شدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، على أن الصمود والصبر جعل لبنان تقف على أرض صلبة لمواصلة عملية تحرير الأسرى ، مشيداً في الوقت ذاته بصمود الأسرى وخاصة سمير القنطار. وأشار نصر الله، إلى أن المفاوضات الشاقة كان لها عدة عوامل مساعدة، لنجاح الصفقة، ومنها عجز الاحتلال عن استعادة الجنديين الأسيرين دون تفاوض، وعجزه الأمني والإستخباري، إلى جانب خشيته من أن إعلان فشله سيؤدي لأسر المقاومة جنود آخرين. وفاجأ نصر الله، الحضور بظهور علني للمرة الثانية بعد حرب حزيران، وعانق الأسرى المحررين، وألقى كلمة بثت عبر شاشة ضخمة أمام مئات آلاف اللبنانيين وسط تصفيق وترحيب كبيرين بنصر الله والمحررين. واعتبر نصر الله، أن سر عملية اسر الجنديين الإسرائيليين عام 2006 كان من اجل تحرير الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم سمير القنطار، داعياً في الوقت ذاته إلى جعل قضية الأسرى الفلسطينيين قضية حية للإفراج عنهم. من جهته، قال المحرر سمير القنطار إن زمن الهزائم قد ولى، ونقل تحيات الأسرى الفلسطينيين ودعوتهم للمتخاصمين بالحوار والتوحد، مضيفاً انه لم يأت من فلسطين إلا ليعود إليها . وعصر اليوم، وصل موكب الأسرى الخمسة المحررين إلى الجانب اللبناني من رأس الناقورة، وارتدوا البزة العسكرية، ومن ثم أقلتهم طائرة إلى مطار بيروت الدولي، وأقيم لهم حفل استقبال رسمي في المطار بحضور الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وعدد من الوزراء ورجال الدين. وكان رئيس دولة الاحتلال شمعون بيريس، قال: إن إسرائيل تحني رأسها حزنا على عودة الجنديين الأسيرين في توابيت. وغطت شوارع البلدات والقرى في شتى أنحاء جنوب لبنان أعلام حزب الله بلونها الأصفر وكذلك على طول الطريق السريع الساحلي من قرية الناقورة الحدودية إلى بيروت. وبدأت صباح اليوم صفقة التبادل، بتسليم جثتي جنديين أسرهما حزب الله قبل عامين، وهو ما شكل صدمة للجمهور الإسرائيلي بعد أن اكتشف أنهما أموات، ثم تم تسليم الأسرى اللبنانيين ورفات 160 مقاتلاً عربياً ولبنانياً، عبر الصليب الأحمر الذي رعى كل الخطوات. ووصفت حركة حماس الصفقة بالانتصار الكبير للمقاومة ولحزب الله, واعتبرت أن الطريق الناجعة لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال هي بأسر جنود إسرائيليين. وحملت حماس، حكومة الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية عن تأخير تنفيذ صفقة الجندي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط . في حين وصفتها الجهاد الإسلامي بالمشرفة، داعية المقاومة الفلسطينية لمحاكاة تجربة لبنان التي طوت صفحة الأسرى اللبنانيين، فيما باركت لجان المقاومة الشعبية الصفقة، وأكدت أنها إذلالاً لإسرائيل.