هيمن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، على مداخلات اليوم الأول في أشغال الجامعة الشتوية للقيادات الطلابية، التي تنظمها منظمة التجديد الطلابي بشراكة مع حركة التوحيد والإصلاح. وقال محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن قضية فلسطين يجب أن تظل قضية مركزية في اهتمام أبناء الأمة وشبابها، بالعمل على أن تبقى حيّة في ذاكرة أبناء الأمة، بما هي قضية استعمار واحتلال، لابد أن ينتهي إلى زوال نهائي تتحرر بموجبه فلسطين بكامل ترابها. وأكد الحمداوي أنه مهما كان الدمار وقوة الجيش الصهيوني، فإن إرادة المقاومة يجب أن تكون الأقوى، لأن معركة المسلمين مع الصهاينة هي معركة وجود لا معركة حدود، وأن الهمجية الصهيونية يجب توثيقها جيدا، حتى تبقى راسخة في النفوس والذاكرة، وأن نورثها للأجيال دائما، في مسيرة التحرير الشاملة.من جهته، توقف مصطفى الفرجاني رئيس منظمة التجديد الطلابي، في كلمته الافتتاحية، حول العدوان على غزة الذي استمر لـ 22 يوما، مشيرا إلى الصمود الكبير الذي سجلته المقاومة إلى اليوم ضد آلة العدوان، وقال الفرجاني إن الصمود هو في حدّ ذاته نصر، مبرزا أن صمود المقاومة يؤكد الحاجة إلى استخلاص الدروس منها، عبر ترسيخ وعي وثقافة المقاومة في النفوس، حتى لا يكون التضامن والتعاطف لحظة عابرة في الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب. هذا، وتميّزت الجامعة الشتوية التي انعقدت تحت اسم دورة الإصلاح، وبشعار ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، بجلسة خصصت لمدارسة منهج حركة التوحيد والإصلاح وتحدياته، وتوقف رئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي، في هذا السياق، بمداخلة الرسالية في منهج الحركة، أكد فيها أن رسالة الحركة التي تنبني على رؤية تهدف إلى بلورة عمل إسلامي تجديدي لإقامة الدين وإصلاح المجتمع، مؤكدا أن مثل هذا الهدف يستدعي فهم واستيعاب وضع الأمة الإسلامية اليوم، وفي أي مرحلة حضارية هي اليوم. وشدد على أن هذه الأمة تختزن طاقة جبارة للبعث والتجديد والإحياء وبناء نهضة حضارية جديدة. وقال الحمداوي إن بناء نهضة حضارية جديدة يستدعي العمل من أجل بناء مشروع مجتمعي يسهم في الإقلاع الحضاري، وأكد في هذا السياق أن كل مشروع مجتمعي لا بد له من ثلاثة ركائز: فعل دعوي وتربوي، وفعل جمعوي أهلي، وآخر سياسي وحزبي، وهو ما عملت الحركة على بنائه وتحقيقه. وأوضح رئيس الحركة أن فهم المشروع يقتضي روحا تدافعية، والتركيز على الميزة التنافسية. من جهة أخرى، قال امحمد طلابي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، إنه لا نهضة شاملة بدون صفوة عالمة وشبيبة عاملة، وأكد طلابي أن الشباب هو جزء من السنن التي تصنع الحضارة، خاصة منه الشباب العالم العامل.وذكر المتحدث أن بناء نهضة تتم في إطار التدافع الحضاري الذي هو سنة من سنن التاريخ، وأكد أن التدافع هو إما تعاوني وثاني تناحري، وآخر انتحاري. مشيرا إلى خبرة الحضارة الغربية التي أكد أنها قائمة على فلسفة الصدام والصراع. وحول وضع الأمة اليوم، قال طلابي إنها اتخذت مسارا جديدا هو مسار الانتصارات التي حققها الجيل الثاني من أبناء الأمة، بعد هزائم وانكسارات الجيل الأول. وسجّل في هذا الصدد أنه وقع انتقال داخل تيار المقاومة من التيار الاشتراكي والماركسي إلى التيار الإسلامي وأبرزه اليوم في أرض المعركة حماس والجهاد الإسلامي.