الأميرة للا حسناء تدشن المنتزه التاريخي لحبول في مكناس بعد تجديده    التعاون العسكري المغربي الأمريكي.. شراكة استراتيجية وتجليات متعددة    طنجة.. توقيف شخصين يشتبه في تورطهما في قضية تتعلق بالحيازة والاتجار في المخدرات    21 قتيلا حصيلة حوادث السير داخل المناطق الحضرية ببلادنا خلال الأسبوع الماضي    ينحدر من الريف.. اطلاق نار ينهي حياة شاب في بروكسيل    التقدم والاشتراكية يبعث برسالة ثانية لرئيس الحكومة    انعقاد مجلس الحكومة بعد غدٍ الخميس.. وهذه المراسيم التي سيتم تدارسها    "الفيفا" يهدد الوداد بالحرمان من المشاركة في "الموندياليتو"    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (13)    مناورات الأسد الإفريقي.. 20 عاما من الخبرات المتراكمة    عائلات ضحايا المحتجزين في ميانمار تنتظر مخرجات مباحثات الصين والمغرب    المداخيل الضريبية ترتفع بنسبة 12,3 في المائة عند متم أبريل 2024    نفاذ تذاكر حفل أم كلثوم قبل شهر من انطلاق مهرجان "موازين"    وزارة الانتقال الطاقي تنسق مع "شركة أخنوش" بشأن الزيادة في سعر "البوطا"    الأمثال العامية بتطوان... (604)    سويسرا تصفع البوليساريو وتنفي وجود تمثيلية رسمية للجبهة بمكتب الأمم المتحدة    المغرب ورومانيا تحتفلان بعلاقاتهما الدبلوماسية بإصدار خاص لطابعين بريديين    الشامي: الفقيه بنحمزة ساند بالتصويت توصية المجلس لتجريم تزويج القاصرات    "She Industriel".. برنامج جديد لدعم ريادة الأعمال النسائية في قطاع الصناعة    من تبريز.. بدء مراسيم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه وسط حشود ضخمة    مدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية الذي يريد إلقاء القبض على نتانياهو: "تلقيت تهديدات أثناء التحقيق ضد مسؤولين إسرائيليين.."    رئيس مجلس المستشارين يجري مباحثات مع رئيس المجلس الوطني السويسري    الذهب يقترب من ذروة قياسية وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي    فضيحة الإخراج التلفزي لمباراة الزمالك وبركان تدفع ال"كاف" للاعتماد على مخرج إسباني في نهائي الأهلي والترجي    يامال يتفوق على الخنوس بخصوص جائزة أفضل لاعب شاب في الدوريات الأوروبية    محاكمة أمير ألماني وعسكريين سابقين بتهمة التخطيط لانقلاب    عملية مرحبا 2024 : اجتماع بطنجة للجنة المغربية – الإسبانية المشتركة    إدانة نائب رئيس جماعة تطوان بالحبس النافذ    ارتفاع ب 18 بالمائة في أبريل الماضي بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء    وزارة الإقتصاد والمالية… فائض في الميزانية بقيمة 6,1 مليار درهم    "مايكروسوفت" تستعين بالذكاء الاصطناعي في أجهزة الكومبيوتر الشخصية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    نجم ريال مدريد يعلن اعتزاله اللعب نهائيا بعد كأس أوروبا 2024    الاتحاك الإفريقي يدين الأحداث التي أعقبت لقاء نهضة بركان والزمالك    الحكومة تتوقع استيراد 600 ألف رأس من الأغنام الموجهة لعيد الأضحى    أكثر من 267 ألف حاج يصلون إلى السعودية    الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بأكادير تحطم الرقم القياسي في عدد الزوار قبل اختتامها    مسرحية "أدجون" تختتم ملتقى أمزيان للمسرح الأمازيغي بالناظور    تصفيات المونديال: المنتخب المغربي النسوي يواجه زامبيا في الدور الأخير المؤهل للنهائيات    في مسيرة احتجاجية.. مناهضو التطبيع يستنكرون إدانة الناشط مصطفى دكار ويطالبون بسراحه    إميل حبيبي    صدور كتاب "ندوات أسرى يكتبون"    مساء اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية: أكنسوس المؤرخ والعالم الموسوعي    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    بلاغ صحافي: احتفاء الإيسيسكو برواية "طيف سبيبة" للأديبة المغربية لطيفة لبصير    هاشم بسطاوي: مرضت نفسيا بسبب غيابي عن البوز!!    نقاد وباحثون وإعلاميون يناقشون حصيلة النشر والكتاب بالمغرب    رئاسة النظام السوري تعلن إصابة زوجة بشار الأسد بمرض خطير    صلاح يلمّح إلى بقائه مع ليفربول "سنقاتل بكل قوّتنا"    رغم خسارة لقب الكونفدرالية.. نهضة بركان يحصل على مكافأة مالية    تفاصيل التصريحات السرية بين عبدالمجيد تبون وعمدة مرسيليا    أكاديميون يخضعون دعاوى الطاعنين في السنة النبوية لميزان النقد العلمي    الأمثال العامية بتطوان... (603)    تحقيق يتهم سلطات بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوث أودت بنحو 3000 شخص    المغرب يضع رقما هاتفيا رهن إشارة الجالية بالصين    شركة تسحب رقائق البطاطس الحارة بعد فاة مراهق تناوله هذا المنتج    لماذا النسيان مفيد؟    أطعمة غنية بالحديد تناسب الصيف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تكريم الإسلام للمرأة‎
