فيصل دومكسا / 21-05-2012 بروكسيل في الزيارة الرسمية التي قام بها المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير السيد المصطفى الكثيري لكل من المملكتين البلجيكية والهولندية للمشاركة في إحياء الذكرى 72 سنة لمعارك جومبلوا المشهورة ببلجيكا التي راح ضحيتها الالف من المغاربة الذين شاركوا جنبا لجنب للجيش الفرنسي بظهير شريف من طرف المغفور له الملك محمد الخامس في فترة الحماية الفرنسية انذاك. وقد قام السيد المندوب السامي بعدة أنشطة دبلوماسية وتواصلية منها محاولة ابرام اتفاقيات من اجل تبادل الارشيف الخاص بقدماء المحاربين و ضحايا الحرب في نطاق الذاكرة المشتركة المغربية الاوروبية. من بين البرامج الرسمية للسيد المصطفى الكثيري لبلجيكا التواصل مع الجالية المغربية المقيمة عبر ثلاث المدن منها لياج و أونفيرس و العاصمة بروكسيل يوم الجمعة الماضي مايو 2012 بمقر القنصلية العامة وقد حضر عدد مهم من رؤساء الجمعيات المغربية وشخصيات من المؤسسات البلجيكية من اصول مغربية وشباب من ابناء الجالية ومهتمين بتاريخ قدماء المحاربين . وفي كلمة للمندوب السامي أن من أهداف التواصل كان من أجل الاطلاع على كل القضايا ذات الاهتمام المشترك . وقال كذالك أن الوطن اتخذ سياسة جديدة التعبئة المستمرة من أجل مصالح الجالية والوطن حسب موقعهم سواء خارج أو داخل الوطن ودالك عبر القيم الاساسية في الهوية المغربية وأهميتها في الذاكرة التاريخية في البعد الوطني والدولي في ما باث يعرف بالذاكرة المشتركة كمفخرة للمغاربة في تاريخ دول الاقامة بأوروبا . وركز السيد المندوب السامي عن أهمية القيم الوطنية في الهوية المغربية بحيث أن القيم هي التي تميز الشعوب عامة في ما بينها والشعب المغربي خاصة بقيمه ما يميزه عن باقي الشعوب. و قام السيد المندوب بجولة تاريخية عبر محطات هامة في تاريخ المغرب البطولية بدأ بمعركة اسلي المعاهدات التي فرضت على المغرب من طرف الاستعمار في عهد السلطان عبد الرحمان . وبعدها تقسيم المغرب الي ثلاث نفوذ تحت ظل الحماية بين الاسبان شمال وجنوب المغرب في الصحراء المغربية والفرنسيين وسط المغرب والمنطقة طنجة كان تحت الحماية الدولية لإضعاف المغرب ما يثبت أن المغرب لم يستعمر بل كان دولة ذات سيادة على أراضيه غير أن الحماية تزامنت في فترة الشتات الداخلي . وتطرق كذالك الى فترة المقاومة البطولية في منطقة الريف في عهد عبد الكريم الخطابي . وتطرق كذالك السيد المصطفى الكثيري حول ندوات تنظمها المندوبية السامية حول بعض المعارك التي يعتبرها العالم كمرجعية ثقافية وتاريخية وأعطى مثال بمعركة أنوال ما بين فترة 1921-1926 م. ونبه بأهمية الندوات الدولية عن تاريخ المقاومة بالمغرب ابان فترة الحماية بحيث أعطت اكلها مثل هذه الانشطة الى درجة حصول المغرب على اتفاقية مع الفيتنام والتقدير والاحترام الكبير للمغاربة لما دونه التاريخ عنهم في المشاركة مع المقاومة في الفيتنام. وقال أن وفدا فيتناميا سيزور المغرب في الشهر يوليو 2012 تحت عنوان “نظرة الواحد للآخر”. وتحدث كذالك في مداخلاته عن الذاكرة التاريخية ودور الجالية المغربية المعنوي والمادي وجدوى الحفاظ على الذاكرة المغربية والمشتركة وأضاف أن هذا الرصيد يتوجب استثماره وتوظيفه في كل المجالات الاعمال ومشاريع من اجل اعطاءه قيمة مظافة والتي يطلع فيها المغرب لبناء مجتمع منفتح من الجيل الجديد من الشباب كرهان من أل المستقبل من الجالية وابناء الوطن . وقال في تدخل هام أن التاريخ المغربي مازال لم يدون كاملا بعد وبحاجة الى الابحاث والوثائق لائتمام هذا الورش الكبير الذي يهم جميع الاجيال على التوالي. وفي مشاريع المندوبية قال السيد المندوب السامي بأنه قد خصت ميزانية كبيرة من أجل الافلام الوثائقية والسينمائية التي تكلفتها الاجمالية عشرة ملاين سنتيم و في مشروع اخر المتعلق بتوثيق الوثائق في الارشيف الفرنسي عبر الاتفاقية حصول المندوبية على عشرون مليون وثيقة وتم استنساخ ما يقرب مليوني وثيقة. وفي نفس الاطار استنساخ الوثائق مستقبلا مع كل من اسبانيا وبلجيكا وهولندا وكذلك روسيا. و ستوقع عدة اتفاقيات دبلوماسية مع 18 دولة عبر العالم . لتصبح المواقع والمقابر لضحايا الحرب المغاربة بهذه الدول معروفة . وحسب البرنامج المستقبلي بإحياء ذكرى الضحايا سنويا في باقي البلدان كما هو الشأن ببلجيكا بمقبرة شاستر ومنطقة جومبلوا. بفضل المجهودات التي قامة بها جمعية قدماء المحاربين وضحايا الحرب براسة السيد احمد القروطي الذي كافح من اجل اعتراف فرنسا بضحايا المغاربة ورفع العلم المغربي سنة الفين ليرفرف عاليا فداء لأرواح الضحايا .لتحتفل الجمعية بالذكرى عشرين سنة من نشأتها.