أجمع أهل العلم على أن القرآن الكريم نُقل إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم بروايات متعددة متواترة، ووضع العلماء لذلك علماً أسموه علم القراءات القرآنية، بينوا فيه المقصود من هذا العلم، وأقسام تلك القراءات وأنواعها، وأهم القراء الذين رووا تلك القراءات، إضافة لأهم المؤلفات التي دوَّنت في هذا المجال. وسنقوم طيلة رمضان شهر القرآن يوميا بالتعريف بالقراءات السبع ورواتها. تعريف علم القراءات والقراءات لغة، جمع قراءة، وهي في الأصل مصدر الفعل قرأ، أما المقصود من علم القراءات في اصطلاح العلماء، فهو العلم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها، منسوبة لناقلها. القراءة الصحيحة وقد قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الصحيحة، والقراءة الشاذة. أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي: أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية. أن توافق القراءة رسم مصحف عثمان رضي الله عنه. أن تُنقل إلينا نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور. فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها. وهذا هو قول عامة أهل العلم. أما القراءة الشاذة فهي كل قراءة اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة المتقدمة. القراءات السبع نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، والقراءات التي وصلت إلينا بطريق متواتر سبع قراءات، نقلها إلينا مجموعة من القراء امتازوا بدقة الرواية وسلامة الضبط، وجودة الإتقان، وهي: قراءة نافع المدني، وأشهر من روى عنه قالون وورش. قراءة ابن كثير ورواييه البزي وقنبل. قراءة أبي عمرو البصري، وأشهر من روى عنه الدوري والسوسي. قراءة ابن عامر الشامي، وأشهر من روى عنه هشام وابن ذكوان. قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة وحفص. قراءة حمزة وأشهر من روى عنه خلف وخلاد. قراءة الكسائي وأشهر من روى عنه أبي الحارث والدوري. وكل ما نُسب لإمام من هؤلاء الأئمة السبعة، يسمى (قراءة) وكل ما نُسب للراوي عن الإمام يسمى (رواية) فنقول مثلاً: قراءة عاصم براوية حفص، وقراءة نافع برواية ورش. تآليف علم القراءات يعتبر أبو عبيد القاسم بن سلاَّم من أوائل من قام بالتأليف في هذا العلم، حيث ألَّف كتاب القراءات جمع فيه خمسة وعشرين قارئاً. واقتصر ابن مجاهد على جمع القرَّاء السبع فقط. وكتب مكي بن أبي طالب كتاب التذكرة. ومن الكتب المهمة في هذا العلم كتاب حرز الأماني ووجه التهاني ل القاسم بن فيرة، وهو عبارة عن نظم شعري ويُعرف ب الشاطبية. ومن الكتب المعتمدة في علم القراءات كتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري، وهو من أجمع ما كُتب في هذا الموضوع، وقد وضعت عليه شروح كثيرة، وله نظم شعري بعنوان طيِّبة النشر.والقراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع براوية قالون، في ليبيا وفي بعض تونس، وبعض مصر. وبرواية ورش في جميع الجزائر والمغرب. وقراءة عاصم براوية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب مصر، والهند، وباكستان، وتركيا.