تقدمت إلى مكتب الحالة المدنية بدمنات ( وهو بالمناسبة أكثر المكاتب والمصالح الإدارية التي يتردد عليها المواطنون المغاربة...) لاستخراج شهادة ميلادي وشهدت في القاعة المخصصة لهذه العملية موظفين وموظفات غاية في النشاط والأدب واللياقة وحسن الاستقبال والمساواة في المعاملة بين جميع الموطنين الحاضرين لقضاء مآربهم . وتجلت لي كذلك هذه المعاملة الطيبة - التي يشهدها كل متعامل مع هذا المكتب- في تواضع العاملين فيه وتنافسهم في تقديم الخدمة المطلوبة للمواطنين ،في حرص ظاهر على التعامل بلباقة ودون تمييز ، وفي العمل على مساعدة المواطنين فيما يتعلق بالإجراءات المطلوبة قانونا ،وتقديم الإرشادات لهم، وفي أداء المهام المطلوبة بالمهنية وبالكفاءة والسرعة والدقة المطلوبة . هذا المنظر يشكرك في النهاية بقيمتك كمواطن في إدارة تحترم نفسها ، وكم تمنيت أن يتكرر ذلك في باقي مواقعنا الإدارية ، التي يجب أن تضرب ألف حساب قبل أن تشد الرحال إليها ، وأن تبتلع ما توفر لديك من مهدءات ومسكنات وأن تتسلح ببرودة دم إذا قدر الله و واضطررت لزيارة بعضها ومنها بالخصوص بعض (الإدارات) بدمناتنا الحبيبة !!!! . لقد أعجبني ما أقدم عليه مكتب الحالة المدنية بدمنات من مكننة قاعدة معطياته ، وتحول هذه المرفق العمومي المهم من إدارة ومكاتب جامدة روتينية تقليدية إلى غرف للألفية الثالثة نسبيا - إذا صح التعبير- إذ أدرجت البرمجة المعلوماتية داخل نسق عملها الإداري ، مستفيدة في ذلك من هذه الثورة الهائلة التي يعرفها مجال التكنلوجيات الإعلامية و التي أحدث تغييرا في الحياة اليومية للإنسان وأصبحت من الركائز الجوهرية والمعول عليها في إحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية. خدمة للمواطنين،. ورغم أن المعلوميات تنفرد بخصوصة متميزة عن الثروات التقنية الأخرى إلا أنها تتميز بكون رأسمالها هو العقل البشري والثورة البشرية ; لأننا عندما نتحدث عن الثورة المعلومياتية فهذا لا يعني الاستغناء عن الحضور والوجود والذكاء البشري ، إذ بدون إرادة بشرية وبدون همة بشرية وبدون تضحية ورغبة بشرية لا تساوي هذه الأجهزة وهذه البرانم شيئا . لقد عمل مكتب الحالة المدنية بدمنات على تطوير وتسريع وتحيين مردوديته في أداء الخدمات الإدارية واستغل استغلالا جيدا ما توفر بين يديه من حواسيبب وتكنولوجيا البرمجيات. وبسط المساطر وعمل على تحسين وتسهيل العلاقة بينه وبين المواطن. وانتقل من التدبر الورقي إلى التدبر المعلوماتي، أي التحرر من العمليات التقليدية ومن التصفح المستمر للسجلات البالية التي تفوح منها روائح النتانة والتي تصيب عدواها بداء الحساسية ، و قلصت عدد المطبوعات والسجلات وأهم من ذلك أراحت الموظفين من الجهد المضني والوقت الكبير الذي كانت تتطلبه العمليات التقليدية، ومكنت من تخزين إن لم يكن جميع المعطيات الإدارية فجلها المتداولة في هذا المرفق .مما سيمكن من استثمارها بالفعالية والإنتاجية العالية ويجعلها في متناول المتعاملين معها.كما أنها ساهمت بقسط وافر في الرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطن للإدارية نفسها. من خلال تقليص المدة الزمنية التي تتطلبها كل عملية و السرعة في الإنجاز والتنفيذ و السهولة في البحث عن الخدمة أو المعلومة الإدارية و المعالجة الآتية والسريعة لأكبر كمية ممكنة من المعلومات و تقليص مسببات الرشوة . هذا علما بأن المعلوميات سيف ذو حدين لأنها تطرح العديد من المشاكل والسلبيات إذا أسيء استخدامها. وهذا موضوع لا يتسع المجال للخوض