هواجس ونوازع مدرائهم ومسؤوليهم. وربما يلاحظ قارئ "الأسبوع الصحفي" في صفحتي "جريدة الجرائد" وغيرها من الصفحات أننا ننقل عن جميع الجرائد والمواقع الإلكترونية بدون إستتناء، حتى عن تلك التي تُتَّهم بأنها جرائد "مخزنية ومشبوهة"، مع الإشارة لأسمائها متى وجدنا فيها ما يستحق النشر ويفيد القارئ، رغم إختلافنا الشديد مع خط تحريرها جميعا، لسببين بسيطين جدا؛ الأول، هو أننا نعتبر "الخبر" "حقا عموميا" واجب علينا نقله بأمانة للقارئ الكريم؛ ثانيا لأننا نعتبر أنفسنا أصحاب رسالة نبيلة، من العار علينا أن ننتقد المسؤولين الأمنيين والحكوميين والحزبيين في سلوكاتهم وممارساتهم اليومية عبر العناوين والإفتتاحيات والأعمدة الرنانة ثم نأتي بما هو أفظع من تلك الممارسات، حتى لا يحِقَّ فينا قول الشاعر: لا تنهى عن خُلُقٍ وتأتي بمثله/ عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ. الله يهدي ما خلق وصافي !