نشر في أزيلال أون لاين يوم 19 - 05 - 2013

كانت المرأة في ظل الحضارات السابقة لا تملك الحق في شيء , و ليس لها الحق في امتلاك شيء في الحضارة الفارسية , وينظر إليها باعتبارها التجسيد الكامل للشيطان و لا تملك روحا كما في اليونانية , و تباع و تشترى من طرف الرجل إذا كان في ضائقة ما ...
و في الجزيرة العربية,وصلت المرأة إلى حد عجيب في احتقار الرجال لها , و القرآن الكريم خير دليل على ذلك, يعكس وضعها في عدة آيات من القرآن , يقول الله تعالى قوله تعالى: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم(58) يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء مايحكمون(59) للذين لايؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم(60)سورة النحل,و هي نعمة من الله و رحمة و بشارة, إذ كانت التقاليد الاجتماعية و المنظومة الفكرية المتداولة و السائدة في العصر الجاهلي ,و قبل الإسلام ,عند ولادة البنت يتهاون عليها ويدفنها حية ' باعتبارها رمزا للعار و الفضيحة و الإهانة , يقول عز وجل .ويقول كذلك و إذا الموءودة سئلت , بأي ذنب قتلت)سورة التكوير,و أول من قام بهذا الفعل قبيلة بني تميم في حربهم مع كسرى ثم قبيلة كندر .... وإن شاركت في الحياة الاجتماعية و الثقافية و التجارية كأمنا خديجة رضي الله عنها , و الخنساء المخضرمة ....
فكل هذه الحضارات ليس للمرأة دورمافيها ,كانت قيمتها محتقرة و منحطة و لا كرامة لها ,و جاء الإسلام فأعاد لها حقيقة كرامتها و وضعها (ولقد كرمنا بني ادم), و أصبحت عنصرا ضروريا في المجتمع و هي شقيقة للرجل ,يقول عز وجل( إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر و أنثى بعضكم من بعض )آل عمران 195, و لها دور عائلي و فعال في تربية الأجيال و بناء المجتمع و تنميته ؛يقول تعالى (المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر)سورة التوبة 71 فهي عالمة , خطيبة , بانية للمساجد و المدارس ...و قد أعطاها الله تعالى عظمة و مراتب في كل الأبعاد:عابدات, صالحات, قانتات, مؤلفات , مجاهدات , تقيات , سياسيات....
و لقد جاء الإسلام و رفع مكانة المرأة و شأنها، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فهي في الإسلام شقيقة الرجل، و قد كرمها :
+وهي طفلة : لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"من كان له أنثى و لم يهنها و لم يِؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة",وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة...وقال صلى الله عليه و سلم : "من عال جاريتين حتى تبلغا , جاء يوم القيامة أنا و هو كهاتين "ويشير إلى السبابة و الوسطى .
+ وهي زوجة :كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها.يقول صلى الله عليه و سلم :"خيركم خيركم لأخله , و أنا خير لأهلي "و يقول أيضا : "من مد يده إلى زوجته ليلطمها فكأنما مد يده إلى النار "
+وهي أم :كان برُّها مقروناً بحق الله-تعالى-وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله، والفساد في الأرض,قال الله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا...) سورة الإسراء23,جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : إني رجل نشيط و أرغب في الجهاد و قال :" جاهد فإنك تقبل عند الله حيا و أن ترجع كيوم ولدتك أمك ,و قال الرجل : ولكن لي والدي يكرهان خروجي , فقال صلى الله عليه وسلم : "فبرهما إن أنسك لهما خير من الجهاد "كما أوصى كذلك بالأم ثلاثة مرات ببرها قبل الأب , "فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له : من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله ؟قال:أمك ...ثم أمك....ثم أمك...ثم أبوك."