فيه . قد يقول بعض إخواننا –الدمناتيين المحللين ، لان التحليل وقراءة الأبعاد وما وراء وما فوق وما تحت السطور ميزة خاصة بنا نحن بعض الدمناتيين - أن هذا الكلام فيه ما فيه من تزلف أو تقرب أو تلميع لصورة شخص أو هيئة معينة ولكن للحقيقة وللتاريخ أقول أنني شخصيا أحب أن أعدد مزايا الآخر- ولو اختلفت معه- تماما كما أحب أن أعدد مساوءه ، وما أنا بصدده تجسيد لهذه القناعة الثابتة . وقد يقول قائل آخر أن ضرورات التقدم العلمي وثورة الاتصالات هي التي تفرض ما أقدم عليه مكتب الحالة المدنية ، وأن ما قام به مكتب الحالة المدنية بدمنات ليس فتحا مبينا ، وهذا صحيح ، ولكن ما أردت التأكيد عليه هنا، هو توفر هذه الإرادة القوية وهذه الرغبة الأكيدة في خدمة مصالح الناس بهذا المكتب . أتمنى صادقا أن تحدو باقي الإدارات حدو مكتب الحالة المدنية بدمنات : أولا، في حسن استقبال ومعاملة المواطنين ، وثانيا ، في قضاء أغراضهم بأسرع وقت ممكن . وثالثا ، في الاستفادة من الإمكانيات والقدرات الهائلة التي توفرها التكنولوجية الحديثة . وأن تتحول إداراتنا سواء في القطاع الخاص أو العام نحو قضاء وظائفها ومهامها و بتقديم الخدمات لجمهور المتعاملين معها، بطريقة سهلة ميسرة من خلال استخدام تقنية المعلومات وتطور الاتصالات في أداء مهام كل منها ،لأن المعلوميات اليوم تعتبر من أهم العوامل المؤثرة على نمو المجتمعات وتطورها في شتى مجالات الحياة، وقد أصبحت بعد العامل البشري أهم العوامل التي يقاس بها تقدم الإدارة. و هي المادة الضرورية لاتخاذ القرارات وتوجيه الإدارة بصورة سليمة لتوفير المعلومات اللازمة و لتسهيل اتخاذ القرارات الحكيمة والرشيدة، خصوصا مع كثرة المعلومات وقلة الوقت المتاح لاستهلاكها، مما يتطلب استخدام التكنولوجيا الذكية الحديثة لتنظيمها وضبطها. كما أتمنى أن يفكر القائمون على مكتب الحالة المدنية بدمنات في تغيير موقعه الحالي من مكتب مشرع على الشارع العام ، حيث ضوضاء أبواق والسيارات وهدير محركاتها ودخان عوادمها ، مما لا يسمح بتاتا بالاشتغال خصوصا بالنسبة للموظفين المكلفين بالمسك والمعالجة حيث أن هاتين المهمتين تتطلبان الهدوء والتركيز . إلى فضاء بالمواصفات المطلوبة في المرافق التي تناط بها مهمات التعامل اليومي مع المواطنين والتدفق المستمر للمعلومات ( الإزدياد-الوفاة- الزواج .....) كما أتمنى أن يلتفت المسؤولون إلى العنصر البشري باعتباره المحرك الأساسي لتنمية الإدارة وذلك بالعمل على رفع أجور الموظفين بما يتناسب مع متطلبات الحياة من جهة، و مع متطلبات التكوين الذاتي المستمر الذي يحتاجونه لمواكبة التطور الذي يحصل في المجال الإداري ، ج- توفير الوسائل المعلوماتية المتطورة الضرورية، و في جميع المرافق ، و في مختلف المستويات. د- إعداد الموظفين إعدادا جيدا يتناسب مع التطور الذي تقتضيه الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية والسياسية ه- إعداد الفضاءات الإدارية إعدادا يتناسب مع متطلبات الحياة العصرية .( مكاتب في المستوى للموظفين وقاعات الإنتظار للمواطنين ...)على سبيل المثال لا الحصر... و- إنشاء مصالح خارجية قريبة من التجمعات السكانية لتجنب الاكتظاظ المهول الذي تعرفه مكاتب الحالة المدنية مما يستحيل معه أحيانا إنجاز عمل إداري متميز .، ز- إعداد ما يكفي من الموظفين ، و في مختلف التخصصات ( المسك المعالجة البحث والتدقيق والإرشاد القانوني حتى نتجنب النقص الحاصل في هذا المجال. والسلام ذ.مولاي نصر الله البوعيشي ملحق الإدارة والإقتصاد