القطاعات الاجتماعية في قلب الاهتمامات النقابية لنقابة حزب الاستقلال بالحسيمة    تراجع أسعار النفط مع صعود الدولار    فرنسا.. ماكرون يحل البرلمان ويدعو لانتخابات تشريعية بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية    قيادي بحماس يحث أمريكا على الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب    دلالة ‬استنكار ‬المغرب ‬بقوة ‬الاقتحامات ‬المتكررة ‬للمسجد ‬الأقصى ‬ورفضه ‬المطلق ‬لتقويض ‬الوضع ‬القانوني ‬و ‬التاريخي ‬للقدس    يدعم مقترح الهدنة في غزة.. واشنطن تدعو مجلس الأمن إلى التصويت على مشروع قرار    من سيحسم لقب البطولة الجيش أم الرجاء؟    الأسود يواصلون الاستعداد لمواجهة الكونغو برازافيل في في أكادير    وليد الركراكي يلتقي بالصحافة قبل مواجهة الكونغو    منتخب الكونغو برازافيل يصل إلى المغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين    ستيني يُجهز على شقيقته    علم التجهيل أو الأغناطولوجيا    المغرب يتجه لتحقيق اكتفائه الذاتي من البترول بحلول منتصف 2025    المنتخب الفرنسي يتعادل سلبا مع نظيره الكندي في آخر اختبار له قبل كأس أوروبا    أسعار الأضاحي تحلق بعيدا عن قدرة المستهلكين .. الاستيراد يفشل في كبح الأسعار    لبنان تندد بمخرجات ندوة ببيروت أسيء فيها للمملكة وتجدد تأكيدها لمغربية الصحراء    بمختلف أرجاء المملكة .. نصف مليون تلميذ يجتازون امتحانات باكالوريا 2024 (صور)    باب سبتة.. ضبط أكثر من 500 كلغ من المعسل    سقوط بارون مخدرات مغربي في قبضة الأمن الإسباني    أزيد من 300 حاج مغربي استفادوا من مبادرة "طريق مكة" إلى غاية 9 يونيو الجاري    لأول مرة.. موريتانيا تدخل سباق التسلح المتطور    بعد استقالة غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب.. ما خيارات نتنياهو؟    استطلاع: نصف الشباب المغاربة يفكرون في الهجرة "بأية طريقة"    "عجمان" الإماراتي يستعين بالحسوني    فرق من طنجة تتصدر نتائج البطولة الوطنية لأولمبياد الروبوت العالمي    سيارة لنقل العمال تقتل عامل صباغة الطريق بطنجة (صور)    أزيد من 300 حاج مغربي استفادوا من مبادرة "طريق مكة" إلى غاية 9 يونيو الجاري (مسؤول أمني سعودي)    لبنان تجدد دعمها لسيادة المملكة ووحدة ترابها    اليمين الإسباني يتقدم بفارق طفيف على اليسار في الانتخابات الأوروبية    غانتس يستقيل من حكومة الحرب الإسرائيلية    منتخب المواي طاي يتألق في اليونان    القوميون الفلامانيون يتصدرون الانتخابات التشريعية البلجيكية بنسبة 18%        المنتخب المغربي يبدأ الإعداد للكونغو    الصحافة البيروفية تشيد بموقف البرازيل من الصحراء المغربية    العلامة بنحمزة.. الشرع لا يكلف الفقير ويمكن لسبعة أشخاص الاشتراك في أضحية    بنحمزة يوضح موقف الشرع من الاشتراك في أضحية واحدة    الحسيمة.. وزير الفلاحة يطلق مشروع لغرس 630 هكتار من الصبار المقاوم للقرمزية (فيديو)    الملك يبارك تنصيب الوزير الأول للهند    مطار الحسيمة يستقبل رحلات جوية سياحية من لشبونة البرتغالية    شغيلة الصحة تواصل التصعيد أمام "صمت الحكومة" على الاتفاق الموقع    منظمة الصحة العالمية تحذر من احتمال تفشي وباء جديد    سوق الصرف: الدرهم شبه مستقر مقابل الأورو (بنك المغرب)        أعمال كبار الفنانين المغاربة تزين أروقة متحف الفن الحديث المرموق في باريس    جازابلانكا.. حفل اختتام رائع للدورة 17 يمزج بين إيقاعات الكناوي وموسيقى الفوزين    تطوير مدرسة Suptech Santé.. مؤسسة البحث والتطوير والابتكار في العلوم والهندسة تتجاوز عتبة مهمة بين سنتي 2023 و2024 ( أزولاي)    هكذا عرفت الصين.. محمد خليل يروي قصة الفرق بين الصين في الثمانينيات واليوم    المغرب يسجل حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا    مهرجان صفرو يستعرض موكب ملكة حب الملوك    هذه تفاصيل أطروحة جامعية لفقيد فلسطيني خطفه الموت قبل مناقشة بحثه    عبد السلام بوطيب يكتب : في رثاء نفسي .. وداعا "ليلاه"    تشوهات الأسنان لدى الأطفال .. أكثر من مجرد مشكلة جمالية    نقابة تدخل على خط منع مرور الشاحنات المغربية المحملة بالخضر إلى أوروبا    ماذا يحدث لجسم الإنسان حال الإفراط في تناول الكافيين؟    