كما كان متوقعا توج شريط براق لمخرجه محمد مفتكر بالجائزة الكبرى صنف الفيلم الطويل في الدورة 11 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، لقوته على المستوى الفني والتقني، وكذلك نوعية الموضوع المتطرق إليه في القصة. كما حصد نفس الشريط جائزة الصورة لكزافيي كاسترو وجائزة الصوت لتوفيق مكراز، ثم جائزة الموسيقى الأصلية لفولفكونغ فانك. ومنحت لجنة التحكيم تنويها خاصا لنفس الشريط. وفاز أيضا شريط براق بجائزة النقد التي منحتها لجنة النقاد لما أبان عنه من تكامل في عناصر البناء السينمائيمن صوت وصورة وحوار، وبتميز في الأسلوب البصري وتناغم في مرجعياته الفكرية واختياراته الجمالية. الشريط يحكي قصة زينب التي تشتغل بمستشفى الأمراض العقلية، عهد إليها رئيسها بمهمة معالجة فتاة متوترة تعتقد أنها حامل من شخص آخر غير أبيها الذي كان يحلم بأن يرزق بطفل ذكر. زينب تحاول سبر أغوار اللغز لكنها تفقد السيطرة على الوضع؛ لتكتشف أن الفتاة هي أختها وابنتها. من جهة أخرى فاز شريط فينك اليام لمخرجه إدريس شريكة بجائزة التحكيم الخاصة بالرغم من مستواه الفني المتوسط، وكذلك بالرغم مما أثاره من نقاش حاد حول تشويه الشريط باليسار خلال السبعينات من القرن الماضي. ولعل أكبر مفاجأة عرفها المهرجان هي منح شريط شقوق لهشام عيوش جائزة أحسن أول عمل سينمائي، إضافة إلى حوزته لجائزة المونطاج وجائزة الدور الثاني الرجالي لنور الدين دنول الذي لا يعرفه الجمهور المغربي، علما أن عرض الشريط عرف انسحاب العديد من المتفرجين من القاعة، واستياء كل من شاهد الشريط، بسبب المستوى الفني الضعيف الذي ظهر به والمضمون المنحط الذي قدمه؛ خاصة مشاهده الإباحية. في الوقت الذي تجاوب الجمهور بشكل تلقائي مع موسم لمشاوشة للمخرج عهد بنسودة. وهو ما اعتبره البعض إقصاء لهذه النوعية من الأفلام التي تشتغل على التراث المغربي. هذا وعادت جائزة السيناريو للمخرج حسن بنجلون عن فيلمه المنسيون الذي يعالج مشكل شبكات الاتجار في الدعارة في أوروبا والمغرب العربي. وهو الشريط الذي استحسنه الجمهور لقوة مضمونه وان كان مخرجه ركز كثيرا على المشاهد الجنسية الصادمة وأجواء الماخور لإظهار فظاعة مايعيشه الفتيات المهاجرات. أما باقي النتائج فجاءت على الشكل التالي: جائزة أحسن دور نسائي عادت لكل من الممثلة ماجدولين الإدريسي والسعدية لديب عن دورهما في شريط براق، وهو الدور الذي لم يخل من جرأة وإن تم أداؤه بطريقة مقنعة. جائزة ثاني دور نسائي عادت للممثلة المغربية نعيمة المشرقي عن دورها في الشريط الطويل الدار لكبيرة لنعيمة لمشرقي. أما بخصوص الأفلام القصيرة فقد حازت جيهان البحار، وكما كان متوقعا، بجائزة أحسن سيناريو عن شريطها الروح التائهة وكذلك جائزة النقد، إذ رأت لجنة النقاد في الشريط موهبة إبداعية واعدة على مستوى الكتابة وتوظيف البعد التشكيلي، مما أعطاه تميزا عن باقي الأشرطة المشاركة في المسابقة الرسمية، ويحكي الشريط قصة فنان يبيع لوحات في الشارع ويعيش في غرفة بائسة. في لحظات عزلته تتحدث إليه لوحاته فتخاصمه أحيانا وتواسيه أحيانا أخرى... أما الجائزة الكبرى فعادت للمخرجة سامية الشرقيوي (خريجة المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش) عن فيلمها فاطمة الذي كانت رسالته قوية، ذلك أن الشريط يحكي قصة معاناة فاطمة الخادمة منذ شبابها عند السيد جاك، هذا الأخير الذي سيظهر في صورة بشعة، صورة الأجنبي الذي يبحث عن إشباع رغباته الجنسية. لكن الأبشع هو أن فاطمة التي ركزت عليها المخرجة في المشهد الأول وهي تصلي، ستظهر بمظهر القوادة لابنة أخيها التي مازالت في مرحلة الطفولة التي سيستغلها جنسيا السيد جاك. وهو ما أثار حفيظة مجموعة من المشاهدين الذين رأوا فيه تشويها لصورة المغربي والمصلي بالخصوص. هذه الرؤية هي التي طبعت شريط عند الفجر لجيلالي فرحاتي الذي خرج خاوية الوفاض من المهرجان، بل وظهر بمستوى أقل بكثير من أفلامه السابقة، خاصة الذاكرة المعتقلة، والتي تميزت بجودة فنية وإخراجية. للتذكير فإن لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الأشرطة الطويلة ترأسها المخرج السينمائي المسن تيميتي باسوري من الكوت ديفوار، وهو وجه أليف على المغرب. أما رئيسة لجنة التحكيم الخاصة بالأشرطة القصيرة فهي مارتين زيفورت أستاذة بالمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش.