بعد إعلان شركة مايكروسوفت رغبتها فى ضم ياهو إلى كنفها بدأت حرب ضارية بينها وبين جوجل التي ظهرت بخطط للعب دور المدمر للعملية حيث اتخذت موقفاً ضد الصفقة، مؤكدة في بيان لها أن العرض العدائي الذي اقترحته مايكروسوفت يمكن أن يشكل مخاطر على المنافسة. وفي السر قطعت جوجل، التي تنظر الى الصفقة المحتملة باعتبارها هجوماً مباشراً، شوطاً أبعد عندما قام رئيسها التنفيذي إريك شميدت بإجراء اتصال هاتفي برئيس ياهو جيري يانج عارضاً مساعدة الشركة في إبعاد مايكروسوفت، ربما بصيغة شراكة بين الشركتين وفقا لما قاله مطلعون على المكالمة. كما بدأت جماعات الضغط التابعة لجوجل في واشنطن التخطيط لكيفية رفع قضية ضد عملية الشراء الى المشرعين، ويمكن لجوجل أن تستفيد عبر إطالة أمد المراجعة القانونية إلى ما بعد تولي الرئيس المقبل منصبه، كما أن عدداً من مديري جوجل قاموا باتصالات خلال عطلة نهاية الأسبوع مع حلفاء لهم في شركات مثل تايم وارنر، لمعرفة ما إذا كانوا يعتزمون متابعة عرض منافس وكيف يمكنهم المساعدة. وقال ديفيد درموند نائب رئيس جوجل والمسؤول عن القضايا القضائية في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط : “هل يمكن أن تحاول مايكروسوفت الآن أن تمارس نفس التصرف غير الصحيح والنفوذ غير الشرعي على الانترنت مثلما قامت به مع الكومبيوتر الشخصي؟”. وقد أثار عرض شركة مايكروسوفت شراء محرك البحث ياهو العديد من ردود الفعل المتناقضة، ففي الوقت الذي رأى فيه فريق من الخبراء أن ذلك يعد نصراً للأولى ويخدم المستخدمين، ذهب الفريق الأخر إلى أن عقد هذه الصفقة سوف يضع مايكروسوفت مرة أخرى على طريق الاحتكار التي مازالت الشركة تعاني منه إلى الآن. والمديرون التنفيذيون في شركات منافسة أقل تفاؤلاً بشأن استراتيجية تقسيم ياهو، وقال مدير في شركة إعلامية كبرى إنه ما من أحد يمكن أن يحصل على سعر يبلغ 44 مليار دولار حتى إذا انقسم إلي عشرة أقسام. وأصدرت محكمة محلية في واشنطن خلال عام 2001 قرارا حكمت فيه بقيام مايكروسوفت بخرق متكرر للقانون من خلال خنق التهديد لاحتكارها الذي فرضته نيتسكيب التي تقوم بجعل التصفح على الويب مألوفاً، وجاءت هذه الدعوى القضائية خلال حكم كلينتون وتم البت فيها في فترة إدارة بوش لكن نتيجة ذلك كانت قرارا بالموافقة يمتد حتى عام 2009 وتراقب محكمة فيدرالية مع ثلاثة خبراء سلوك مايكروسوفت. وفي عام 2006 على سبيل المثال وبعد أن اشتكت غوغل لوزارة العدل والمفوضية الأوروبية من أن مايكروسوفت تجعل محرك البحث الخاص بها MSN هو الذي يظهر في نسختها الأخيرة من برنامج تصفح الويب، وعلى ضوء ذلك كيفت مايكروسوفت البرنامج بحيث يستطيع المستهلكون أن يتحولوا بسهولة إلى جوجل أو ياهو. وفي بيان جاء على لسان جوجل يوم الأحد الماضي ذكرت هذه الشركة أن احتمال شراء ياهو من قبل مايكروسوفت قادر على تهديد المنافسة المطلوبة ولذلك فمن المفروض أن يتفحص صناع السياسات هذه الإمكانية. وتهدف مايكروسوفت من شراء ياهو إلى السيطرة على سوق الإعلانات على الإنترنت وذلك فى ظل منافسة شرسة مع نظيرتها جوجل التي تأتي فى المرتبة الأولي على مستوى العالم في هذا المجال. وقدمت مايكروسوفت عرضًا أحاديًا لشراء مجموعة “ياهو”، الثانية عالمياً في الإعلان على الإنترنت، بقيمة 44.6 بليون دولار. ورأى المحللون أن مايكروسوفت التي تجني أكثر من 80% من عائداتها من مبيعات البرمجيات، تسعى الى تنويع نشاطاتها، لأنها مهددة من ظهور البرمجيات المجانية على الإنترنت، كتلك التي أطلقتها جوجل نفسها في الأشهر الأخيرة. ومن جانبها، أعلنت شركة ياهو على الإنترنت أن مجلس إدارتها سيدرس هذا العرض على ضوء خططها الإستراتيجية، وستختار أفضل مسار لتعظيم القيمة الاستثمارية بالأجل الطويل. وتسيطر مجموعة بيل جيتس على عالم الكمبيوترات الصغيرة من خلال برمجياتها، غير أنها ضئيلة في مجال الإعلان على الإنترنت. وبررت مايكروسوفت عرضها بأن هذه السوق “تشهد نمواً سريعاً وسترتفع من 40 بليون دولار في 2007 الى 80 مليار عام 2010. واندماج العملاقين الإلكترونيَّين يثير القلق حول مستقبل المنافسة وهو ما دفع بشيوخ أميركا إلى تشكيل لجنة قضائية في الكونجرس الأميركي لدرس العرض الذي تقدمت به مايكروسوفت وتأثيره على المنافسة. وأوضح نائبان في مجلس الشيوخ أن عرض مايكروسوفت لشراء ياهو من أكبر عمليات الدمج في قطاع التكنولوجيا ويطرح مشاكل كبيرة لعملية المنافسة على الإنترنت. وتنوي اللجنة استدعاء خبراء في المنافسة سيدرسون تأثير عملية الدمج بين مايكروسوفت وياهو. ويرى محللون أن هيئة مراقبة المنافسة ستدرس تفاصيل هذه الصفقة لكنها ستوافق عليها في النهاية لأن مايكروسوفت وياهو معاً ستبقيان أصغر من جوجل في سوق الإعلانات الإلكترونية. واعربت مايكروسوفت الجمعة عن املها في ان تنجز عملية الشراء بحلول الفصل الثالث من العام 2008. وكانت ياهو قد أعلنت في وقت سابق أن سوق الإعلان على الانترنت ينمو بسرعة كبيرة ومن المتوقع أن يصل حجمه إلى نحو 80 مليار دولار بحلول عام 2010 من نحو 40 مليار دولار عام 2007. وقال ستيف بالمر الرئيس التنفيذى لمايكروسوف فى بيان “نحن نكن احتراما عظيما لياهو ويمكننا معاً أن نعرض مجموعة من الحلول ذات الاهمية المتزايدة للمستهلكين والناشرين والمعلنين وفى الوقت نفسه نصبح فى وضع أفضل للمنافسة فى سوق خدمات الانترنت”.