+وهي أخت: فهي التي أُمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها, وإعطائها حقوقها, و الدفاع عنها ...
+وهي خالة:كانت بمنزلة الأم في البر والصلة," الخالة بمنزلة الأم "
+وهي جدة، أو كبيرة في السن: زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي.(و إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )سورة الإسراء , جاء صعصع جد الفرزدق إلى رسول الله و قال : أوصيني يا رسول الله ,فقال : "أوشيك بأمك وأبيك و أختك و أخيك أدانيك أدانيك "
+وهي بعيدة عن الإنسان, لا تربطه بها أية قرابة : لا يدنيها قرابة أو جوار كان له حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك, يقول :" الساعي على الأرملة و المسكين كالمجاهد في سبيل الله "رواه البخاري و مسلم
كما كرمها ديننا الحنيف في مجموعة من الأمور الحياتية, ورد لها اعتبارها و حقوقها و قيمتها...و قد كرمها في :
1_أمرها بالحجاب و الستر و عدم التبرج و عدم الاختلاط بالرجال الأجانب, وذلك لصيانتها و حفظ كرامتها و حمايتها من الألسن البذيئة و الأعين الغادرة الخائنة, يقول عز وجل: . قال تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31
وقال تعالى : ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/60 .
2_أمر الزوج بالإنفاق عليها و إحسان معاشرتها (و عاشروهن بالمعروف )و عدم الإساءة لها
3_أباح لها و للزوج أن يفترقا إذا لم يكن بينهما وفاق و تآلف و إذا كان الزوج ظالما أو العكس..., وبعد إخفاق جميع محاولات الإصلاح بينهما, عيشهما في جحيم غير مستساغ وغير مطاق... {لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ }البقرة236
4_نهى الزوج عن ضربها بلا سبب و لا حق و أن تشكو حالها إلى وليها و إلى الحاكم لأن لها كرامة , يقول عز وجل( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير من خلقنا تفضيلا ) السراء,و قال صلى الله عليه وسلم " " لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يضاجعها "رواه البخاري و مسلم .فلا يضرب الزوج زوجته إلا كما أذن الإسلام بذلك . يقول تعالى (و اللائي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن )النساء 34~, ويقول كذلك L"... فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح "و لم يأذن بالضرب المبرح و إنما للتأديب و الحاجة , و بشروط ؛كأن تصر على العصيان , و أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير , و أن يكون خفيفا كالسواك مثلا , ليس مثل يمارس عليها حاليا من العنف بكل أنواعه الجسدي و المادي و النفسي و الاجتماعي...و تسبب لها إعاقة دائمة ...يقول جرير :
إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحن قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركانا
و قال آخر :
رأيت الرجال يضربون نساءهم فشلت يدي حين ضربتها
زينب شمس و النساء كواكب إذا طلعت لم تبد منهن كوكب
5_ لها حق التملك، والإجارة، والبيع، والشراء، وسائر العقود، ولها حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها...
7_ جعل لها من الحقوق مثل ما للرجل ,فقرر لها من الحقوق ما يكفل راحتها، وينبه على رفعة منزلتها، ثم جعل للرجل حق رعايتها، وإقامة سياج بينها وبين ما يخدش كرامتها
ومن الشاهد على هذا قوله-تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) البقرة: 228وقوله (الرجال قوامون على النساء) النساء 34..
فجعلت الآية للمرأة من الحقوق مثل ما للرجل؛ وإذا كان أمر الأسرة لا يستقيم إلا برئيس يدبره فأحقهم بالرئاسة هو الرجل الذي من شأنه الإنفاق عليها، والقدرة على دفاع الأذى عنها,وهذا ما استحق به الدرجة المشار إليها في قوله-تعالى-: وللرجال عليهن درجة وقوله: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) النساء: 34
بل إن الله-عز وجل-قد اختص الرجل بخصائص عديدة تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة,ومنها:
_أن الرجل أصل المرأة، وجعلت المرأة فرعه، كما قال-تعالى-: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
_أنها خلقت من ضلع أعوج، كما جاء في قوله-عليه الصلاة والسلام-: "استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضلَع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛ إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج؛ استوصوا بالنساء خيرا"رواه البخاري.
