أكد الدكتور محمد جميل مبارك أن بعض الناس من البسطاء يدركون حسن التدين دون حاجة إلى إدراك معانيه الفلسفية العميقة ، مشيرا أن مصطلح حسن تفيد الابتهاج والإقبال على ما يبهج النفس ويجعل الطبع السليم يقبل عليه، وهو أمر يظهر في حد ذاته أن الإسلام دين الفطرة متاح لجميع الأفهام، مع أن حسن التدين له عناصر وجب توفرها لتحقيقه على أرض الواقع ، ومنها فهم شرائع الدين وحسن التنزيل، واكتمالها في حياة المسلم، وتحقيق التوازن بين هذه العناصر . وأشار جميل مبارك في ندوة نظمتها جمعية الحافظ بن عبد البر للتعريف بالتراث الإسلامي بمراكش يومي 28/29 يونيو 2008 حول حسن التدين والوسطية أن تفاوت حسن التدين يأتي من تفاوت حسن الفهم، كما أن تقديم ما هو حق شخصي على ما هو حق عام ،والاشتغال بالمندوبات مقابل الفرائض والتعامل بالربا هو ضد لحسن التدين. وأوضح أن التدين المطلوب الاتصاف به ينبني على عدد من الآيات الكريمة وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة... ، وإذا أنفقوا لم يسرفوا... ، وإذا نودي للصلاة من يوم الجمعة... لأن القرآن هو أصل التوازن في توازنه بين المقابلات والمتقابلات مثل الترغيب والترهيب والدنيا والآخرة.وضرب مثالا على وقفة سلمان وأبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا ..... إن لربك عليك حقا... فاقره النبي صلى الله عليه وسلم. وتساءل المحاضر ما المطلوب فعله لتحقيق هذه العناصر، مجيبا أن ذلك يقتضي تعليم الأجيال أهمية حسن التدين وتجنبهم عوامل النبل من تحسين التدين بالتعليم، والتربية، ومزج هذا التعليم بالتربية، وتربية الأجيال على معاني حسن التدين ثم ذكر خطوطها وامتداداتها: خط التربية، خط العقيدة، خط الصحة، خط الجمالية، لان الذي يفتقر إلى حسن التدين لا يمكن أن يزرعه، كما أن شروط التدين عند البسطاء هي نفسها الموضوعة للنخبة لان البسطاء يطيقونها دون أن يدركونها فلسفيا، ولا يمكن فصل الحديث عن تدين الفرد عن تدين المجتمع، إذا كان سوء التدين مفلسفا ومقصودا فهذا يحتاج إلى جهود مضاعفة. من جانبه قال الدكتور حسن العلمي في محاضرة حول ضوابط فقه التدين فهما وتنزيلا إن أزمة المسلمين تاريخيا لم تكن لتحدث إلا عبر الاهتمام بالمظاهر مع خواء الأفئدة، والإغراق في الجزئيات التي اختلف فيها العلماء. وأشار أن هناك ضوابط يجب الوقوف عليها منها التأهيل قبل التنظيم، و الوقوف عن تأويل المتشابهات.، وفقه دلالة النص، مع فقه لغة العرب، مشيرا أن يجب التمسك بالمنهج الوسط: مصادقا لقوله تعالى ما جعل عليكم في الدين من حرج..، مع مراعاة التدرج والمرحلية، مشيرا أن القائمين على مدارس الدعوة هم الأولى بان يوجه إليهم هذا الكلام الذي يتحدث عن حسن التدين. وأشار أنه يجب أن يحث على تقدير العلماء وأهل الخير بدل النيل منهم، مع العمل على تثبيت مفهوم التأصيل ولا يعني ذلك جمع عدد من النصوص من هنا وهناك ولكن هو تنزيل النصوص على الواقعة ويتم بفهم النصوص وفهم الواقع ثم حسن التنزيل.