عقد مكتب جمعية كرت بهولندا لقاء تعارفيا وتواصليا مع الرياضي الدريوشي أحمد العرباوي، الذي نبغ كلاعب كرة القدم منذ خمسينيات القرن الماضي، إذ سطع اسمه ليس على مستوى مدينته الدريوش، وإنما على صعيد منطقة الريف كلها، وهو يسكن دوما ذاكرة الأجيال الرياضية المحلية المختلفة، التي ألهمها وأثر فيها بعمق. وقد تم تنظيم هذا اللقاء مساء يوم الجمعة 4 فبراير 2011، بمدينة أوتريخت بحضور بعض أعضاء الجمعية، حيث أقيم حفل عشاء احتفاء بهذه الشخصية الكروية المتميزة والمتواضعة، كما قدمت له الجمعية هدية رمزية تكريما لمساره الرياضي، الذي امتد عبر أكثر من نصف قرن من الزمن، كان كله عطاء وحضورا، إضافة إلى أن الأستاذ أحمد العرباوي يعد من الموظفين القلائل الذين أسدوا خدمات عظيمة إلى مدينة الدريوش وغيرها من المراكز الريفية، في مجال البريد والتيليغراف الذي كان يشكل آنذاك آلية أساسية للتواصل داخليا وخارجيا. قدم الأستاذ العرباوي أثناء هذا اللقاء عرضا قيما، حول تاريخ كرة القدم بالدريوش، تطرق فيه إلى البداية التاريخية لهذه الرياضة في عشرينيات القرن الماضي، إذ كان الإسبان يتخذون من الدريوش المقر الرئيس، الذي يديرون من خلاله باقي المراكز الريفية. وقد ظهرت في ذلك العهد بعض الرياضات الجماعية على يد الجنود الإسبانيين، مثل كرة السلة وكرة القدم، التي كانت تمارس في إطار البطولة العسكرية. مما أثر بشكل مباشر على واقع المنطقة، فانخرط الشباب في ممارسة كرة القدم، إما بشكل عشوائي، وإما بشكل منظم في المدرسة، وفي البطولة المدنية، التي كانت تنظم على صعيد منطقة الريف كلها، وذلك في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي. وفيما يتعلق بتجربته الكروية الخاصة، فيذكر بأنه تعلم رياضة كرة القدم في بعض المدارس الإسبانية، كمدرسة “كروبو سكولار خينيرال خواردا” بالدريوش، وذلك منذ عام 1948. والآن عمره 70 عاما، وهذا يعني أن كرة القدم بالدريوش بدأت قبل ذلك التاريخ بكثير، وكان يلعب في فريق يتكون من لاعبين مغاربة ويهود وإسبان. كما أن الملعب الرسمي كان يوجد مكان مقر الجماعة وما يعرف ب “ربعين دار”، وظلت تفد عليه الفرق من مختلف مناطق الريف. ثم إن الأستاذ العرباوي توقف عند بعض المحطات الرياضية المهمة بمدينة الدريوش، كتأسيس فريق الاتحاد الرياضي، الذي شارك في البطولة الوطنية طوال عدة سنوات، ثم ظهور فريق الشباب الرياضي في أواخر الثمانينيات، الذي جاء ليعوض الفراغ الرياضي الذي كانت تعيشه المدينة. كما ألح على مساهمة الجميع في مساعدة هذا الفريق، الذي خطا خطوات مهمة في مسار البطولة الوطنية، ولا ينبغي التراجع عنها، بالإضافة إلى أنه لا يمثل مدينة الدريوش فحسب، وإنما يعتبر الفريق الوحيد الذي يمثل الإقليم كله. في الحقيقة، كان هذا العرض شيقا، تخلله النقاش وطرح الأسئلة حول بعض الجوانب من تاريخ المنطقة، التي أنارها الأستاذ العرباوي بمعلوماته الكثيرة وذكرياته الجميلة، التي ينبغي أن تدون وتسجل، حتى تستفيد منها الأجيال الصاعدة، فتطّلع بذلك على تاريخها المنسي. http://www.youtube.com/watch?v=npGcMkbgjjE