_أن المرأة ناقصة عقل ودين، كما قال-عليه الصلاة والسلام-: (ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن)رواه البخاري.
_ما تعتريها من العوارض الطبيعية من حمل وولادة، وحيض ونفاس، فيشغلها عن مهمة القوامة الشاقة...
_أنها على النصف من الرجل في الشهادة-كما مر-وفي الدية، والميراث...
فالقوامة أمر يأمر به الشرع، وتقره الفطرة السوية، والعقول السليمة...حتى عند بعض الغربيين من الكتاب وغيرهم في شأن القوامة؛إذ يؤكدون إن الفطرة جعلت الرجل هو الأقوى والمسيطر بناءً على ما يتمتع به من أسباب القوة تجعله في المقام الأول بما خصه الله به من قوة في تحريك الحياة، واستخراج خيراتها، إنه مقام الذاتية عند الرجل التي تؤهله تلقائياً لمواجهة أعباء الحياة وإنمائها، واطراد ذلك في المجالات الحياتية...
و أكد العلم الحديث أن المرأة لا يمكن أن تقوم بالدور الذي يقوم به الرجل؛ فقد أثبت الطبيب (د.روجرز سبراي) الحائز على جائزة نوبل في الطب- في إحدى المجلات البريطانية وجود اختلافات بين مخ الرجل ومخ المرأة، الأمر الذي لا يمكن معه إحداث مساواة في المشاعر وردود الأفعال،والقيام بنفس الأدوار, كما رصد خلاله حركة المخ في الرجال والنساء عند كتابة موضوع معين أو حل مشكلة معينة، فوجد أن الرجال بصفة عامة يستعملون الجانب الأيسر من المخ، أما المرأة فتستعمل الجانبين معاً
وفي هذا دليل على أن نصْفَ مُخِّ الرجل يقوم بعمل لا يقدر عليه مُخُّ المرأة إلا بشطريه, وهذا يؤكد أن قدرات الرجل أكبر من قدرات المرأة في التفكير، وحل المشكلات...
8_و أن يعدد الرجل بشرط أن يعدل بينهن في النفقة و الكسوة و المبيت.. يقول الله عز وجل : ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا . وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ) النساء/2-3
_ جعل لها نصيبا من الميراث (للذكر مثل حظ الأنثيين )النساء 11.
9_ ذكر الله تعالى لقصص و أخبار لنساء مؤمنات في القرآن الكريم مثل مريم العذراء , وحنة زوجة عمران .و أم موسى , و آسية زوجة فرعون...
10_ إنزال الله تعالى سورة باسم النساء ...
و قد أساء البعض لفهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء "رواه البخاري , و أوهموا أن الفتنة تعني أن النساء شر و نقمة ومصيبة يبتلى بها الإنسان , كما يبتلى بالفقر و الجوع ....و تجاهلوا أن الإنسان يفتن بالمصائب ويبتلى النوائب ,(ونبلوكم بالشر و الخير فتنة )سورة الأنبياء35
و فتنة المرأة أنها تلهي الرجل عن واجبه تجاه ربه , و تشغله عن طاعة الله و عن مصيره ,يقول تعالى (يا أيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) الأنبياء 35 ويقول الله تعالى في التحذير من فتنة النساء (إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم )سورة التغابن 14و هو تحذير يدفع المسلم عن المزالق و الأخطار والزلات , حتى لا تزل قدمه و ويسقط في الهاوية و في الحضيض من حيث لا يشعر , وفي لا تحمد عقباه من حيث لا يدري....
فهذه مجالات تكريم الإسلام للمرأة المسلمة , وتعظيم منزلتها , وتقدير شرفها ...إلا أن هذا العصر ينظر إلى المرأة نظرة مادية ,هي بمثابة سلعة يتاجر بجسدها و جمالها ومحاسنها في الدعايات و الإعلانات ...ودمية يلهو بها كل من شاء, يقصر في حقوقها بسبب الجهل و البعد عن تطبيق تعاليم الدين الحنيف ...و يعتبر حجابها و عفتها تخلف و رجعية و تعقد...و إظهار مفاتنها و كشف صدورها و أفخاذها تطور وتقدم ...و تبرجها و سفورها رقي و أوج حضاري منقطعا النظير....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.