ارتفع عدد الشهداء، جرّاء أحداث مدينة العيون يوم الاثنين 8 نونبر 2010 ، إلى 6 من قوات الأمن وموظف من المكتب الشريف للفوسفاط، حسب (أ.ف.ب)، حيث توفي داخل مستشفى الحسن بن المهدي بالعيون دركيا وأحد رجال القوات المساعدة، متأثرين بجروحهما. فيما نفى وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، الإشاعات التي تدعي سقوط قتلى مدنيين خلال المواجهات، مؤكدا أن السلطات العمومية راهنت أصلا على عدم حدوث إصابات في صفوف المدنيين. وحسب مصادر بالعيون، فإن أربعة أمنيين استشهدوا خلال الأحداث الإجرامية التي نفذها انفصاليون، كما أنهم غدروا برجل من القوات المساعدة وطعنوه بالسلاح الأبيض عدة طعنات، لقي مصرعه على إثرها فورا، فيما توفي موظف يعمل بالمكتب الشريف للفوسفاط على إثر جروح أصيب بها، وهي حصيلة قد تكون مؤقتة، بالنظر إلى العدد المرتفع في الجرحى من رجال الأمن الذي قارب 70 جريحا، 4 جروحهم خطيرة. هذا وأجمعت سبع قبائل صحراوية على إدانة عمليات التخريب الهمجية التي قامت بها العناصر الانفصالية، وهي كل من قبيلة أزركيين، قبيلة أولاد أبي السباع، قبيلة الرقيبات البيهات، قبيلة أيت لحسن، قبيلة الشيخ ماء العينين، قبيلة أولاد تدرارين، وأحد شيوخ قبائل آيت باعمران . وأكد مصدر صحافي من العيون أن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى طبيعتها بالمدينة، وقالت مصادر من المواطنين بالمدينة إن التلاميذ عادوا إلى مدارسهم كالمعتاد صباح أمس الثلاثاء، وكذا الموظفين إلى مقار عملهم، ودبت حركة السير وسط شوارع المدينة، مشيرة إلى أن الليلة اللاحقة على يوم الأحداث كانت هادئة، فيما لا تزال آثار الخراب والتدمير التي ألحقها الانفصاليون بمؤسسات عمومية، من أبناك ومؤسسات تجارية كبرى، ومقرات السلطات العمومية، وسيارات الدولة، وسيارات المواطنين، بادية في الشوارع. وأكدت المصادر أن المحلات التجارية الصغيرة واصلت إغلاق أبوابها حتى الزوال من يوم أمس، مما تسبب في خصاص كبير في الخبز والمواد الأساسية. وكشفت الأحداث، حسب المصادر، أن العناصر الانفصالية اتخدت من المخيم فضاء للابتزاز السياسي، انتهى بها إلى السقوط في ممارسة الإجرام ضد مؤسسات الدولة ورموزها، بحيث كانت تخبئ داخله كمية كبيرة من قنينات الغاز، والبنزين، ومختلف أنواع الأسلحة البيضاء، والمولوتوف، تفاجأت بها السلطات العمومية عندما تدخلت سلميا لتفكيك المخيم. في هذا السياق، أكد وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، في كلمة له بخصوص الأحداث يوم الإثنين 6 نونبر 2010 بالبرلمان، أن التدخل الأمني لتفكيك مخيم ''اكديم انزيك'' شرق مدينة العيون كان سلميا، وتحت إشراف السلطات القضائية، بل إن قوات الأمن والقوات المساعدة لم تكن تحمل سلاحا ناريا، وهو ما يفسر وجود قتلى في صفوف قوات الأمن والقوات المساعدة حسب الوزير. وأوضح الوزير أن التدخل جاء بعد استنفاذ كل الطرق لإقناع المحتجين بتفكيك المخيم، وبعدما تأكد للسلطات المحلية، أن الطرف الآخر الذي كانت تحاوره، يتملص في كل مرة من مسؤوليته، حسب الوزير الذي أضاف أن الأمر بلغ في الأيام الأخيرة حد احتجاز صحافي أمريكي داخل المخيم واستنطاقه بشكل غير مشروع ثم طرده بعد ذلك، وهو التعامل نفسه، يضيف الوزير، الذي قامت به المجموعة الانفصالية مع وسائل إعلام وطنية، بل وصل الوضع إلى حدوث صراعات داخل المخيم، حيث كانت مجموعة انفصالية تحتجز المواطنين داخله، مما أقنعها بالتدخل لتفكيك المخيم. وأكد الوزير الداخلية أن قوات الأمن تدخلت بمساعدة القوات المساعدة والدرك الملكي، لكن حين اقترابها من المخيم، فوجئت بهجوم عنيف من طرف