وزارة الصحة تعلن حالة وفاة ب"كوفيد"    الحج 2024: خمسة آلاف طبيب يقدمون الرعاية الصحية للحجاج عبر 183 منشأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغرب يعتزم إحداث مراكز جهوية للتحكيم لاستقطاب المستثمرين
نشر في التجديد يوم 17 - 04 - 2012

يعتزم المغرب تأسيس مراكز جهوية للتحكيم والتسوية البديلة للنزاعات كآلية في إيجاد حلول بديلة للمنازعات، لاسيما أن المغرب مقبل على إطلاق مشاريع استثمارية كبيرة، من بينها القطب المالي الدولي بالدار البيضاء. وبقدر ما سيساعد التحكيم في استقطاب المستثمرين والدفع بالتنمية الاقتصادية بقدر ما سيطرح حلول بديلة للمنازعات التجارية والمالية والعقارية.
منازعات
أعاد المؤتمر الدولي حول التحكيم المنظم بالدار البيضاء الأسبوع الماضي، النقاش حول الدور الكبير لهذه الآلية في إيجاد حلول بديلة للمنازعات، لاسيما أن المحاكم التجارية تعج بملفات كثيرة حول المنازعات التجارية والمالية والعقارية مما يعيق الاستثمار، ويكبح عجلة التطور.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد القضايا التي تروج في المحكمة التجارية لمدينة الدار البيضاء تتراوح بين 8000 و10آلاف قضية شهريا، أكثر من نصفها عبارة عن منازعات بين البنوك وعملائها، ومن أكثر القضايا المطروحة ما يتعلق بالعقود البنكية واستخلاص القروض وغيرهما، وفق تقارير إعلامية.
وأكد عبد اللطيف زعنون المدير العام للضرائب في تصريحات إعلامية، أن المنازعة الضريبية تحتل حيزا مهما ضمن المنازعات المعروضة على القضاء الإداري سواء من حيث الكم أو من حيث الكيف. وأشار أن التحديات التي يفرضها تمويل خزينة الدولة للمشاريع التنموية الكبرى تتطلب مساهمة الجميع في تحمل التكاليف العامة للدولة، موضحا أن الوفاء بالالتزامات الضريبية أصبح من الركائز الأساسية للمواطنة الحقة.
حلول بديلة
وفي ظل تزايد النزاعات التجارية والمالية، وغياب مراكز دولية للتحكيم بالمغرب باستثناء آلية الوسيط المعتمدة بالجمعية المهنية لشركات التمويل، فإن الخبراء يرون ضرورة اعتماد مراكز دولية للتحكيم خصوصا أن المغرب مقبل على إطلاق القطب المالي الدولي بالدار البيضاء، فضلا عن أن غياب هذه الآلية نقطة ضعف في مناخ الاستثمار. خصوصا أن هذا المؤشر يعتبر ضمن المعايير المعتمدة لسهولة الأعمال والاستثمار على المستوى الدولي. ويحتل المغرب الرتبة 7 من بين 20 دولة عربيا، حسب تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي سنة 2011، حول وقت وتكلفة وعدد الإجراءات اللازمة لتسوية نزاع تجاري عن طريق المحاكم.
وقال سعيد الإبراهيمي المدير العام للهيئة المالية المغربية، خلال المؤتمر، إن موضوع التحكيم يكتسي أهمية كبيرة، خصوصا أن أغلبية المراكز المالية العالمية تتوفر على مراكز دولية للتحكيم تكون مصدر إشعاع بالنسبة لها وعنصر جاذبية للمستثمرين. وأكد الإبراهيمي اعتماد التحكيم يدخل في إطار تحسين مناخ الأعمال.
من جهته، قال عبد المجيد غميجة الكاتب العام لوزارة العدل والحريات إن وزارة العدل تعمل من أجل المساهمة في موضوع التحكيم، وأنه منذ سنة تشتغل الوزارة مع القطب المالي للدار البيضاء. وأضاف أن التحكيم والوساطة تندرج ضمن الحلول البديلة لحل المشاكل.
