عبر العديد من الفلاحين بمنطقة دكالة عن استنكارهم لإقدام بعض مالكي وأرباب آلات الحصاد على رفع تسعيرة الحصاد وتصفيف التبن مع بداية انطلاق موسم الحصاد، وأكدوا في تصريحات متفرقة لـالتجديد أن تسعيرة هذا الموسم تعرف ارتباكا كبيرا وتختلف من صاحب آلة حصاد لآخر، مشيرين أنها وصلت في بعض المناطق إلى 400 درهم للهكتار الواحد ودرهمين إلى درهمين ونصف بالنسبة لتصفيف التبن، وفي السياق ذاته، أضاف المشتكون أن التسعيرة كانت تتراوح السنة الفارطة بين 200 و250 درهما للهكتار الواحد بالنسبة للحصاد، ودرهم ونصف لتصفيف التبن، وقال الفلاحون إن هناك من اضطر لقبول المبالغ المقترحة من طرف مالكي آلات الحصاد نظرا لتخوفهم من تأخر آلات الحصاد في الوصول إلى مناطقهم، سيما وأن أغلب الآلات التي تشتغل بمنطقة دكالة تأتي من مناطق عبدة والشاوية والتي تعرف موسما فلاحيا جيدا هذه السنة. ومن جهتهم، أكد أصحاب آلات الحصاد بمنطقة سيدي اسماعيل وسيدي بنور وأولاد افرج لـالتجديد عدم توحيد التسعيرة بين أصحاب آلات الحصاد وتصفيف التبن، معللين ذلك باختلاف المناطق التي يشتغلون بها والعمل بالقولة المعرفة كلا ورزقوا، وكشف أحد سائقي آلة الحصاد لـالتجديد عن وجود بعض عديمي الضمير من أصحاب الآلات أو سائقيها الذين يقومون ببعض الممارسات وصفها بالشيطانية يستولون بها على جزء مهم من محصول صاحب الأرض، وهؤلاء يقول ـ المتحدث نفسه ـ غالبا ما يقومون بعملية الحصاد مقابل أثمنة منخفضة لتنفيذ نواياهم، ورفض متحدثنا وصف هذه الممارسات بالتفصيل. فيما كشف أحد الفلاحين لـالتجديد بعضا من هذه الممارسات، حيث قال بأن هناك من السائقين من يتعمدون ترك كمية لابأس بها داخل بطن الآلة والاحتفاظ بها لنفسه دون علم صاحب الأرض، مضيفا بأن هناك من يقوم بعملية الحصاد باحتساب وقت العمل، أي الأداء مقابل المدة الزمنية التي يقضيها صاحب الآلة داخل الحقل، وهنا يتعمد بعضهم العمل ما في وسعهم لربح بعض الدقائق أو الساعات سيما إذا كانت أجندته فارغة.وتعليقا على هذا الموضوع، قال مهندس فلاحي بمنطقة دكالة أن قطاع آلات الحصاد بالفعل معروف بأنه سوق حر، وهذا ما يفتح الباب أمام أصحاب هذه الآلات بتحديد تسعيرة الحصاد حسب ظروف المنطقة التي يشتغلون بها، ولم يخف وجود بعض عديمي الضمير ممن يستغلون تلهف الفلاحين على جمع محصولهم لممارسة بعض الأفعال الشاذة لاستغلال الفلاحين، وأضاف نفس المصدر أن على الوزارة أن تعمل على تقنين هذا الميدان وأن تضع مساطر وإجراءات ملزمة لكل مالكي آلات الحصاد تضمن لهم حقوقهم وتحمي الفلاحين من المستغلين، مؤكدا على ضرورة إجراء دورات تكوينية لسائقي هذه الآلات الذين يشتغلون بعشوائية. وناشد المهندس الفلاحي كل الفلاحين أن ينظموا أنفسهم في إطار تعاونيات أو جمعيات لاقتناء آلات حصاد وآلات تصفيف التبن خاصة بهم تعفيهم من الهاجس الذي يعيشونه كل سنة قبيل انطلاق موسم الحصاد.