العصابة التي استخدمت فيه الأسلحة البيضاء والمولوتوف وقنينات الغاز، مما أدى إلى قتلى في صفوف الأمن. وحسب الوزير دائما، فإن السلطات العمومية كان بإمكانها تفكيك المخيم في أيامه الأولى، حيث كانت عدد الخيام قليلة، لكنها فضلت الحوار ما دامت مطالب المحتجين اجتماعية ومشروعة، غير أنه مع توالي جولات الحوار التي شارك فيها وزير الداخلية مرتين، وحوارات أخرى باشرها ثلاثة ولاة من الإدارة المركزية سبق لهم العمل بالأقاليم الجنوبية، كانت تتزايد عدد المخيمات. وأبرز الوزير أن الحوار توصل إلى الاتفاق على توزيع بقع أرضية على الأرامل والمطلقات، وتوزيع بطائق الإنعاش الوطني، وتوفير مناصب شغل لحاملي الشهادات، في إطار الاستحقاق والعدالة والشفافية، لكن الطرف الآخر ظل دائما يتملص من مسؤوليته، مما أقنع السلطات أخيرا بالتدخل لتفكيك المخيم. خاصة وأن الذين يحتجزون المواطنين هم من ذوي السوابق القضائية ومن المهربين وبعض الانتهازيين. وشدّد الوزير أن المعتقلين وعددهم 65 أحيلوا على القضاء، ليقول كلمته فيهم. شيوخ القبائل الصحراوية تدين وقد أدانت القبائل الصحراوية على لسان شيوخها عمليات التخريب الهمجية التي قامت بها مجموعة من الشباب الصحراويين المجندين من قبل المخابرات الجزائرية. وفيما يلي بعض التصريحات: محمد نافع بلقاسم شيخ قبيلة أزركيين ''إن أعمال الشغب التي شهدتها عدد من أحياء المدينة تقف وراءها يد خفية ليس في مصلحتها أن يتحقق السلم بالمنطقة وهذه السلوكات ليس من عادتنا، نحن أهل الصحراء القيام لأنها لا تصب في مصلحة المواطنين وتتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة'' أهل برا عبد اللطيف شيخ قبيلة أولاد أبي السباع ''شيوخ القبائل الصحراوية يرفضون أعمال الشغب التي اندلعت ونطالب بأن يفسح المجال أمام أجهزة الدولة لكي تسهر على تطبيق القانون على الوجه الأمثل .وندعوا مثيري هذه الأعمال إلى إطفاء نار الفتنة، والحيلولة دون ارتكاب أعمال تخريبية ليست في مصلحة أي كان'' . سيدي الزين مولاي نافع شيخ قبيلة الرقيبات البيهات نستنكر هذه الأعمال التي وقعت في العيون بتوجيه من جهات خارجية وحقيقة الدولة لم تدخر جهدا في الاستجابة لمطالب المحتجين وسلكت جميع السبل لتسوية مطالب المحتجين، وأوفدت عددا من كبار المسؤولين إلى المدينة لهذا الغرض. عبد الله الصالحي شيخ قبيلة أيت لحسن محاولات تسييس المطالب الاجتماعية للأشخاص الذين نصبوا خياما ب''اكديم ايزيك'' شرق العيون باءت بالفشل. واليد التي أرادت توريط المخيم في مشاكل خسرت رهانها وأن أعمال الشغب المذكورة أمر لا يعرفه الصحراويون ولم يسبق لهم أن عرفوه. محمد فاضل حسنَّا أحد شيوخ قبيلة الشيخ ماء العينين ''الجزائر تعتدي بطريقة غير مباشرة على جو الاطمئنان الذي تنعم به الأقاليم الجنوبية للمملكة، كما تسعى إلى المساس بالبرامج الإنمائية العظيمة عن طريق تقوية الانفصاليين وتخط لنا ولأبنائنا كل طريق سوء. إن الاعتداء على الأشخاص وممتلكاتهم، وتخريب المؤسسات العمومية، يعد خرقا للأمن وعملا محرما بالكتاب والسنة والإجماع، و''يتحمل وزره أولئك الذين يعرفون أنفسهم، والذين إن لم يعاقبوا في هذه الدار، فسوف يعاقبون غدا أمام الله'' عبد الله احمياد أحد شيوخ قبائل آيت باعمران ''ضمان أمن المواطنين وسلامتهم هو أمر فوق كل اعتبار وإحراق ممتلكات الناس والاعتداء عليهم تتمخض عنها مشاكل لا تحمد عقباه'' لمام ولد ابراهيم سالم ولد أحمد مسكا شيخ قبيلة أولاد تدرارين ما وقع اليوم بالعيون يحز في نفوسنا ونحن لا نريد أن يُمس أحد منا بسوء، سواء من جانب القوات العمومية أو من جانب المواطنين، لأننا جسم واحد''.