اختارت المؤسسة الأمريكية للبحث حول السيدا (أمفار) مدينة مراكش لتفعيل مبادرتها لمساعدة الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال (الشواذ وغيرهم)، بدعوى أنهم فئة هشة وأكثر نبذا من محيطهم، وقدمت المؤسسة دعما ماليا قدره 15 ألف دولار لجمعية محاربة السيدا بمراكش، من أجل إنشاء فضاء لهذه الفئة بالمدينة الحمراء، داخل مقر الجمعية. وسيسمح المشروع - حسب الموقع الإلكتروني لأمفار - بإقامة شراكة بين الجمعية وبين هاته الفئة من الرجال، بالإضافة إلى تقديم الدعم الاجتماعي للمرضى منهم بفضاء آمن. وسيعمل المركز على تكوين الأطر الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن إجراء فحوصات وتقديم نصائح، وفتح نقاشات حول الصحة، كما ستسعى الجمعية إلى إصدار بعض البطائق التعريفية من أجل الوقاية من السيدا. ووفق المصدر ذاته، فإن العاملين بهذا المركز سيعملون على تقديم الواقي الذكري وتوزيع دهانات. وفي اتصال برئيسة جمعية محاربة السيدا بمراكش، أشارت الدكتورة عزيزة رفوق إلى أن الجمعية تقلت هذا الدعم الإضافي من أمفار ( باعتبار دعم وزارة الصحة والصندوق الدولي لمحاربة السيدا غير كاف)، بعدما قدمت مشروع برنامج لهذه المنظمة المانحة، مشيرة أن المركز لن يخصص فقط للرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال كما هو معلن في المشروع، ولكن أيضا لجميع الفئات الهشة من ممتهنات الجنس وسائقي الشاحنات وغيرهم. وأضافت رفوق، في تصريح ل التجديد بأن عمل الجمعية يأتي في إطار الخطة الإستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة، للكشف المبكر عن فيروس نقص المناعة البشرية بين عامة الناس، وعلى الخصوص بين هذه الفئات الهشة الأكثر تعرضا للمرض. وحسب أحد المنتديات الخاصة، ففرص إصابة الرجال الشواذ وغيرهم، عبر ممارسة الجنس مع الرجال (حسح) بوباء فيروس نقص المناعة المكتسبة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، تزداد أكثر من 19 مرة عن عامة السكان. وُيقدر الفريق العالمي العامل على الوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة أن معدلات الإصابة بهذا الفيروس، بين الرجال الذين يُمارسون الجنس مع الرجال حسح في المراكز الحضرية، شهدت ارتفاعاً كبيراً على نحو غير مقبول، إذ تشهد في بعض الأماكن ارتفاعا مُطرداً. وعلاوة على ذلك، فإنه في مايو ,2009 فُرضت عقوبات جنائية على مُمارسة الجنس مع نفس النوع بالتراضي، بين البالغين، في ما لا يقل عن 80 بلداً، قصد التخلص من هذا الوباء.