ويكتسي موضوع التحكيم بالنسبة للقطب المالي للدار البيضاء أهمية باعتباره إحدى الوسائل البديلة لحل المنازعات، ومن شأن تشجيعها أن يوفر مناخا ملائما يسهم في جلب المستثمرين الأجانب.
تحكيم ووساطة
قال خالد معروفي، رئيس جمعية الباحثين في قانون المنازعات، إن الوساطة والتحكيم هما من الوسائل البديلة لحل المنازعات التي أصبحت تفرض نفسها في المشهد القضائي المغربي وذلك بالنظر لاستجابتها لمتطلبات العصر وتماشيها مع انفتاح الاقتصاد الوطني على الاقتصاد الدولي وما رافقه من تحولات هيكلية وقانونية من اجل ضمان استقرار المعاملات و الأمان القضائي.
ووفق المصدر ذاته، فإن الوسائل البديلة لحل المنازعات، إلى جانب كونها تكفل الفعالية في البت في المنازعات وتتماشى مع طموحات المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين، فهي تعد كذلك من أهم أوجه الإصلاح القضائي الذي انخرط فيه المغرب والدي يأمل من خلاله انفتاح القضاء على محيطه الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح معروفي أن التحكيم يعني بإيجاز، اتفاق على عرض نزاع على محكمين للفصل فيه دون المحاكم المختصة، أو هو اتفاق خصوم على إحالة نزاع معين بينهم إلى التحكيم يختارون فيه المحكم ويعينون القانون الواجب التطبيق وإجراءات التحكيم. أما الوساطة فهي من طرق حل النزاعات بين طرفين تتم بإرشاد وتوجيه طرف ثالث عادة ما يكون معروفا لدى الطرفين، يوجههما إلى حل يتوافقان عليه ويتماشى مع القانون الجاري به العمل. والفرق بين الوساطة و التحكيم، هو أن الأطراف لا تطالب الوسيط بالفصل في النزاع لكنها تتوقع منه أن يسعى لديها للتوصل إلى اتفاق.
واعتبر معروفي أن تسوية النزاعات عن طريق الوسائل البديلة يعد أكثر ليونة وسرعة ونجاعة من العدالة الرسمية أو القضاء الرسمي.
مراكز التحكيم الدولية
أكد المشاركون في المؤتمر الدولي حول التحكيم بالدار البيضاء أن المغرب يتوفر على كل الإمكانيات ليصبح قطبا جهويا للتحكيم والتسوية البديلة للنزاعات التي يمكن أن تنشب بين المقاولات والشركات.
وذكر المتدخلون، خلال جلسة تمحورت حول «العوامل الأساسية لإنجاح مراكز التحكيم الجهوية والدولية»، أن مدينة الدار البيضاء مؤهلة بشكل أفضل لإيواء مركز للتحكيم على الصعيد الجهوي من شأنه تمكين الشركات العاملة في شمال إفريقيا أو شرقها من الاستفادة أكثر من السرعة والقرب في حل النزاعات بدلا من عرضها على المراكز المتواجدة بكل من سنغافورة أو دبي.
وأشار مايكل بلاك، محامي في مجال التحكيم ووسيط أن المغرب الذي صادق سنة 1959 على نداء نيويورك في هذا المجال، يتوفر أيضا على إطار قانوني عصري في مجال التحكيم، ومسطرة مدنية واضحة وسهلة تساعد على اللجوء إلى الوسائل البديلة لحل النزاعات.
من جهته، ذكر ألفين يوو، مستشار وعضو في مجلس المستشارين بالمركز الدولي للتحكيم بسنغافورة، والذي قدم تجربة بلاده في هذا المجال، أن بإمكان العاصمة الاقتصادية للمملكة الاستفادة من بنياتها التحتية الاقتصادية وارتباطها بعالم الأعمال (مطارات، خدمات للاتصالات ...) لإنشاء مركز دولي حقيقي للتحكيم.
وبعد أن أشار إلى أن نجاح مركز دولي للتحكيم رهين بدعم الحكومة، وعملية التحسيس، والامتيازات المتاحة للشركات القانونية على شكل تحفيزات ضرائبية أو إعفاءات، أكد يوو أن المغرب بإمكانه الاختيار بين تجارب متعددة، وخاصة تجارب كل من لندن وهونغ كونغ، ودبي، لإنجاز نموذج خاص به.
من جهته، أشار ماريو ستاسي، نقيب سابق للمحامين بمحكمة باريس ورئيس المجلس الأوروبي للتسوية البديلة للنزاعات، إلى أن اللجوء إلى التحكيم بين المقاولات يتيح مزايا متعددة منها السرعة في الأداء، والكلفة والسرية، مبرزا أن ذلك يمكن من تسوية النزاعات وعرض حلول للمصالحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.