عقدت الطريقة العلوية مساء يوم الجمعة 12 فبرابر 2010 ندوة صحفية بمدينة طنجة، ردا على ما نشرته مجموعة من الصحف المغربية أخيرا من وجود مخطط جزائري للتدخل في الشأن الديني المغربي عبر الهيمنة على الزوايا العلوية بالمغرب وتحريكها من مستنغانم الجزائرية، وذلك حسب البيانات والرسائل التي كشف عنها "عبد الواحد ياسين"، المستقيل من جمعية الشيخ العلوي لإحياء التراث الصوفي وتولى شيخ الطريقة العلوية، خالد عدنان بنتونس، بنفسه الإجابة على أسئلة وسائل الإعلام التي حضرت ندوة الجمعة الماضي، مدليا بمجموعة من الوثائق التاريخية التي تؤكد أن طريقته هي طريقة عالمية أساسها التربية الروحية وجمع الشمل ونبذ الفرقة والتطاحن بين البشر بصفة عامة. ونفى خالد بنتونس أن تكون الطريقة العلوية أداة في يد أحد، أو أن لها أجندة سياسية تحركها، مؤكدا أنها كانت موجودة في المغرب منذ تأسيسها في بداية القرن الماضي، وأنها كانت تمارس وظيفتها التربوية سواء في المغرب أو الجزائر حتى في أحلك الظروف المتوترة التي طبعت العلاقة بين البلدين في عهد الراحل الحسن الثاني. وأشار شيخ الطريقة، وهو جزائري الجنسية، أن السلطات المغربية تتعامل مع طريقته بكل احترام وتقدير، كما هو الشأن أيضا مع باقي الزوايا بالمغرب، والدليل على ذلك، حسب تصريحات شيخ الطريقة، استدعاء وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق لخالد بنتونس لحضور لقاء سيدي شيكر الذي نظم العام الماضي بمراكش، وإلقائه لكلمة أمام جميع الطريق الصوفية العالمية، إضافة إلى الرسالة الملكية التي بعث بها أخيرا الملك محمد السادس لأحد مقدمي الطريقة العلوية بالحسيمة. وحسب خالد بنتونس، فإن الطريقة العلوية كانت لها مواقف تاريخية متميزة، حيث لم توقع على وثيقة نفي محمد الخامس، ولم تشارك في المؤتمر الذي نظمته الطرق المغربية بفاس سنة 1953، وأدلى الشيخ بوثيقة من الاستعلامات الفرنسية بالجزائر موقعة من محضر للكولونيل شون schoen تؤكد أن الطريقة العلوية طريقة "غير رجعية وبعيدة عن المصالح الدنيوية". وردا على الاتهامات القائلة إن الطريقة العلوية تشتغل ضد المصالح المغربية، أشار شيخها بنتونس إلى احتفال الطريقة بالذكرى المأوية للطريقة العلوية بمدينة مستنغانم بالجزائر في أواسط العام الماضي، حيث عملت الطريقة على نصب خيمة للمغرب للتعريف بثقافته، وحضر هذا الاحتفال القنصل المغربي بوهران، بل الأكثر من ذلك يضيف خالد بنتونس إنه تم الاحتفال بعيد العرش بالقنصلية المغربية بوهران لأول مرة بالجزائر منذ سنوات خلت. يشار إلى أن "عبد الواحد ياسين"، الذي أعلنت جمعية الشيخ العلوي لإحياء التراث الصوفي إنه استقال منها منذ 03/08/2009، كشف لمجموعة من الصحف المغربية عن وجود مخطط جزائري للتدخل في الشأن الديني المغربي عبر الهيمنة على الزوايا العلاوية بالمغرب وتحريكها من مستنغانم الجزائرية. وقال ياسين في رسالة بعثها إلى وزير الداخلية "إن شخصين من أصل جزائري مقيمان بمدينة طنجة وبعض أعضاء جمعية الشيخ العلاوي يجمعون شهود مزورين لتسجيل الزوايا العلاوية المغربية باسم شخص جزائري حاصل على الجنسية الفرنسية". وأشار ياسين إلى أنه يتم "تحويل الأموال من المغرب وأوروبا صوب الجزائر بطرق مختلفة تخدم مصالح الجزائر، ويعتمد المخطط المذكور على إعفاء ممثل الطريقة العلاوية بالمغرب بعد خدمة ثمانية وثلاثين سنة مع الحفاظ على ثوابتنا الوطنية والروحية وإعفاء المقدمين المغاربة والمؤسسين الشرعيين للزوايا العلاوية من مهامهم وتعيين مكانهم مقدمين جدد يخضعون للتعليمات من الجزائر وفرنسا وتسييس الطريقة العلاوية بالمملكة وتحريكها بواسطة جمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي". وطعن عبد الواحد ياسين في تصريح له ليومية "المساء" الصادرة يوم 09 فبراير 2010 في مصداقية الرعاية السامية التي تكرم بها جلالة الملك محمد السادس على الجمعية في تظاهرة "مهرجان الصوفية والمديح الصوفي" بمناسبة الذكرى المأوية للطريقة العلاوية بمدينة الناضور في شهر أبريل 2009، مدعيا أنها أسندت للجمعية من خلال وسطاء. وأصدر المكتب الوطني لجمعية الشيخ العلاوي لإحياء التراث الصوفي بالمغرب، وهي جمعية يرأسها زين العابدين بنتونس أخ شيخ الطريقة، يوم 10 فبراير 2010 على إثر ذلك بيانا للرأي العام أعلنت فيه أن ما تناولته الصحافة الوطنية بهذا الشأن لم يكن إلا أكاذيب لا أساس لها من الصحة وأن الهدف منها خلق البلبلة وإثارة الفتنة بين المغرب الجزائر. وطالبت الجمعية السلطات المغربية بفتح تحقيق في كل ما نسب إليها من اتهامات ومزاعم باطلة حسب نص البيان الذي حصلت مجلة التصوف على نسخة منه.