أكد تقرير حول مخيمات تندوف أن آلاف المواطنين الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود المغربية الجنوبية لا يزالون يعيشون في ظروف قاسية، وينتظرون مصيرهم ويتطلعون بعد سنوات الانتظار الطويلة، إلى العودة إلى وطنهم وديارهم. وحسب ما جاء في تقرير رصد وضعية حقوق الإنسان، بجريدة الجزائر تايمز الالكترونية، فإن بداية معانات المواطنين الصحراويين أو ما اصطلح على تسميتهم زورا ب اللاجئين الصحراوين في مخيمات تندوف تعود إلى العام ,1975 السنة التى استكمل فيها المغرب وحدته الترابية في الأقاليم الجنوبية من المملكة. وحسب ذات المصدر قامت جبهة البوليساريو وبشكل ممنهج بترحيل الأطفال الصحراويين الذين ولدوا وترعرعوا في مخيمات تندوف إلى كوبا وإسبانيا بذريعة الدراسة أو قضاء العطلة .. وتفيد الإحصائيات بوجود ما يقرب من 6000 طفل ومراهق صحراوي يعيشون في كوبا. واعتبرت العديد من التقارير الصحفية أن عددا كبيرا من هؤلاء الأطفال والمراهقين الصحراويين يقعون ضحايا في أيدي عصابات المافيا الكوبية، إذ يتم استغلالهم في العمل في حقول قصب السكر أو التبغ؛ بينما تجبر المراهقات الصحراويات على امتهان الدعارة .. ويدور داخل المجتمع الصحراوي في مخيمات تندوف جدل أخلاقي حول شرعية قيام جبهة البوليساريو بترحيل الأطفال إلى كوبا وإسبانيا، مع العلم أن معظمهم يقضون سنوات طويلة بعيدا عن عائلاتهم ومجتمعهم. وأشار التقرير أن الظروف الإقليمية لعبت دورا مهما في نشأة ودعم جبهة البوليساريو، إذ استفادت الجبهة من وجود خلاف بين المغرب والجزائر حول الحدود، واختلاف النظام السياسي بين البلدين الجارين وتضارب المصالح، بالإضافة إلى انخراط القادة الجزائريين بكل ثقلهم في إنشاء ودعم جبهة البوليساريو بهدف استنزاف المغرب في نزاع الصحراء الغربية، حتى لا ينشغل بقضية صحراء تندوف التي كان المغرب ينادي بمغربيتها، وحرص الجزائر على أن يكون لها منفذ على المحيط الأطلسي من خلال إيجاد كيان صحراوي مصطنع وضعيف، والتطلع إلى زعامة منطقة المغرب العربي والقارة الإفريقية .. وبخصوص وضع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، كشفت العديد من التقارير الواردة من مخيمات تندوف عن وجود تجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان داخل هذه المخيمات، تمثلت في تقييد حرية التعبير والتجمع والتنقل، بل وحتى الاتصال فيما بين سكان المخيمات فضلا عن تقييد حرية التحرك للمنظمات الحقوقية والإنسانية داخل هذه المخيمات، وفق المصدر ذاته. وكشف عدد من التقارير لمنظمات غير حكومية وشهادات حية قدمها عائدون صحراويون تمكنوا من الفرار من مخيمات تندوف إلى أرض الوطن عن عدد من التجاوزات والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها المواطنون الصحراويون داخل هذه المخيمات. وأكدت العديد من التقارير الصادرة عن الهيئات والمنظمات الدولية وتقارير وسائل الإعلام العالمية والجزائرية إلى وجود حالات عديدة لتحويل المساعدات الإنسانية التي تقدمها الجمعيات الإنسانية والدول المانحة للسكان الصحراويين في مخيمات تندوف. ونتيجة لهذا الوضع الفظيع والمأساوي الذي تعيشه ساكنة مخيمات تندوف الصحراويين، فقد شهدت هذه المخيمات حركة احتجاجات ومظاهرات عارمة ضد سياسة القمع والاضطهاد والاقصاء التي تمارسها زمرة البوليساريو بحق المواطنين الصحراويين .. جدير بالذكر أن تعاظم هذه الاحتجاجات والمظاهرات داخل مخيمات تندوف يترافق مع ما باتت تؤكده التقارير والدراسات بأن زمام السيطرة أخذ يفلت من يد قادت جبهة البوليساريو، خاصة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتقليص دعم الدول الصديقة وضعف الحماس الإيديولوجي داخل المخيمات، خاصة لدى الشباب الصحراوي ..