الآمر بالصرف من أجل الأمن الآمر بالصرف (من الجيوب) من أجل الأمن (لأصحاب الجيوب)، التداخل بين الاحساس بالظلم وحقوق الانسان جائزة أدبيا ولا نحتاج الى آمر بالصرف، يدبر بمنطق الدولة حقوق الناس المالية أمن الجهات قضية وطن، لذلك لا يتحدث أحد عن أمن الجهات، الأمن هو قضية وطنية. نتحدث إذن عن الامن الوطني. أؤمن أن الأمن حق (كما أومن أن الله حق)، حق الأمن من حقوق الانسان الاساسية. ولا يسمح ان ننساها كما لا ننسى رجل الامن، ذلك الرجل (المرأة) الذي يقف تحت لفح الشمس من أجل راحتنا، وقد يكون قاسيا وهو يطبق القانون بصرامة ليذكرنا أننا (أهملنا) في لحظة سهو بندا يتعلق بالسير او بأي مدونة قانونية (code)[1]، أحسن تذكير لنا هو التأديب(مدونة الادب تسبق مدونة السير وكل المدونات السائرة والواقفة، لا أستطيع أن أقول أكثر حتى لا اتجاوز حدود الأدب المتاحة، الأدب(أنا أديب ومتأدب أيضا) غطاء يحمي المواطن. الشطط في استعمال الادب ضد الشطط في استعمال القانون. مدونة السير أو السير بالشفرات قيل كلام كثير عن المدونة التي تحمي المواطن من التجاوزات . كلام لا يفيد لأننا نفتقد كودا (code) لفهم القانون نفسه بالواضح زمن غبر شفرة. خطأ وقوف: يسمونها مدونة السير مع أن أغلب بنودها المكتوبة تتعلق بحالة الوقوف، تصور مثلا هذه الوضعية التي يتدخل فيها أمن الوقوف بصرامة يحسده عليها أمن المرور، أنت واقف على باب المكتب الذي تعمل فيه، قبل أن تضغط على دواس البنزين، وقبل أن تتحرك سيارتك هناك شرطي كان مثلك في حالة وقوف، يراقب المدار الذي يدور وحده منذ مات حق الاسبقية ليصبح تنظيم الدوران بدون أوامر سواء كانت بتحريك اليد أو بالإشارات الضوئية، ، لو ألغينا حق الأسبقية والامتيازات لاستغنينا عن عدة مناصب أمنية، شرطي المدار أصبح يضيع وقته، يمثل ما يقابل الموظف الشبح (المقعد موجود والجالس عليه من الاشباح) ، هنا بالعكس عندنا موظف من لحم ودم يجلس على مقعد شبح(مقعد زائد) ، في الحالتين هناك شبح: موظف شبح(موظف ناقص) أو موظف من غير مقعد (مقعد زائد) ولأنه لا يقوم بأي عمل، ولان المقعد لا نراه فنحن نتخيله دائما واقفا (على باب الله) يبحث عن عمل تطوعي زائد (غير مؤدى عنه رسميا)، هناك صناديق جانبية تمتلئ من غير ان تنافس الصندوق الرسمي، كلها صناديق شغالة، من يفرق بين الدولة ورجالها، لا يريد للخير للدولة. الدولة، رجالها لا يظلمون أحدا ولكن القانون لا يحمي المغفلين(عفوا المواطنين). إذن لا خوف على صندوق الدولة . نكمل السيناريو على ما بدأنا: شرطي المدار يجري بعيدا عن مركز المدار لان هناك سيارة تقف(أتخيل ان سيارتي هي الواقفة وأن الشرطي يطلب أن أسلمه اوراق السيارة، رباط السلامة غير مربوط، اربط جسمك بالحزام ، يمكنك مغادرة السيارة ، لا تتحرك من مكانك، هكذا أوامر شرطي المروري(الوقوف والتسمار) خاطبك ، هل يوجد بند في اية مدونة يسمرك في مقعدك لتستمع بهدوء وتركيز الى لائحة الاخطاء التي لم تنتبه اليها، يجري الشرطي نحوك مهرولا و عندما يقف فهو يدوس بقدميه على كل مدونة لا تتفق مع أوامره، القاضي لا يستطيع أن يغير القانون، الشرطي(مُشَرِّعٌ بحزام أمني(حزام السلامة) يستطيع ذلك، يستطيع أن يجعل قانون السير يطبق على الوقوف أيضا، اذا جلست في مقعد السيارة ولم تربط حزام السلامة ومن غير أن تتحرك، يمكنك استعمال حاسبة لترجمة كل خطأ الى ما يقابله من عقوبات زجرية(بالدراهم طبعا): 700على300 على....المجموع يساوي...(مايجمعها غير الفم) حرك يدك في جيبك وخد منه ما جمعته ، أما اذا كان الجيب فارغا فذلك خطا يرجع بنا الى المدونة التجارية، كل المدونات تلاحق المواطن، وتضبطه متلبسا بجريمة الوقوف ومرادفتها "التسمار" ومنها " التمسمير". فهل أنت مسمار أم تجد نفسك تحت المسامير (مُسَمَّراً) ؟ احمد الله على الذي لا يحمد على كل مكروه سواه، لست وحدك تشغل محرك السيارة وتتحرك ...في الاتجاه الذي لا يجهله من يحفظ بنود المدونة: القباضة، الامن الوطني يسلمك بتوصية خاصة الى القابض، لا تخف أن يقبض من أرسلوك اليه روحك فهو مكلف فقط أن يقبض فلوسك، وكأنه ينفذ أمرا بالصرف(من جيبك الخاص)، لقنونا عنهم عندما كنا صغارا لقنونا : رجال الأمن يحموننا، الآمر بالصرف ليس هو من رجل الامن لم يعد يقبض إلا اذا كان حرامي،الحرامي قد يكون قابضا أو مقبوضا عليه، وقد يكون لا علاقة له بالقبض و ما لا ما يهمه هو ان يأمر بالقبض ليرد الصاع صاعين، لا يوجد هذا الصاع إلا في رأسه: المعادلة اذن هي صاعين بلا مقابل. كل زيارة ملكية وبني ملال تتحرك هل تعوض الكتابة ألف درهم ضاعت مني في معادلة: صاعين بلا مقابل ألف درهم، ثلث الاجر الذي أجري الشهر كله من اجل تحصيله، تصوروا هذه الثروة بالنسبة لي تضيع في لحظة وقوف يطبق عليها قانون السير الذي يجري باردا وكأنه متجمد في رأس رجل أمن بارد من جهة تطبيق القانون ومن جهة أخرى ، الصاعين ضيعا علي أكثر من ذلك لحظة فرح كدت افوز بها مع بقية الناس استبشارا بالزيارة الملكية لمدينة بني ملال، الصاعين حولاها الى لحظة غليان وكل زيارة و"بني ملال تتحرك"[2] (أنا الذي أتحرك الآن في اتجاه القباضة !)