لعل من بين الأسماء التي تكررت في وسائل الإعلام كثيرا في الأيام الأخيرة اسم زينب ، و حسب ما جاء في لسان العرب : الزينب شجر حسن المنظر ، طيب الرائحة وبه سميت المرأة، و عند المسلمين أفضل من تسمى بهذا الإسم زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أكبر بناته أسلمت قبل زوجها وفرق الإسلام بينهما ثم ردها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان أسلم .والثانية هي أم المؤمنين زوج رسول الله زينب بنت جحش التي جاء الأمر لرسول الله بزواجها في قوله تعالى :(فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)الأحزاب : 73. ومن هنا اشتهر هذا الاسم كما اشتهر اسم عائشة وخديجة واسم الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا وفوق كل ذلك اسم محمد تيمنا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن المعركة الكبرى كانت وستبقى في المسمى وليس الاسم، فللمرء ان يختار ما شاء من أسماء الأنبياء والأولياء والعلماء لكن ذلك لا يغني شيئا ما لم يواكب ذلك جهد حقيقي في تحقيق إحالات الأسماء ومدلولاتها ولذلك يفاجأ المرء بمن اختار له آباؤه اسما حسنا لكن لا يجد صلة بين الإسم والسلوك. اما الذي تردد ذكره في وسائل الإعلام كثيرا فزينبان: الأولى زينب وجدة و الثانية زينب المحمدية. وبخصوص زينب وجدة فقد تناقلت وسائل الإعلام صورا غاية في البشاعة لما طال زينب الصغيرة بما يكشف عن سادية مقيتة بغيضة. إذ كيف يسمح إنسان لنفسه بتعذيب طفلة في عمر الزهور بألوان من الكي والضرب والحرق وصب الزيت وفي اماكن متفرقة من جسد نحيف حقه ان يظل بأحضان والديه ولا يغادر البيت إلا إلى المدرسة أو رياض الأطفال فإذا به يدفع إلى عالم الخادمات وما ادراك ما عالم الخادمات وما يجري فيه من صور الاستغلال بشتى صوره والإهانة بشتى صورها والعنف بشتى صوره ... هذه حال زينب الأولى والله وحده يعلم مصير قضيتها وإلى اي حد سينصفها القضاء ويجعلها عبرة لحالات أخرى لم يصل اصحابها ليد العدالة وستكون فاجعة حقيقية إذا تمت معالجة الملف بما يجعل الجاني او الجناة يفلتون من العقاب كيفما كان موقعهم واظن ان كل من وصلته صور زينب ينتظر إنصاف العدالة ونحن من المنتظرين .وفي هذه الحالة ينبغي على كل من سمعوا بخبر زينب أن يقولوا نحن معها . وقبل ان يستفيق المجتمع من صدمة زينب المظلومة جاءت زينب أخرى لتعتدي على مجتمع بكامله وتتحداه في قيمه ومقدساته وتتزعم بكل جراة ووقاحة حركة للمجاهرة بعدم الصيام في ما صار يعرف ب وكالين رمضان وهو اسم يحيل في الذاكرة الجماعية على رفض مطلق للمس بمشاعر المسلمين من خلال المساس بشعائرهم وهذه المرة لم يكن القصد هو عدم الصيام بل تجريء غيرها على عدم الصيام وتطبيع المجتمع مع قبول مجاهرة من لا يصوم بالإفطار العلني وزينب هنا ليست وحدها بل ساندها وأيدها من حضر معها وزعمت ومن معها في سؤال يختصر اسم الحركة ان ليس عليها شيء إذا لم تفعل ما يفعل غيرها وهو من الحق الذي يراد به الباطل فمفهوم الحرية لا يعني التسيب ولا يعني الانفلات من كل الضواط والقيود بل الحرية الفردية تنتهي عندما تتعارض مع حرية الاخرين. والمتامل في النص القانوني الذي استهدفته زينب ومن معها يجده لا يجرم الإفطار في رمضان في حد ذاته وإنما يجرم المجاهرة به في مكان عمومي فهو نص لحماية قيم المجتمع . وفي هذه الحالة ننوه بكل الأصوات التي علت لتقول بأنها ضد ما أقدمت عليه زينب ومن معها ومن ذلك بيان المجلس العلمي المحلي بالمحمدية والبلاغلات والبيانات التي تلت . والأمر سيتجاوز زينب لتقوم بعض المنظمات الحقوقية بمناصرة هذا التوجه الخطير والأمر ليس مستغربا من كل من يرى بأن المرجعية العليا في التشريع ينبغي أن تكون للمواثيق الدولية والتي يعلم الجميع من صاغها وكيف صاغها وكيف يتم إدخال التعديلات اللازمة عليها ولمصلحة من؟