أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الشديد من ظهور فيروس جديد من إنفلونزا الخنازير قادر على الانتقال بين البشر في الولاياتالمتحدةوالمكسيك، فقد تأكد موت عشرين شخصا في المكسيك بأنفلونزا الخنازير من أصل 81 ترجح وفاتهم بهذا الفيروس، ووضع 1324 مريضا تحت المراقبة الطبية بالبلد نفسه، كما تأكد اكتشاف إصابتين جديدتين في كنساس بالولاياتالمتحدةالأمريكية بعد 8 حالات رصدت في ولايتي كاليفورنيا وتكساس، والاشتباه في إصابة 75 طالبا في نيويورك بدت عليهم أعراض للأنفلونزا. وفي السياق ذاتهح أدخل مضيف جوي بإنجلترا، عائد من مكسيكو المستشفى لإصابته بأعراض انفلونزا. وفي بوغوتا أجريت فحوص طبية لخمسة مسافرين قادمين من المكسيك بدت عليهم عوارض المرض. وفي سياق متصل، تحدثت المنظمة ذاتها، عن احتمال انتشار وبائي لهذا المرض. حيث حذرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان في مؤتمر صحافي من مقر المنظمة في جنيف حسب وكالات أنباء عالمية ـ من أن هذا الفيروس الجديد من إنفلونزا الخنازير الذي أطلق عليه ايه/اتش1ان,1 والذي ينتقل إلى الإنسان قادر بوضوح على التحول إلى وباء، واصفة الوضع بـالخطير والطارىء، وأنه يتطور بسرعة، كما دعت خبيرة الأوبئة تشان الدول التي لم ينتقل إليها الفيروس حتى الآن إلى أن تزيد يقظتها. ومن جهته، أوضح الناطق باسم منظمة الصحة العالمية توماس أبراهام لوكالة فرانس برس أن العنصر الأكثر إثارة للقلق هو انتقال الفيروس من بشر إلى آخر، مضيفا أنه تحول إلى تركيبة جينية لم ترصد من قبل. ولفت مسؤول مراكز المراقبة والوقاية من الأمراض في الولاياتالمتحدة ديفيد ديغل أنها المرة الأولى التي نرى فيها مركبا من فيروس أنفلونزا الطيور، واثنين من أنفلونزا الخنازير، وواحدا بشريا. وبالإضافة إلى هذه التركيبة، يطال المرض شريحة عمرية غير معهودة، وهي شريحة الشبان الأصحاء، مما يثير المخاوف من انتشار وبائي خطير، يذكر بما حدث عند بدء أنفلونزا الطيور. ويعتبر الخبراء الخنازير بؤرا مثالية لظهور فيروسات جديدة فتاكة للإنسان، حيث تشكل وعاء لدمج مكونات من أنفلونزا الخنازير والطيور معا. وأفادت المنظمة أن تلك الحيوانات تتسبب في ظهور أنواع جديدة من الفيروسات التي كانت وراء انتشار اثنين من أوبئة الأنفلونزا في القرن العشرين. وذكر خبير فرنسي أن المرض ينتقل عرضا إلى الإنسان، وعموما إلى أشخاص على اتصال مع هذه الحيوانات. مضيفا أنه يوجد لقاح للخنازير، بينما لا يوجد لقاح للإنسان ضد هذا المرض، وأعلنت السلطات المكسيكية، نقلا عن منظمة الصحة العالمية، أن اللقاح ما زال يتطابق مع نسخة سابقة للفيروس تجعله أقل فعالية. لكن إنتاج اللقاح أمر ممكن في حال تم تحديد الفيروس، لكنه يتطلب بعض الوقت كما قالت منظمة الصحة العالمية. مضيفا أن اللقاح ضد الأنفلونزا البشرية الموسمية لا يحمي من أنفلونزا الخنازير.