يدرس نصف تلاميذ مدرسة المركز الفلاحي121 المستوى الثاني، تحت العراء في ظروف قاسية تصعب فيها مواصلة الدراسة بشكل طبيعي، منذ فصل الخريف الماضي، إلى حد كتابة هذه السطور حوالي 5 أشهر ، بعدما عرفت المنطقة أخيرا تساقطات مطرية غزيرة أحدثت شقوقا في أماكن مختلفة من سقف المدرسة حتى أصبحت غير صالحة للدراسة وأصبحت مهددة بالانهيار في أية لحظة. هؤلاء التلاميذ يدرسون تحت أشعة الشمس المحرقة، إذا كان الجو صحوا، وفي بعض الأحيان يضطرون إلى ترك مقاعدهم ليستظلوا تحت ظلال الأشجار المجاورة أو وراء الجدران. وهذا أدى إلى ظهور حالات مرضية في صفوف التلاميذ بفعل حرارة الشمس كمرض الصداع والزكام وغيرها، يقول بلال شربان (8 سنوات) : "أشكو من صداع شديد في رأسي، وقد خف عني الألم بعد أن تناولت الأدوية، والآن أجلسني المعلم بطلب من أبي تحت ظل شجرة التين"، كما تغيب تلميذ آخر بسبب المرض، وينقطع التلاميذ عن الدراسة في حالة هبوب الرياح أو نزول الأمطار." ورغم مرور أكثر من خمسة أشهر مايزال التلاميذ والمعلمون عرضة للإهمال والضياع ولم يحرك المسؤولون ساكنا. يقول أحد المربين فضل عدم ذكر اسمه: "وجهنا نداءات لجميع الجهات المسؤولة، وحضروا إلى عين المكان، وراسلنا نيابة التربية الوطنية عدة مرات، إلا أن دار لقمان ما زالت على حالها". وقد خلفت حالة هذه المؤسسة استياء لدى ساكنة المنطقة عموما وآباء التلاميذ خصوصا. إذ لم تنفذ القرارات المتخذة في شأن الإصلاحات الواجب القيام بها في هذه المؤسسة، خاصة أن الوضع يستدعي ما يستدعيه من الحزم والمبادرة في اتخاذ الإجراءات اللازمة. يشار إلى أن الحجرة الدراسية المهددة بالانهيار هي بمثابة إعارة من المركز الفلاحي 121 / سلوان إلى نيابة وزارة التربية الوطنية والشباب في انتظارتنفيذ الوعود المقدمة من قبل هذه الأخيرة إلى جمعية الآباء، وهي إحداث قسمين جديدين في هذه المدرسة وإصلاح الأقسام المتردية فيها. يذكر أن جمعية آباء وأولياء التلاميذ لمجموعة مدارس الإمام الطبري سبق أن تقدمت بشكاية، حصلت التجديد على نسخة منها، إلى مندوب وزارة التربية الوطنية والشباب بالناضور بتاريخ 16/12/2003 تشرح فيها الوضعية المزرية التي آلت إليها مدرسة المركز الفلاحي ,121 ومن ضمن هذه المشاكل أن منزلا شاغرا يتواجد داخل المدرسة أحدثته نيابة التعليم منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات لم يستغل بعد، وقد تعرض للنهب والتخريب كباقي الأقسام الأخرى أكثر من مرة، وطالبت جمعية الآباء حسب الشكاية بإسناده إلى حارس يسهر على صيانة المؤسسة. يشار إلى أن المدرسة المذكورة تتواجد داخل تراب جماعة سلوان، ولا تبعد عن إعدادية سلوان الجديدة إلا بحوالي خمس كيلومترات، وبما أنها تابعة لمجموعة مدارس الإمام الطبري، المتواجدة داخل تراب جماعة بوعرك، فإن تلاميذها يلتحقون بعد إتمامهم المستوى السادس بإعدادية تاويمة المتواجدة داخل تراب جماعة بوعرك، والتي تبعد بحوالي 10 كلم، وهذا حتما سيشكل خطرا كبيرا على أمن وسلامة التلاميذ، خاصة وأن المنطقة المذكورة محفوفة بالمخاطرعلى مدار السنة. محمد الدرقاوي