لم تعد صفائح الحشيش تزحف برًا بحثًا عن منفذ إلى أوروبا، بل بدأت تعوم حتى فوق مياه السواحل المغربية، حيث لفظت سواحل مدينة الداخلة، أمس (الأربعاء) واليوم (الخميس)، 7 أطنان من الحشيش، على شكل صفائح، في حادث يعد الأول من نوعه بالمنطقة. وأفادت مصادر مطلعة، “إيلاف”، أن مياه البحر لفظت، يوم الأربعاء، 5 أطنان، قبل أن تلقي بالطنين الآخرين على الشاطئ صباح أمس، وذلك بالقرب من النقط البحرية “لاساركا”. ومباشرة بعد ذلك انتقلت مصالح الأمن والدرك الملكي إلى عين المكان لحجز الكمية ونقلها، قبل فتح تحقيق في الموضوع. وتشير التقديرات إلى أن المهربين غيروا منافذهم من الشمال إلى الجنوب بعد تشديد المراقبة في موانئ هذه المناطق. وقامت عناصر الدرك الملكي، أخيرًا، بتطوان، بحجز ثلاثة أطنان من القنب الهندي و1.75 كلغ من مخدر الشيرا بدوار ايفرتن بجماعة بني حسان. وعلم الدرك الملكي، أن حجز هذه الكمية جاء على إثر تفتيش منزل غير مأهول. وجرى خلال هذه العملية إيقاف أحد مروجي المخدرات وإحالته على العدالة. وضبطت فرقة مكافحة تهريب المخدرات التابعة للمديرية الجهوية للجمارك بالمنطقة الشمالية-الشرقية، قبل أيام، بميناء الناظور (شمال المملكة) 95 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا كانت على متن سيارة مسجلة بفرنسا. وأوضحت مصالح الجمارك بالناظور أنه جرى إخفاء هذه الكمية من المخدرات، التي وضعت على شكل كبسولات بلغ عددها 9500 وحدة، بشكل محكم داخل أواني تقليدية للطبخ “طواجين” محكمة الإغلاق وضعت على متن عربة يسوقها شخص يحمل الجنسيتين المغربية والفرنسية، كان رفقته مواطن مغربي. وأضاف المصدر ذاته أنه جرى تسليم المتهمين إلى الضابطة القضائية بالناظور للتحقيق معهما. وعالم التهريب في المغرب مليء بالغرائب والعجائب والحيل، لكون أن ممتهني هذا النشاط غير القانوني لا يذخرون جهدًا في ابتكار حيل جديدة وإحداث تقنيات خداع لا يتقبلها عقل، وذلك بهدف تحقيق مبتاغهم ألا وهو إخراج بضاعتم نحو الديار الأوروبية. وكانت آخر الحيل الماكرة تشغيل المتقاعدين من طرف الإسبان كسياح لنقل المخدرات من المغرب إلى الجزيرة الإيبيرية، واستعمال الفوانيس التقليدية كعبوات لتخزين الحشيش من طرف الإيطاليين. إلا أن تشديد عمليات المراقبة وإغلاق جميع المنافذ، جعل شبكات التهريب الدولية تتفنن في ابتكار حيل جهنمية لتسهيل ترويج المخدرات من بلد إلى آخر. ومن هذه الحيل الذكية التي ابتدعها المهربون للهروب من نقاط التفتيش، هي اعتمادهم المسنين والنساء وحتى المعاقين لتسريب بضاعتهم إلى أوروبا، إذ تمكنت مصالح الجمارك والأمن، أخيرًا، من حجز 57 كلغ من مخدر الشيرا كان مدسوسًا في ثلاثة كراسي متحركة. وجاء ضبط هذه الكمية خلال عملية مشتركة لرجال الجمارك والأمن بالمركز الحدودي “باب سبتة”، إذ توصلوا على أثرها إلى اعتقال أربعة أشخاص، اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة (رجل وامرأة)، كانوا يحاولون تهريب المخدرات إلى مدينة سبتةالمحتلة بوساطة الكراسي المتحركة. ويأتي هذا في وقت، ذكر تقرير للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة لمنظمة الأممالمتحدة أن هناك تزايدًا سريعًا لتهريب الكوكايين من أميركا اللاتينية إلى أوروبا عبر غرب القارة الإفريقية ووسطها، مشيرًا إلى أنه يجري تهريب ما بين 200 إلى 300 طن من الكوكايين إلى أوروبا كل عام عبر القارة. وأشار التقرير، الذي أعلن عن إطلاقه أخيرًا بمقر المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في القاهرة، إلا أن متعاطي الكوكايين في إفريقيا يشكلون ما يقرب من 7.6 في المئة من مجموع متعاطيه في العالم، بينما لا يزال مستوى تعاطي الهيروين فيها منخفضًا بنسبة 0.2 في المئة من إجمالي سكان القارة.