انتهت يوم الأحد 21 يونيو 2009 بمراكش أشغال ورشة تدريبية حول المدارس الصديقة لحقوق الإنسان، والتي أطرها فرع منظمة العفو الدولية أمنستي المغرب على مدى ثلاثة أيام وشارك فيها عدد من التلاميذ والأطر التربوية. وهيمن البعد الديني الإسلامي في ثقافة حقوق الإنسان على أسئلة الكثير من التلاميذ، لاسيما وأن الورشة عقدت في مدرسة ابن يوسف للتعليم الأصيل، وتحدث العديد منهم عن كيفية التوفيق بين المبادئ الإسلامية لحقوق الإنسان، وما يسمى المبادئ الكونية لحقوق الإنسان، والتي قال عنها المنظمون إنها ثقافة عالمية لا تعترف بالحدود أو الخلفيات العرقية أو الدينية أو الثقافية. واعتبرت ثريا بوعبيد منسقة برنامج التربية على حقوق الإنسان بـأمنستي المغرب، تنظيم الورشة في مدرسة ابن يوسف للتعليم الأصيل، والتي اختيرت من 14 مدرسة في العالم لتحتضن هذا المشروع، تحديا كبيرا رفعته المنظمة، مشيرة إلى أن الضغط على المسؤولين في وزارة التربية الوطنية، وصناع القرار بالمغرب، من خلال حشد الدعم والتأييد، هو السبيل إلى تغيير البرامج الدراسية، والمقررات التعليمية التي بها صور سلبية عن حقوق الإنسان وفق المعايير الكونية. وأوضحت بوعبيد أن المشروع ينبني على إدماج مفهوم التربية على حقوق الإنسان ضمن المناهج الدراسية في التعليم الابتدائي والثانوي لتصبح ضمن مكونات البرامج التعليمية. والسعي إلى أن تصبح المدرسة المغربية واحدة من المدارس العالمية الصديقة لحقوق الإنسان على الصعيد العالمي، وسيستمر المشروع في مراكش طيلة سنة كاملة. واعترفت إحدى الأطر بثانوية ابن يوسف للتعليم الأصيل، أنها لا تنتظر تغيير البرامج، ولكنها تستغل المواد المدرسة من أجل تلقين الناشئة المبادئ الكونية لحقوق الإنسان. ويهدف مشروع المدارس الصديقة لحقوق الإنسان، الذي أطلقته منظمة العفو الدولية في مرحلة تجريبية داخل 14 بلدا من بلدان القارات الخمس منها المغرب، إلى تأهيل المدارس لتكون فضاءات لتعليم المبادئ التي كرسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وممارسة هذه المبادئ وغرس ثقافة عالمية لحقوق الإنسان في البيئة المدرسية ومحيطها، بالإضافة إلى المساعدة على بناء شبكة دولية من المنظمات والمدارس التي تعمل على تعزيز التربية على حقوق الإنسان من خلال هذا المشروع.