يعيش المواطنون القاطنون بتجزئة الشعبي بحي المطار بالناظور ما وصفه بعضهم بكابوس الفساد والمخدرات والخمور التي أصبح الحي المذكور مرتعا لها بشكل لافت، بعدما صارت بعض الشقق تستقبل زبناء المتعة الحرام، وخصوصا يومي الجمعة والسبت لتزامنهما مع عطلة نهاية الأسبوع، التي يخصصها هؤلاء لإحياء سهرات، مع ما يرافق ذلك من صخب وضجيج وميوعة في الشارع العام، أمام أنظار ساكنة الحي رجالا ونساء وأطفالا حتى في أوقات متأخرة من الليل، وذلك أمام الغياب التام للسلطات الأمنية بالرغم من الشكايات والعرائض التي رفعتها جمعيات الأحياء وعامة المواطنين للسلطات في الإقليم حصلت ‘التجديد' على نسخ منها. ويستغل هؤلاء فترة الفراغ الأمني بسبب ما يمر به الحي المذكور من فترة انتقالية من المجال القروي إلى المجال الحضري. ومن جهته، أفاد مسؤول أمني ل'التجديد' بأن المنطقة تابعة للدرك الملكي، وأن التفويت لم يفعل بعد إثر انضمام المنطقة المذكورة إلى المدار الحضري في إطار التقسيم الترابي الجديد. وبالرغم من ذلك يضيف ‘نقوم بين الفينة والأخرى بحملات أمنية وتتكلف دوريات أمنية بتمشيط المنطقة'. واعدا في تصريح ل'التجديد' ‘بأن الحملات ستكون مكثفة، استجابة لمطالب السكان في انتظار إنشاء المقر الرئيسي للمنطقة الأمنية بالحي المذكور بمواصفات حديثة ومتطورة'، محاولة التخفيف من حدة مظاهر انحرافية، أقرها السكان واستحسنوها في الوقت الذي اعتبروها غير كافية بالمقارنة مع شساعة الحي السكني، وتجدر الفساد والإجرام الذي أرق عددا كبيرا من المجموعات السكنية.وفي ظل محدودية التواجد الأمني في دائرة تابعة فعليا إلى الدرك الملكي، وخوفا من تفاقم الأوضاع، فضل العديد من الآباء بيع شققهم في الحي والانتقال إلى أحياء أخرى، وقال عبد الصمد، فاعل جمعوي وقاطن بالتجزئة، ‘لست مستعدا لأن أدع طفلتي تترعرع في مثل هذا الوسط، في وقت أصبح فيه المبحوث عنهم وأصحاب السوابق يشهرون سيوفهم أمام العلن بما يشبه استعراض القوة، والعاهرات يتميعن في الشارع العام.. إنها مصيبة حقيقية تلك التي ابتلينا بها'، ويقاطعه جاره بصوت غاضب: ‘تعبنا من الشكايات دون جدوى ووكيل الملك مطالب بحل مشاكلنا.. نحن حيارى.. فإذا اتصلنا بالشرطة يؤكدون بأن الحي لا يدخل ضمن اختصاصهم الترابي. الشيء نفسه يؤكد الدرك، أما مدير ديوان العامل محمد شامخة فإن وعوده بتوفير الأمن لم تتحقق أي واحدة منها... ماذا عسانا نفعل أمام كل هذا، هل نتسلح نحن أيضا بالسيوف، لنواجه بأنفسنا هؤلاء المجرمين الذين صيروا الحي ماخورا مفتوحا، وأصبحت الأزبال المتكونة أساسا من قناني الخمر الفارغة وبقايا المخدرات التي يخلفونها وراءهم تملأ كل مكان، ونحن من يقوم بجمعها ...' وقد عاينت ‘التجديد' الأزبال التي خلفها المنحرفون والمنتشرة تحت السلالم ووسط الحديقة التي أكد أحد الجمعويين أنهم هم من قام بغرس الأشجار المتواجدة فيها، وهم من يسهر على الاعتناء بها. ووسط التجزئة الواسعة براريك منتشرة يعتبرها السكان مصدرا لكل الويلات والمشاكل التي يتخبطون فيها، يقول حسن إطار بنكي في حديثه ل'التجديد' ‘هذه البراريك تزود زبناء الشقق المفروشة بكل المعلومات والمواد المخدرة والكحول بل بعضهم يعمل وسيطا لهم حيث يتكفل بجلب بنات الليل بالإضافة إلى وضيفتهم الأساسية وهي الحراسة ليلا، والعمل في أوراش التجزئة نهارا، وتغطية كل صغيرة وكبيرة فيه، وإبلاغها إلى المشرفين على تنظيم الليالي الحمراء.