قالت صحيفة "thetimes" البريطانية، إن أيادي الكرملين بدت واضحة في الانقلاب الذي ضرب بوركينا فاسو غرب أفريقيا، مشيرة إلى أن موسكو ستستخدم الفوضى من أجل تمكين نفسها وزيادة تأثيرها في القارة الإفريقية. وقالت الصحيفة في مقال نشرته أمس الإثنين، وعنونته ب"انقلاب بوركينا فاسو: مرتزقة بوتين يؤيدون المحاولة الأخيرة لتشديد القبضة على إفريقيا"، تحدثت فيه كاتبته، جان فلانغان، عن دعم روسيا عبر مرتزقة بوتين للأحداث الأخيرة التي شهدتها بوركينا فاسو، من أجل بسط وتوسيع نفوذ تدخلها بالقارة السمراء. وأشارت كاتبة المقال إلى أن الكرملين دعا إلى "نظام كامل" في بوركينا فاسو، وأن الانقلاب الأخير الذي هز غرب إفريقيا أعطى لموسكو موطئ قدم جديد لترسيخ نفوذها في القارة. وأضافت أن الجنود المتورطين في الإطاحة بالجنرال الحاكم في بوركينا فاسو، بول هنري داميبا، الذي استولى على السلطة في يناير، لوحوا بالأعلام الروسية من العربات المدرعة، معبرين عن انتصارهم، في إشارة منهم إلى ولاءات جديدة في المستعمرة الفرنسية السابقة، مضيفا أن الحشود المتجمعة كانت تهتف "روسيا، روسيا". وكان ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قد قال في تصريح له، "إنه يأمل أن الوضع في بوركينا فاسو "سيعود إلى طبيعته في أقرب وقت ممكن، من أجل ضمان النظام الكامل في البلاد والعودة إلى إطار الشرعية في أقرب وقت ممكن". وتعهّد قادة الانقلاب الجدد بأنهم "مستعدون لتلقي الدعم من الشركاء الآخرين من أجل مكافحة الإرهاب"، وهو ما تم تفسيره من قبل المتابعين لما يقع في هذا البلد الإفريقي، أنها إشارة لمرتزقة "فاغنر"، المرتبطة بالكرملين، وتعتبر الجيش الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من جهته قال المعلق الموالي للكرملين سيرغي ماركوف: "قام رجالنا بمساعدة القائد الجديد"، وأن يفغيني بريغوجين مؤسس شركة مرتزقة فاغنر "يدعم وبشكل كامل" القائد الجديد. مضيفا أيضا: "من الواضح أن هناك دولاً أخرى ستتنقل من التعاون مع فرنسا للتحالف مع روسيا". وأضافت الصحيفة أن تحول بوركينا فاسو باتجاه موسكو يؤكد الدور الذي تلعبه الجماعات الجهادية في تغذية عدم الاستقرار وإضعاف العلاقات مع الغرب، حيث أدى عدم الاستقرار إلى تغذية انقلابات في تشاد وغينيا ومالي وبوركينا فاسو. وسارعت موسكو بربط خيوط عدم الاستقرار في إفريقيا بمجال تأثيرها، حيث اعتمدت على دعم بريغوجين وآلته الإعلامية واستخدامه لمنصات التواصل الاجتماعي من أجل تغذية المشاعر المعادية لفرنسا.